أخبار متعلقة
اقتربت كأس امم آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين حتى 7 اغسطس الحالي من نهايتها ولم تتضح بعد معالم المنتخب القادر على فرض تفوقه على منافسيه وتأكيد احقيته باحراز اللقب. وتلتقي غدا الثلاثاء في نصف النهائي اليابان حاملة اللقب مع البحرين في جينان، والصين المضيفة مع ايران في بكين. ويؤكد تاريخ الكرة الآسيوية ان تأهل منتخبات اليابان والصين وايران الى نصف النهائي يبدو منطقيا، لكنه يفرض بلوغ البحرين في مشاركتها الثانية في النهائيات بعد عام 1988 هذا الدور بالمفاجأة. ولا تعترف النتائج التي سجلتها المنتخبات الاربعة في الآونة الاخيرة بالتاريخ والمفاجآت، وبالتالي فان تأهل منتخب البحرين الى دور الاربعة للمرة الاولى في تاريخه لم يعد يعتبر مفاجأة لان مستواه يسير في خط تصاعدي منذ نحو اربعة اعوام حقق فيها اكثر من نتيجة بارزة ونال تقدير الاتحاد الدولي (فيفا) الذي منحه جائزة أكثر المنتخبات تطورا في العالم عام 2003. ويحمل المنتخب البحريني الراية العربية وحيدا في نصف النهائي بعد خروج سبعة منتخبات عربية اخرى هي السعودية وعمان والكويت والامارات وقطر (من الدور الاول) والعراق والاردن (من ربع النهائي)، علما بانها كان المشاركة العربية الاكبر في تاريخ بطولات كأس آسيا حتى الان في اول دورة رفع فيها عدد المنتخبات الى 16. ويغيب عن نصف النهائي للمرة الاولى منذ عام 1984 المنتخب السعودي الذي كان حاضرا في المباريات النهائية الخمس السابقة فاحرز اللقب ثلاث مرات اعوام 1984 و1988 و1996 وخسر مرتين عامي 1992 و2000. ولم يعد تأهل منتخب البحرين مفاجأة لأسباب كثيرة، فهو كشف في تصفيات كأس العالم المؤهلة الى مونديال 2002 عن مجموعة قادرة على مجاراة المنتخبات الاسيوية الاخرى وخير دليل على ذلك تأهله الى الدور الثاني وتصدر مجموعته ثم فوزه على ايران في الجولة الاخيرة مما منح السعودية بطاقة التأهل الى كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. ولم يكتف المنتخب البحريني بذلك، بل حل ثانيا خلف السعودية في كأس العرب الثامنة في الكويت اواخر 2002، ثم فرض نفسه واحدا من اكثر المنتخبات الخليجية تطورا وامتاعا في الاداء وحل وصيفا للسعودية ايضا في كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت ايضا اوائل العام الحالي. وتتصدر البحرين ترتيب مجموعتها حاليا بعد الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة الى مونديال المانيا 2006. وفي كأس آسيا، كان اداء المنتخب البحريني ثابتا في جميع مبارياته حتى الان، وبان بوضوح ارتفاع الثقافة الكروية لدى لاعبيه الذين يجيدون النزعة الهجومية والتغطية الدفاعية على حد سواء، ويتعاملون مع المجريات بخبرة كبيرة رغم صغر اعمارهم وعدم احتراف اي منهم خارج البحرين، لكنهم اظهروا رغم تواضع المسابقات المحلية مهارة وفنيات عالية وروحا جماعية وقتالية حتى الثواني الاخيرة ميزتهم خلال البطولة. وكانت هذه الصفات مجتمعة عاملا اساسيا في تأهل البحرين الى نصف النهائي، فالانذار الاول كان في مباراة الافتتاح امام اصحاب الارض حيث خطف البحرينيون التعادل 2-2 في الثواني الاخيرة، ثم كرروا فعلتهم امام قطر بهدف في الوقت القاتل ايضا 1-1، وحققوا فوزا صريحا على اندونيسيا في الجولة الثالثة من الدور الاول 3-1. وفي ربع النهائي امام اوزبكستان، ارتقى مستوى المنتخب البحريني الى افضل حالاته واكد اللاعبون ارتفاع معدل لياقتهم البدنية فسجلوا هدفين وتلقوا مثلهما وخاضوا وقتا اضافيا لم تتغير فيه النتيجة، ثم تعاملوا مع ركلات الترجيح بثقة كبيرة وحسموها 4-3 ليضربوا موعدا مع اليابان في نصف النهائي. وتتضارب الطموحات البحرينية بين من يكتفي بانجاز التأهل الى دور الاربعة وبين من تراوده افكار الذهاب بعيدا وربما الى النهائي على الاقل، لكن المدرب الكرواتي يوريسيتش ستريشكو يؤكد ان منتخب البحرين قادر على الحاق الهزيمة باي منتخب آخر بعد العروض القوية التي قدمها. وفي جميع الاحوال، فان ما حققه منتخب البحرين حتى الان يعد انجازا للكرة العربية، خصوصا ان معدل اعمار لاعبيه لا يزال صغيرا لانه يضم اربعة فقط فوق ال22 عاما.
