لا شك في أن اسم الموساد الاسرائيلي يثير الشعور بالاشمئزاز والحقد والكراهية والغضب لدى شعوب البلدان العربية خصوصاً لبنان وسوريا ومصر والأردن لأن الصراع العربي الاسرائيلي كان في حدود هذه الدول أو بداخلها فكان صراعاً مصيريّاً وكان أهم تلك الصراعات الصراع الخفي بين أجهزة المخابرات لدى طرفي الصراع العرب والكيان الصهيوني الغاصب فلقد لعب الصراع بين أجهزة المخابرات الاسرائيلية وبخاصة (الموساد) دوراً رئيسياً في الصراع مع الدول المحيطة بالكيان الصهيوني وكان الموساد ومازال الجهاز الخطير الموكل إليه ضرب المصالح العربية الاسلامية، فلذلك كان من الواجب علينا أن نعرف هذا العدو المتخفي فلعله يكون أقرب الناس إلينا فيجب أن نتسلح بمعرفة هذا الجهاز اليهودي الدامي لكي لا نقع في حبائله.
- دوافع التجنيد: وتبذل (الموساد) جهودا كبيرة لاستغلال النعرات العرقية والدينية اليهودية وإثارة المشاعر السامية كما تستخدم الابتزاز والمال وفرص القيام بأعمال تجارية أو إطلاق سراح يهودي من السجن. أيضا نوع من الدوافع لدى عملائها اليهود خاصة من لهم ميول يهودية عنصرية أو دينية أو من المؤيدين للصهيونية والذين يكرهون معاداة السامية، والذين لهم ميول معادية للعرب، من اجل تجنيدهم للعمل في صفوفها.
إن (الموساد) تختار عملاءها بشكل عام في الخارج من بين أشخاص من ذوي أصل يهودي.
- الجاليات اليهودية في العالم: إن ضباط الموساد يعملون بشكل عام بصورة سرية في أوساط الجاليات اليهودية، وقد تلقوا تعليمات بالعمل في منتهى الحذر، كي يمنعوا أي إحراج وارتباك لإسرائيل من قبل جهات معادية، للصهيونية، وهناك حوالي 500 منظمة في العالم تغذي الموساد الصلات بها باستمرار وتستخدم كقنوات لانسياب المعلومات والمواد المضللة والدعاية.
- يهود العالم: يتم استقطاب يهود العالم خاصة اليهود الأمريكيين والشباب منهم من خلال تنظيم رحلات إلى إسرائيل بتذاكر مخفضة وانضمامهم إلى معسكرات (الجدناع)، وهذه المعسكرات تم تدريب بعض الفلاشا فيها تمهيدا لإرسالهم في (مهمات) إلى أفريقيا. كما تقوم الموساد باختراق المنظمات اليهودية (غير الصهيونية)، على نطاق البلد الواحد، أو الدولية كما تقوم الموساد أيضا (بالتسلل) إلى العناصر اليهودية المعادية للصهيونية بهدف تحييدها، ورغم كل الاحتياطات التي اتخذتها الموساد، إلا إنها عانت الفشل في - كثير من المحاولات - وروى بعض اليهود الأمريكيين محاولات تجنيدهم من قبل الموساد وابلغوا السلطات الأمريكية حيث أن هناك مخاطر أمنية من انقسام ولاء الشخص (توزع الولاء) لإسرائيل وللدولة التي يحمل جنسيتها، وبالرغم من ادعاءات الموساد إنها تبتعد في عملية التجنيد عن (الكنيس) والمنظمات المحلية اليهودية لأن هذه الأماكن حسب وجهة نظر الموساد هي محط أنظار عملاء الوكالات الآمنة، لكن هناك اكثر من مثال يوضح زيف ادعاءات (الموساد) هذه حيث استخدمت الموساد يهودا من النرويج والدنمارك والسويد في عملية (ليلياهمر) الفاشلة عام 1973 واتضح ذلك من اعتقال ومحاكمة فريق الاغتيال الذي قتل (احمد بوشيكي) المغربي الأصل.
