إن صياغة سياسة جديدة للولايات المتحدة الامريكية تجاه إيران تشكل مهمة حاسمة للرئيس الامريكي القادم.
ينبغي على الرئيس الجديد التوصل إلى نهج يتجنب الشطط بالوصول إلى مواجهة عسكرية مع إيران سعيا لتغيير نظامها الديني الذي يمقته غالبية الإيرانيين. وفي الوقت نفسه يتحاشى هذا النهج التخلي عن القيم والمبادئ الامريكية بالإذعان والرضوخ لهذا النظام.
موقف الإدارة الحالية تجاه إيران يوصف بالتذبذب فتارة تتحاور وتتعاون معها وتارة تصل معها إلى نقطة المواجهة في خلاف حول برنامجها النووي أو حول تورطها في أنشطة إرهابية.
الواضح انه توجد صعوبة فى التعامل مع طهران وتستشهد على ذلك بالكشف مؤخرا عن عبور ثمانية من إرهابيي أحداث سبتمبر الى الأراضي الإيرانية من أفغانستان، وبالشكوك الامريكية حول إدراك المسئولين الإيرانيين باهداف الارهابيين وتوفير الدعم والمساندة لهم.
وحسب تصريحات كبار رجال الاستخبارات الامريكية عن إمكانية تورط إيران في دعم القاعدة بالتواطؤ مع زعمائها وتوفير الحماية لأعضائها.
و ما جاء في تقرير لجنة العمل المستقلة التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الذي يقترح تعاملا محدودا وانتقائيا مع النظام الايراني وذلك مع الأخذ في الاعتبار لمنعه ذلك النظام واستبعاد حدوث انتفاضة أو ثورة شعبية تسقطه.
ونقترح تبنى هذا النهج الذي يرتئيه عدد من رجال الاستخبارات والمتخصصون في الشئون الايرانية ويعتمد في المقام الأول على إجراء حوار بناء مع ايران سعيا الى تحقيق درجة من التعاون معها بخصوص افغانستان والعراق بل وربما يصل الى حد مساعدتها في الحصول على وقود نووي للاستخدام في الاغراض السلمية وذلك في حال تخليها عن برنامجها لاقتناء اسلحة نووية.
وفى النهابه يجب التأكيد على ضرورة تبني النظام الإيراني لنهج مغاير لنهجه الحالي وذلك حتى يمكن لمجهودات الولايات المتحدة في التقارب معها أن تؤتي ثمارها المرغوبة.