فقدت الرياضة السعودية والخليجية والعربية والرياضيون الرياضي الاول وعميد الرياضيين الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر الذي انتقل الى رحمة الله يوم الخميس الماضي ولا نعلم كيف ستكون حال الرياضة في المملكة والعالم العربي بعده.. أسكنه الله - عز وجل - فسيح جناته.
لقد كانت الرياضة (وكرة القدم تحديدا ونادي النصر بشكل خاص) تجري في دمه ولايمكن ان نتجاوز التشبيه لو قلنا ان دمه ممزوج بألوان النصر كناية عن حبه وعشقه وهيامه بفريقه النصر بشكل غير مألوف والذي ضحى من أجله بالكثير وليس أقلها صحته ثم حياته - رحمه الله - لقد كانت لي معه مراسلات ومساجلات عبر الكتابة فأنا منذ قدمت الى الرياض في منتصف الثمانينات الهجرية للدراسة في الجامعة كنت وعدد من الزملاء الطلاب نسكن في دار كان نادي النصر يتخذها مقرا له في تلك الفترة في شارع الخزان وقد وضعت على الجدران صورا للاعبين القدامى جدا ومعهم رئيسهم الشاب في ذلك الوقت الأمير/ عبدالرحمن بن سعود الى جانب طلاء الجدران والغرف باللونين المميزين للنادي ومنذ ذلك التاريخ واهتمامي بالكرة يتصاعد مع تصاعد فريق النصر وظهور بصمات سموه على خارطة كرة القدم في المنطقة الوسطى ثم في المملكة وحتى العالمية وبدأت اتصالاتي بسموه عندما كان النصر يزاحم على القمة وعندما استقر عليها لسنوات طويلة خاصة في عصره الذهبي ايام ماجد عبدالله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وغيرهم وما تلا هذا العصر من استمرار التفوق والبطولات وكنت بعد كل مباراة للنصر اكتب له مهنئا ومباركا وفي بعض الحالات مبديا بعض الملاحظات لمشاهد ليس متمكنا من الرياضة وكرة القدم ولكنه متذوق ومتابع جيد وكان سموه يرد على بعض خطاباتي بشيء من الرقة الشعرية والحرفية الرياضية وقد كنت قاب قوسين او أدنى من المشاركة المباشرة في ادارة نادي النصر لولا ثقتي في نفسي انني لا انفع وكان حرص الأمير عبدالرحمن بن سعود وكثرة اتصالاتي ورسائلي وملاحظاتي أعطته انطباعا بأنني خبير كروي ومتخصص في الرياضة وانا لست كذلك وانسحبت بهدوء وظل الحب والاتصال والمراسلات مستمرة وان قلت بعدما كثرت مشاغلي وانحسر الوقت الى جانب ان الوضع الكروي اصبح لا يشجع والكرة لا تساعد على متابعتها.
ان أبا خالد رجل النصر المستمر الذي اتفق الجميع على حبه واحترامه بالرغم من الاختلاف معه في بعض الاحيان وبعض الامور.
ان وفاته المفاجئة ستترك فراغا واضحا في الوسط الرياضي وسيظل يذكره الرياضيون ردحا من الزمن فهو من القلة الذين لا يمكن نسيانهم (وبصراحة) سيظل حاضرا في عقول المحبين وذاكرة المتابعين لاحاديثه الصحفية والتليفزيونية والجماهيرية حتى وان لم يروه او يتعرفوا عليه شخصيا.
رحم الله عبدالرحمن بن سعود وأجبر مصاب اخوانه وأبنائه وأهله ومحبيه.
وصدق الله العظيم (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).