وقد جند هؤلاء اليهود المحليون لتنفيذ عمليات القتل.. لقد ذكرت (ماريان) في المحكمة في أوسلو: لقد طلب مني أن أقوم بخدمة (لدولة إسرائيل)، فشعرت بأنني مضطرة للقيام بذلك لأنني لم أقم بتأدية الخدمة العسكرية كما أن تجنيد (بولارد) اليهودي محلل المعلومات في المخابرات البحرية الأمريكية لهو دليل آخر.. وهناك سلسلة طويلة من الأمثلة. إن أغلبية مجندي الموساد في الساحات الخارجية، هم من بين يهود تلك الدول، أو من الذين هم من اصل يهودي، وبذلك تعمل الموساد على زعزعة ولاء - مواطني - تلك الدولة - لبلدانهم - وتحاول الموساد باستمرار الادعاء بأنها لا تقوم بتجنيد عملاء يهود. ونشير في هذا المجال...، أيضا الى أن هناك جهازا استخباراتيا إسرائيليا لتجنيد اليهود (وتقديمهم كمجندين للموساد)، إن هناك دائرة سرية أخرى عرفت باسم (هيئة الخدمة السرية)، وهناك اسم آخر لها - الشائع - في معظم المصادر (مصلحة يهود العالم)، هدفها التنسيق بين كافة الوكالات اليهودية في العالم بهدف نشر الأيديولوجيا العنصرية الصهيونية تحت سواتر النوادي الرياضية (المكابي) والنوادي الاجتماعية ومعسكرات الشباب بهدف تجنيد الصالحين منهم للعمل في الموساد.
إن تجنيد اليهود لصالح الموساد - غالبا ما يتم عبر - المنظمات والوكالات اليهودية - التي تضع في خدمة الموساد عددا من المتعاونين والعملاء والذين يخدم بعضهم داخل أجهزة المخابرات الأجنبية، وتستغل الموساد وجودهم - هناك - من اجل الحصول على الوثائق السرية (كما حدث مع بولارد.. وغيره).
انتقاء وتصنيف العملاء اليهود: وحتى تنتقي الموساد عملاءها من بين اليهود فهناك (ذاتية) لكل يهودي يعيش خارج إسرائيل وكل هذه المنظمات اليهودية والصهيونية بالإضافة إلى الذاتيات تساعد جهاز الموساد في انتقاء عملائه من هؤلاء اليهود المنتشرين في العالم.. ويصنف هؤلاء العملاء اليهود إلى ما يلي:
أ- علماء، وخبراء، رجال سياسة، أساتذة جامعات، باحثون.. الخ. أي رجالات ذوي مراكز مهمة وحساسة، وهذا العميل من هذا الصنف لا يمر بمراحل اختبار وتجارب، إنما يتم التشاور معه في كثير من الأمور التي من الممكن أن تخدم إسرائيل والحركة الصهيونية من خلال موقعه (الوظيفي والأكاديمي)، كما تقوم الموساد بتزويده بما يلزم من معلومات لتقوية مركزه أو (تنويره) بما يحتاج إليه.
ب- عملاء يهود مهمتهم جمع المعلومات، سواء كانت عن العرب، أو بعض التنظيمات اليسارية في تلك الدولة.. لتستطيع الموساد استغلال تلك المعلومات وأحيانا تقدمها إلى الجهات الحاكمة للحصول على (ثمن مقابل ذلك).
ج- عملاء يهود للقيام بتنفيذ المهمات الخاصة وهؤلاء لابد أن يمروا بمراحل تدريبية وتجارب خاصة.
د- عملاء يهود يزرعون في المؤسسات الحكومية والخاصة في الدول الأجنبية وأحزابها.
هـ- عملاء يهود من دول أجنبية يزرعون في الوطن العربي من خلال تسهيل ازدواجية الجنسية ومن خلال شركات بلدانهم في الوطن العربي.
