"كل نفس ذائقة الموت" هذه هي النهاية التي تنتظر كل مخلوق في هذه الدنيا من إنس- جان- وحيوان.. وهذه النهاية التي نؤمن بها.. ونصدقها كأمة مؤمنة مسلمة.. وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن سعود الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الخميس الماضي هو الذي اختلف معه كثيرون من الذين ينازعونه الميول الرياضية.. أو من الذين يختلفون معه في الطرح الفكري. يبقى في نظرهم علماً رياضياً يقتدى به مهما حصل.. فتاريخ أبو خالد يعد انموذجاً للعمل المخلص لرياضة وطنه من خلال ما قدم من جهود محمودة له أكان ذلك عبر عشقه الأصفر ( النصر) أو عبر المجالات التي أسهم في تطويرها في كل المناحي الرياضية "قدم- طائرة- سلة" والتي ترك له فيها بصمة وفراغاً من الصعب ملؤه مهما اجتهد الرجال من بعده.. أما عن علاقتي الشخصية مع سموه فتمتد إلى ما قبل 25 سنة مضت وأذكر خلالها أنني صاحبت سموه "يرحمه الله" في رحلتين خارجيتين إحداهما إلى الكويت لأداء مباراة بين النصر السعودي والنصر الكويتي بمناسبة اعتزال الدولي الكويتي علي الشمري بصحبة وفد إعلامي متميز أذكر منهم الزملاء عبد الله علي أحمد- عثمان المنيع- عبد العزيز الشدي- عدنان قربان- محمد يوسف الدوسري "يرحمه الله" فيصل الزهراني "يرحمه الله" صالح العمودي وآخرون.. أعتذر لنسياني لهم لأن الذاكرة قد شاخت.. أما الرحلة الأخرى فكانت إلى هولندا وتحديداً إلى معسكر فريقي النصر والنهضة هناك في مدينة كركرادا.. ومعي خلالها زميلي وصديقي الحبيب عبد الله منير العتيبي.. وقد لمست من سموه في هاتين الرحلتين كل رعاية ومتابعة واهتمام بأمورنا كإعلاميين.. وكان يوكل متابعة شؤوننا له شخصياً كما أن لسموه جميل آخر لن أنساه عندما كان يتابع حالتي المرضية ويخفف عني معاناتي أثناء رحلتي العلاجية بألمانيا على نفقة صاحب الأيادي البيضاء صاحب السمو الملكي الأمير الإنسان فيصل بن فهد غفر الله له.. ولما أن الظروف هي التي تتحكم في حياة البشر فقد حالت دون التواصل مع سموه في آخر السنوات إلا أن فاجعة خبر وفاة أبو خالد قد نزلت علي كالصاعقة.. ولولا أن إيماني بالله سبحانه وتعالى كان قوياً لما صدقت ما أبلغني به شقيقي محمد حينما اتصل بي يعزيني في سموه حيث كنت صائماً نائماً في صبيحة الخميس.. ولم أسمع النبأ الا من خلال اتصال أخي بي عبر جوالي عندها صدمت.. ويا لهول الصدمة.. رحمك الله أبا خالد رحمة الإبرار فلقد تركت لنا بصمات شعرية- ونثرية- واهتمامات صحفية سنبقى نذكرك من خلالها كلما ذكرناها.. وشخصياً يا أبا خالد سأبكيك شعراً ونثراً.. سأبكي ذكريات ربع قرن من مسيرة المعرفة والألفة التي أحطتني بها ومعي الكثيرون.. ممن يكنون لسموك المحبة الصادقة.. سأبكيك أبا خالد كما بكاك التاريخ ومشوار المعاناة.. سأبكيك كما بكاك كل شبر في مقر عشقك الأصفر.. سأبكيك بقدر غصة النفس ودموع المآقي التي تركتها لها.. فلذلك أقدم خالص عزائي لأشقائك وأبنائك ومحبيك.. ولكل من اختلف معك أو اتفق في مسيرتك الرياضية والأدبية الحافلة بالعطاء.. رحمك الله أبا خالد رحمة واسعة وأسكنك فسيح الجنان.. اللهم ارحم أبا خالد وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه "إنا لله وإنا إليه راجعون"..
@ شظية مضيئة:
كل عبارات الرثاء التي نثرها زملاء الحرف في أبو خالد كانت تعبر عن صدق المشاعر لهؤلاء الزملاء خاصة من كان منهم على خلاف مع أبو خالد وكانوا معه على طرفي نقيض إلا أن الفاجعة التي حلت على الوطن بوفاة ابنه البار مسحت كل صور الخلاف والاختلاف.. وهذا هو سر تميز الشعب السعودي المتآخي- المتراحم- المتحاب على طول مساحة هذا الوطن "القارة".