دعا نواب مطالبون بالديمقراطية في هونج كونج بكين أمس الاثنين الى بدء محادثات الإصلاح الديمقراطي قائلين ان لفتات السلام من جانبها لا تكفي لعلاج التوترات السياسية في المدينة.
وأغضبت بكين جانبا كبيرا من سكان هونج كونج بتجاهلها الدعوة إلى مزيد من الديمقراطية وتضييق الخلافات مع السياسيين الذين اجتذبوا قبل شهر واحد فقط مئات الآلاف من سكان هونج كونج إلى تجمع حاشد للمطالبة بحق الجميع في التصويت.
وكان البرلمان الصيني قد شدد قبضته على هونج كونج في ابريل نيسان الماضي ومنع الانتخابات المباشرة لاختيار حاكم الإقليم والمقررة عام 2007 رغم أن دستور هونج كونج قبل عام 1997 كان يتيح هذا.
وخشية ان تفقد السيطرة على الإقليم إذا فازت القوى المؤيدة للديمقراطية في انتخابات المجلس التشريعي الشهر المقبل غيرت بكين موقفها المتشدد خلال الأسابيع الأخيرة وحاولت رأب الصدع والقيام بالمزيد من لفتات المصالحة.
ووجهت بكين الدعوة إلى نشطاء مطالبين بالديمقراطية في هونج كونج لينضموا إلى قادة الصين العسكريين في مشاهدة عرض عسكري غير مسبوق في هونج كونج وقال النشطاء ان توجيه الدعوة إليهم لحضور العرض ينم عن مساع جديدة من جانب بكين لتعزيز الثقة بين الطرفين.
وتهافت نحو 27 ألفا من سكان هونج كونج على شراء تذاكر العرض الأول من نوعه ومشاهدة الدبابات وطائرات الهليكوبتر التي تحمل النجمة الحمراء لكن عددا قليلا من النواب رفضوا الحضور.
وقالت النائبة اميلي لو التي لم تحضر العرض انا أفضل الحوار مع السلطات الصينية. لكن هذا ليس حوارا. ولا أعتقد انه كان أمام النواب فرصة للتحدث مع أحد.
اذا وجهت دعوة للحوار سأكون سعيدة بالحضور. وطالب ليونج يوي تشنج وهو نائب آخر لم يحضر العرض بالحوار.
وقال ليونج وهو نقابي يتمتع بشعبية كبيرة بين القاعدة الشعبية إذا كنا نتحدث عن التواصل.. فهذا لا صلة له بمثل هذه الاحتفالات العرض العسكري .
يجب أن نتحاور. وان نكون مستعدين للتفاهم وتقديم حلول وسط. وكانت بكين قد أبدت استعدادها لإجراء محادثات مباشرة مع القوى المطالبة بالديمقراطية في هونج كونج لكن هذا سيعني الاعتراف رسميا بالأحزاب المطالبة بالديمقراطية كقوة سياسية داخل الصين وهي خطوة كبيرة بالنسبة للحزب الشيوعي الحاكم.
ويقول محللون انه في حالة حدوث محادثات موجهة لن يغير أي جانب على الأرجح مواقفه الأساسية. وعلى الرغم من أن الصين قد أعلنت أنها لن تسمح بانتخابات مباشرة كاملة في هونج كونج في انتخابات حاكم الإقليم عام 2007 إلا أن القوى المطالبة بالديمقراطية لم تتخل عن هذا المطلب في برامجها الحزبية.
وقال ليونج نريد إصلاحات سياسية ومن غير المقبول أن تستمر بكين في تجاهلها. وفي نفس الوقت علينا أيضا وضع مخاوف بكين في الاعتبار. على الجانبين تقديم تنازلات. وعادت المستعمرة البريطانية السابقة للسيادة الصينية عام 1997 . وقال محللون ان هذا الاستعراض العسكري الأول يبعث برسالة مزدوجة.. فهو يذكر سكان هونج كونج بالقوة المهيمنة على الأوضاع من ناحية ويؤكد على أن الهدف هو ضمان السلام والرخاء في أرضهم من ناحية أخرى.