- تشغيل العملاء اليهود: كما تقوم الموساد باستغلال عملائها من اليهود مواطني البلاد الأجنبية للقيام (بعمليات الاختيار وتنمية العلاقات مع الأفراد المطلوب تجنيدهم) كذلك القيام ببعض المقابلات السرية لتوصيل تعليمات المركز إلى العملاء أو القيام بمراقبة هؤلاء العملاء لمعرفة نشاطهم واتصالاتهم، بل والأخطر من ذلك تستغلهم في شبكاتها التخريبية. ألم تستعمل (اليهود المصريين) للتخريب في مصر، وعملية سوزانا وغيرها من العمليات خير دليل على ذلك؟ ألم تستعمل الاستخبارات الإسرائيلية اليهود العراقيين في عملياتها التخريبية مع بداية تأسيس الموساد عام 1951 ؟
- يهود البلدان العربية: أما فيما يتعلق باليهود الذين هاجروا من بلدان عربية إلى إسرائيل حيث ولدوا وتعلموا في البلدان العربية، ويبدو عليهم انهم عرب اكثر منهم إسرائيليين في حديثهم وتصرفاتهم، فانه يتم تجنيد عملاء إسرائيليين من هؤلاء، ويزودون بوثائق تحقيق شخصية - بجوازات سفر - عربية أو غربية ويرسل هؤلاء - كعملاء - يتم زرعهم في الدول العربية - خاصة دول الطوق - أو يرسلون كمواطنين من دول أوروبية، ليزرعوا في الوطن العربي. لقد نجحت (إسرائيل) في قصة واحدة في عملية زرع يهودي ممن كانوا في البلاد العربية وهو (ايلي كوهين) حيث تم زرعه في سوريا وكشف أمره واعدم، وبالرغم من ادعاءات الموساد المتكررة أنها زرعت (يهودا عربا ممن كانوا في البلاد العربية) - يهودي عراقي - في منظمة التحرير الفلسطينية، أو في بلدان عربية، لكننا نعتقد أن ذلك كان من ضمن (الحرب النفسية)..، لقد رويت قصص كثيرة عن أن ذلك الشخص والذي كان يعيش في تلك الخيمة في منطقة كذا في الضفة الغربية ظهر بعد حرب 1967 ضابطا..
هذه قصص وشائعات لم تثبت كحقائق، ولكن قد يستعمل هؤلاء في مهمات محددة مقيدة الأجل، لقد حاولت الموساد اكثر من مرة إرسال يهود ممن كانوا في البلاد العربية من الذين يعيشون في فلسطين المحتلة حاليا إلى دول أوروبية للالتقاء بمناضلين عرب وفلسطينيين على أساس انهم مسيحيون فلسطينيون ولكنهم كانوا يكشفون بسهولة لان مسيحيي فلسطين معروفون جيدا ومن السهل التعرف على كل من يدعي انه مسيحي من قرية كذا في الجليل..وذلك لتواجد مناضلين مسلمين ومسيحيين من مختلف القرى في منظمة التحرير الفلسطينية، ولوجود ارشيفات إحصائية ومعلوماتية لدى الأجهزة الفلسطينية والعربية. لقد اكتشفت التنظيمات الوطنية اللبنانية حالات تجسس للموساد من بين يهود لبنان القاطنين في لبنان، وتم إعدام (د. ايلي حلاق) اللبناني - اليهودي - والذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويقيم في بيروت، والذي كان يدير شبكة للموساد في بيروت، وتحاول الموساد بكثافة إيجاد شبكة لها من بين اليهود المقيمين في سوريا والعراق. إن تلك المحاولات لم تصادف نجاحات باهرة، وان كانت قد اوجدت لها شبكة في المغرب مثلا وعبرها يتم انتقال هؤلاء اليهود العملاء من اليهود المغاربة أعضاء شبكة الموساد إلى شمال إفريقيا.. مثلا، ولكننا نعتقد أن اليهود ممن كانوا في البلاد العربية - المهاجرين إلى إسرائيل - يتم نقلهم بوساطة الموساد إلى دول عربية، ليس بوساطة جوازات سفر عربية، أو غطاء انهم كمواطنين عرب في تلك الدول أو في دول عربية أخرى بل بجوازات سفر أوروبية غربية وأمريكية وكندية، وفي شركات متعددة الجنسيات، وبشكل خاص امريكية، أي يصل عملاء الموساد كأمريكان وكأوروبيين وفي شركات أجنبية وهذا يتطلب من أجهزة الأمن العربية التحقق من هؤلاء ومن نشاطاتهم، ويتطلب أيضا التحقق من كل الشركات الأجنبية المنتشرة في عواصم البلدان العربية.
