قال مسئولون إن بنجلاديش طلبت مساعدة دولية لإعادة بناء البلد الذي دمرته الفيضانات فيما وصلت محصلة القتلى من الفيضانات الموسمية إلى 500 شخص أمس الأول . وقد تشرد ما يقرب من نصف سكان بنجلاديش البالغ عددهم 130 مليون نسمة من جراء واحد من أسوأ الفيضانات الموسمية التي ضربت البلاد منذ عشرات السنين وتركت الملايين محاصرين في آلاف الجزر الصغيرة التي أوجدتها الفيضانات.
وقال وزير مالية البلاد سيف الرحمن إن الحكومة والدول المانحة تشارك في تقييم الدمار الذي خلفته الفيضانات الناجمة عن الامطار التي اجتاحت المناطق الشمالية والوسطى منذ أكثر من أسبوعين. وقال رحمن إن بنجلاديش تسعى لطلب المساعدة من خلال توجيه مناشدة رسمية للمجتمع الدولي ستبدأ الاسبوع القادم بعد الانتهاء من تقرير تقييم الخسائر. وطبقا للهيئة الاقتصادية البنغالية فان أكثر من ثلث الـ 60 مليونا المتضررين من الفيضانات هم من النساء والاطفال وكبار السن وقال متحدث باسم الهيئة إنه يجب تلبية مطالبهم على الفور لتجنب حدوث مجاعة وأمراض. وأعرب بنك التنمية الآسيوي ومقره مانيلا عن مخاوفه من أن تؤدي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات إلى بطء النمو وعرقلة الاستقرار الاقتصادي الجزئي في البلد الزراعية ذات الدخل المنخفض.
وقال مدير شئون بنجلاديش في البنك تورو شيبوتشي إن البنك مستعد لتقديم مساعدة مالية مع الهيئات المانحة الأخرى لإعادة بناء البلاد التي دمرتها الفيضانات. وذكر مكتب إدارة الكوارث في دكا أن هناك مواد إغاثة كافية متوافرة في البلاد للطوارئ الحالية ولكن هناك مساعدات مطلوبة للخطط طويلة المدى لاعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات من بينها إعادة بناء البنى التحتية المتضررة. وفي الوقت نفسه غرقت أكثر مناطق دكا والضواحي المجاورة في المياه حيث واصل منسوب المياه في الانهار المحيطة بالعاصمة والمنطقة التجارية ارتفاعه. وقد أصيبت الحياة الطبيعية والاعمال بالشلل بسبب الفيضانات التي أجبرت الحافلات والسيارات على الاختفاء من الشوارع الغارقة بالمياه. واضطر ما يقرب من ثلث عدد سكان دكا البالغ 10 ملايين نسمة إلى ترك منازلهم والبحث عن مأوى في الملاجئ الخاصة لمنكوبي الفيضانات. ويذكر أن الفيضانات الكاسحة التي حدثت في عام 1988 أجبرت ثلاثة أرباع سكان بنجلاديش على العيش وسط المياه لأكثر من أسبوعين.
