سمعت كثيرا عن الفراق وصعوبته.. وتكلمت عنه أكثر.. ولكن بقلب جامد.. ومشاعر من ثلج.. وكيف أحزن؟ وأنا لم أجربه قط.. وكيف أشعر؟.. وقد كان الفراق.. أبعد ما يكون من حياتي..
ولكن أترى سيدوم ذلك الشعور في..؟ أم سينقلب كيان موقفي بعد فراقك؟
فراقك الذي لم أجربه بعد.. وأتمنى ألا أجربه قط.. فأنا أستيقظ كل يوم صباحا.. أمزع ورقة جديدة من التقويم.. فرحة لأن عمري قارب الثامنة عشرة.. وحزينة أكثر.. بأن ذلك العمر المغلف بأجمل ملبوس.. والملتف بشرائط ملونة.. يحمل بداخله هدية حزينة.. ستركن مع الأيام.. ويسكنها الغبار.. وتصبح مجرد ذكرى!
حزينة أنا.. ففي حديقتي بل عالمي الكبير أربع وردات اشتراها لي والدي.. وسقتها لي والدتي.. فكيف سأتعايش اليوم مع ثلاث وردات فقط؟!..
خواطر من حبي.. لا أعلم.. أأحاكمك أنت.. أم أحاكم قاطف الوردة.. أم القاطف والمقطوف اشتركا معا في الخطة مسبقة التدبير..؟!
اذا.. فقولي لقاطفك انك احدى ورداتي التي أراها كل يوم.. وانني انزعجت قليلا عندما قطفوها من حديقتي ولكنهم أخبروني فيما بعد بأنها سنة الحياة.
قولي لقاطفك بأن فرحنا يتعدى كل ذلك الحزن بكثير.. وأوصيه ان يعتني بوردتي ويرويها كل يوم من حنانه.. وألا يتعب وألا ينضب ماء ساقي ورداتي..
وأخبريه بأن منظركما معا أسعدني كثيرا.. وتلك السعادة المشتركة أنستني هم فراقك.. فعندها اطمأننت أنك بأيد آمنة وبأنه في عيون ناعسة.. أغلقت جفنها عليه.. بعد سهر طويل..
تمنياتي لكم بالسعادة الدائمة أختك ـ وصايف ابراهيم الخويطر