@ عندما يكون العميل / المجند أجنبيا (أو) فلسطينيا (أو) عربيا.
أولا :- عندما يكون العميل / المجند أجنبيا:
- تقوم (الموساد) بتجنيد (نوعيات) من الأجانب الذين يزورون (إسرائيل)، أو بوساطة ضباط محطاتها في دول متعددة، ويتم التجنيد بشكل مباشر لصالح (الموساد)، أو في حالات عديدة تستخدم (الموساد) - هويات مزورة - أو ما نطلق عليه (إعلانات زائفة) كأن يتظاهر ضابط الموساد - بأنه يعمل لحساب حلف شمال الأطلسي، ويقوم بتجنيد هذا الأوروبي - أو - ذاك لصالح - استخبارات الحلف - ويستخدمون هذا الاسلوب بشكل خاص، لتجنيد أوروبيين يعملون - أو للعمل كعملاء في البلدان العربية.
وفي أثناء محاكمة العميل الإسرائيلي لوتست في القاهرة ... صرحت زوجته فالتراود المتهمة بمشاركته في التجسس بأن زوجها ابلغها أنه يعمل لصالح حلف الناتو وانها ساعدته على هذا الأساس. وقد حكم عليها حكم خفيف (3 سنوات) على هذه التهمة بينما حكم على زوجها بالسجن المؤبد. ويستخدم موظفو (الموساد) في هذا المجال وبشكل واسع، التشهير والرشوة والمشاعر القومية أو الدينية ويقع في شباكهم عادة خدم المطاعم والفنادق والمحطات التلفونية، وسكرتيرو مختلف الدوائر والسائقون وخدم ابرز رجالات الدولة، والعناصر الملفوفة طبقيا وتشترك أل CIA بتجنيد عناصر أجنبية وترسلهم في (تدريب عملي) إلى الدول العربية، ثم تقوم بتسليم متابعتهم وتشغيلهم بعد ذلك للموساد ليمارسوا - أي هؤلاء العملاء - أعمالهم في بلدانهم حيث يقدمون هناك خدمات نشطة (للموساد) - ومن أمثلة ذلك (فرسان العباءة والخنجر) في أمريكا اللاتينية. إن أل CIA تشترك مع الموساد في تجنيد أجانب، لصالح (الموساد) خاصة في الدول العربية ويعتبر العميل / جون تاكر - الأسترالي - مثالا على ذلك.. فقد قاتل هذا العميل في صفوف القوات الأمريكية في فيتنام، وبعد عودته إلى استراليا جند لصالح (الموساد) في استراليا، (واصبح من كبار تجار المخدرات في استراليا) وأرسلته (الموساد) - إلى بيروت - وقتل هناك وهو يقاتل مع الكتائب عام 1976 ضد الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية. وتقوم (الموساد) بدراسة كل شخص، تقع علية عيون (الموساد)، من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية،... الخ قبل تجنيده،
وتركز الموساد في تجنيدها للعملاء على :
I- الخبراء والمهنيين والرجال ذوي المراكز الحساسة:
1- مد الموساد بالمعلومات عن بلادهم ومراكزهم في جميع النواحي.
2- القيام بسرقة التكنولوجيا المتقدمة والحديثة.
3- الزرع داخل البلدان العربية تحت أسماء مختلفة.
4- إبداء التعاطف مع الدول العربية وبناء مؤسسات موالية لها.