انتفاضة ايرانية انتظرت ايران صاحبة ثلاثة القاب متتالية اعوام 1968 و1972 و1976 حتى مباراتها مع كوريا الجنوبية بطلة 1956 و1960 لكي تقدم مستواها الحقيقي حيث فرضت افضليتها عليها وانتزعت فوزا مستحقا 4-3. لكن المنتخب الايراني كان عاديا جدا في الدور الاول، فبعد فوزه على تايلاند 3-صفر، عانى الامرين امام عمان ونفد بجلده منتزعا نقطة التعادل التي اهلته الى ربع النهائي لان فوز عمان كان سيمنحها بطاقة التأهل بدلا منه، ثم جاء التعادل السلبي الباهت مع اليابان في الجولة الثالثة. وسيعود الى صفوف المنتخب الايراني المدافعان رحمن رضائي وعلي بدوي بعد تنفيذهما عقوبة الايقاف مباراتين من قبل لجنة الانضباط اثر عراكهما في المباراة ضد عمان، لكن تبقى امام محمد نصرتي مباراتان اخريان وسيغيب بالتالي عن النهائي في حال تأهل ايران. واعتبر الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش مدرب ايران ان ما تعرض له المنتخب زاده قوة قائلا : انه شعور جيد بان نفوز على منتخب قوي كالمنتخب الكوري خصوصا اننا عانينا كثيرا منذ بداية البطولة، مضيفا : لدينا ثلاثة مدافعين موقوفين، كما اننا ارهقنا بسبب الرحلة من تشونغ كينغ الى جينان حيث اضطررنا الى التوقف في يانتاي لمدة عشر ساعات ولكننا لم ندع ذلك يؤثر علينا وجعلنا كل هذا اكثر قوة لانني قلت للاعبين بان يفكروا بكل ما مروا به والا يأخذوا الجانب السلبي منه، فلم يكن في اذهانهم سوى الفوز. وبدا المنتخب الياباني متواضعا وبعيدا جدا عن المستوى الذي اهله لاحراز اللقب في لبنان عام 2000، والى الدور الثاني في مونديال 2002 للمرة الاولى في تاريخه، فتخطى عمان في المباراة الاولى بشق النفس 1-صفر، ثم قدم اداء افضل امام تايلاند وفاز عليها 4-1 قبل ان يتعادل مع ايران سلبيا في مباراة رتيبة. وفي ربع النهائي، تفوق الاردنيون على حامل اللقب في الوقت الاصلي من المباراة الذي انتهى 1-1 قبل ان يهبط مستواهم في الوقت الاضافي، ولكن ابتسم الحظ لليابانيين في ركلات الترجيح فحسموها 4-3 بعد ان تخلفوا صفر-2. ولم يظهر اصحاب الارض ايضا بمستوى متميز باستثناء مباراتهم مع اندونيسيا في الجولة الثانية من الدور الاول حين فازوا 5-صفر، لكن الاخيرة لعبت منذ الدقيقة 20 بعشرة لاعبين، وكانوا قبلها تعادلوا مع البحرين 2-2 وفازوا بصعوبة على قطر 1-صفر. وواجه المنتخبان الياباني والصيني بعض ظروف الاصابات لكنها ليست مبررا لهما للظهور بمستوى عادي لان الاول يدافع عن لقبه والثاني يلعب على أرضه وبين جمهوره.
لقطة من مباراة ايران وكوريا الجنوبية
فرحة لاعبي اليابان بالفوز غير المستحق