5- إبداء تعاطف وتعاون مع المقاومة الفلسطينية والدخول في جميع مجالاتها.
6- خبراء عسكريين وشركات بناء يزورون الدول العربية لمساعدتها في بناء المعسكرات والمطارات وتقديم الخبرة لهم في المجال العسكري ... الخ.
ب ـ ضباط الارتباط ورجال هيئة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي ... الخ. من هيئات دولية وعالمية واستغلال أوضاعهم.
ج- الدبلوماسيون الأجانب في الدول العربية والاشتراكية خاصة الملحقين العسكريين.
د- المراسلون والصحفيون الأجانب حيث ان لهؤلاء تسهيلات في تحركاتهم ومقابلاتهم خاصة مع الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى المعلومات العسكرية والسياسية المتميزة التي يحصلون عليها خاصة من المقابلات والمشاهدات.
هـ - مهربو السلاح خاصة من لهم علاقة مع الفلسطينيين لمعرفة ما يحتاجونه من سلاح وطرق التهريب ... الخ، وعند الحاجة تقوم إسرائيل بتزويدهم بالسلاح الخفيف لتوصيله للحكومات الدكتاتورية في العالم لقمع حركات التحرر أو مساندة حركات مناهضة للحكومات الثورية، ومقابل ذلك يكون للموساد اليد الطولى داخل تلك البلاد والحركات.
و- الأحزاب والحركات والمنظمات والعصابات والمافيا العالمية لا يهم الاتجاه إن كان يمينيا أو يساريا، المهم إنها تخترقه لتجمع المعلومات واستغلالها لحين الحاجة خاصة ممن لهم علاقة مع الفلسطينيين. ومن بين هؤلاء تحاول (الموساد) تجنيد عملاء لها.
@ عندما يكون العميل/ المجند فلسطينيا (أو) عربيا. يتم تجنيد عملاء فلسطينيين - وعرب - لصالح (الموساد) إما:
س - داخل الأرض المحتلة - حيث تحتل إسرائيل كل الأرض الفلسطينية - وهضبة الجولان السورية والتي يعيش فيها (اكثر من 25 ألف مواطن سوري)، بالإضافة إلى مزارع شبعا في الجنوب اللبناني. المعروف أن ثلث ضباط الموساد يعملون داخل الأرض المحتلة بالتنسيق مع (الشين بت)، وذلك لتدريبهم أولا على(الاختلاط الفلسطيني) وفهم عقليتهم، ولتجنيد العملاء من بين صفوفهم، ولتعليمهم اللغة العربية (واللهجة الفلسطينية)، وتقضية فترة (تدريب عملي). ويطلق على ضباط الموساد هؤلاء- في الأرض المحتلة اسم (المخابرات الخارجية)، وبشكل خاص يتابعون بالإضافة إلى تجنيد واختيار عملاء - شبكات وعملاء في دول الطوق ودول الخليج العربية، حيث تشترك الموساد - والاستخبارات العسكرية في العمل في هذه الساحات المفتوحة لكلا الجهازين، أو ما يطلقون عليه (عمليات عبر الحدود)، ضمن تنسيق بينهما، عبر لجنة رؤساء الأجهزة (فاعادات)، وتساعد الشين بت (الموساد) في اختيار وتجنيد العملاء من الذين يترددون على تلك الساحات والذين لهم عائلات في الداخل وغالبا ما يتم تهديدهم بعائلاتهم ومن الذين يزورون الأرض المحتلة. أو من الطلبة العرب الذين يقيمون في الأرض المحتلة ويدرسون في الجامعات العربية أو الأجنبية أو من المقيمين في الأرض المحتلة، وكذلك الإشراف على (العملاء المزدوجين)، كما يتم التجنيد من بين المهربين- بعد إلقاء القبض عليهم أو مقابل تسهيل أعمالهم، وبعض هؤلاء المهربين هم من أوساط البدو، أومن المقيمين في القرى الحدودية.
I- خارج الأرض المحتلة : حيث يتواجد الفلسطينيون والعرب بهدف الإقامة أو الدراسة أو العمل، ويتم الاختيار والتجنيد بواسطة ضباط الموساد العاملين في المحطات الخارجية، وأحيانا تساعد أجهزة الأمن الأجنبية في تجنيد فلسطينيين وعرب لصالح الموساد كما يحدث في ألمانيا مثلا، من بين المتقدمين لطلب اللجوء السياسي في برلين كما تساعد ال CIA في ذلك أيضا، ويتم تشغيل هؤلاء العملاء في الساحات التي تم تجنيدهم فيها، أو يتم إعدادهم وتحضيرهم للعودة إلى أوطانهم، حيث تكون هناك مهماتهم التجسسية لصالح (الموساد) أو إلى دول عربية أخرى ويقوم جيش عملاء لحد الفارين من الجنوب اللبناني إلى إسرائيل بدور كبير في هذا المجال، لقد استطاعت الموساد تجنيد عرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وبشكل خاص بواسطة الاغراءات المالية (مرتبات، مكافآت، أو سلف مالية) أو للإفراج عن حساباتهم المجمدة في البنوك منذ عام 1948 أو مقابل جمع شمل العائلة المشتتة بسبب الاحتلال أو مقابل تخفيض فترة أحكامهم بالسجن، أو الغيرة والتنافس والخوف والخلافات والصراعات العشائرية، أو ايجاد نقاط ضعف فيهم -كالاغتصاب أو التهديد بالفضيحة. وبشكل عام ... فان الموساد تستغل كل الدوافع والتي تتركز بشكل أساسي- في الاغراءات المالية.. وبالرغم من ذلك، فان المخابرات الإسرائيلية لم تستطيع أن تنشر شبكة واسعة وكثيفة من العملاء رغم محاولاتها ذلك، ورغم ادعاءاتها المتكررة، حتى أن رجال المخابرات الإسرائيلية السريين جدا، وذوي المستوى الاستراتيجي ... أمثال كوهين في سوريا، فكانت هيئات مكافحة التجسس العربية تكشفهم بسرعة نسبيا. إن السبب الرئيسي لاطلاع القيادة العسكرية الإسرائيلية - على وضع القوات المسلحة العربية يعود إلي مشاركة جملة من بلدان حلف شمال الأطلسي ودوائر مخابراتها، ومساعدتها الأساسية إلى إسرائيل ولذلك فان الموساد والإسرائيليين لا يعتبرون المجندين العرب مصادر يعتمد عليهم وذلك لأن دافعه الحصول على المال ولأن العميل العربي في نظر الإسرائيليين دائما ما يميل إلى المبالغة والى إبلاغ عائلته بعمله مع المخابرات الإسرائيلية، أو الى تجنيد أفراد العائلة - ليعملوا كمساعدين له - بهدف الحصول لهم على مرتبات من الضابط الذي يتابعه. من كل ما ورد سابقا يؤكد الباحث (الدكتور سمير محمود قديح) على أن تجنيد العملاء -الفلسطينيين والعرب - وتدريبهم وتوجيههم أيضا، يختلف اختلافا واسعا باختلاف الهدف، ومنطقة العمليات، وقيادة العملية في مركز الرئاسة وبالرغم من أن هناك مقياسا معينا يسري على تنفيذ العمليات، لكن يبدو أن ضباط (الموساد) يتمتعون بحرية عمل (كبيرة) في إدارة العمليات ولا توجد تعليمات متشددة - تتطلب - موافقة - محددة من مركز الرئاسة لتجنيد - أي عميل عربي- من هنا نعتقد، انه لا يوجد في (الموساد) - قانون ثابت - لاختيار العميل ولكن الأهم من ذلك كله الفحص هو الفحص هو (الفحص والدورات) التي يخضع لها العميل الجديد والتأكيد يختلف(إعداد) و(توجيه) و(وتدريب) و(تشغيل) و(الاتصال) بالعميل الإسرائيلي واليهودي- الأجنبي- عن العملاء العرب والفلسطينيين.