لم تصدق الطفلة آية التي انتظرت مع والدها عشرين يوما في الجانب المصري من معبر رفح للانتقال الى غزة ان محنتها انتهت اخيرا وانها ستعود الى منزلها بعد ان فتحت اسرائيل هذا المعبر حيث تكدس الاف الفلسطينيين العالقين منذ قرابة الشهر.
وقالت آية زعرب 12 عاما وهي تبتسم رغم الاعياء انها كانت مع والدها واشقائها الاطفال الاربعة في مصر لقضاء اجازة الصيف التي تحولت الى هم وغم لدى عودتهم الى غزة.
وذكرت الطفلة ان الاسبوع الاول في المعبر كان "قاسيا وصعبا لكن منظمات انسانية قدمت لنا الغذاء والدواء .. الا ان الاهم بالنسبة لنا كان العودة الى بيتنا في غزة".
وروت تمام عبيدة 32 عاما من سكان رفح التي كانت برفقة زوجها في رحلة علاج في مستشفى بمصر حيث تعاني من حمى شوكية انها اضطرت الى النوم على ورق مقوى دون غطاء في صالة الوصول المصرية بالمعبر.
وبعد ان اجرت عملية جراحية في مستشفى بمصر فوجئت لدى عودتها باغلاق المعبر واضطرت للمبيت فيه عشرين يوما ما زاد من تدهور حالتها الصحية، مشيرة الى انها اضطرت الى التوجه الى مستشفى العريش في مصر للعلاج.
واعربت عن سعادتها لوصولها الى الجانب الفلسطيني من المعبر رغم كل المعاناة والمشقة لكنها عبرت عن حزنها لبقاء الاف الفلسطينيين عالقين في الجانب المصري مؤكدة انها لن تكرر الخطأ في السفر الى الخارج مرة بعد اجراءات الاذلال التي شهدناها.
ولم تخف سيغريد بوكتور 35 عاما وهي المانية جاءت الى غزة للقاء زوجها وهو مهندس فلسطيني يسكن مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة غزة عن سخطها لاجبارها على البقاء امام المعبر رغم طلبها من السفارة الالمانية التدخل وقالت انها ظروف مذلة. واوضحت لوكالة فرانس برس انها قضت عشرين يوما في المعبر في ظروف غير انسانية وصعبة جدا خصوصا ان الصالة المصرية من المعبر غير مهيأة لاستقبال هذه الاعداد الكبيرة من المسافرين.
ولم يكن حال زكي جابر 45 وهو فلسطيني يحمل الجنسية الفرنسية ويعيش في فرنسا افضل حالا. وقال لفرانس برس انه للمرة الاولى منذ عشرين عاما يأتي الى غزة لزيارة شقيقته المريضة في مخيم الشاطيء بمدينة غزة، وقد امضى هو الاخر عشرين يوما امام المعبر واضاف انها مأساة لا مثيل لها والعالم لا يبالي بهذه الانتهاكات الخطيرة للمواثيق الدولية وحقوق الانسان.
ورغم اعادة فتح المعبر جزئيا لم يتح لجمال الصلاحات 39 عاما وهو من سكان خان يونس جنوب قطاع غزة فرصة لنقل والده الذي توفي الاسبوع الماضي في مستشفى بمصر الى غزة لدفنه. واوضح انه رافق والده وهو في الخامسة والستين من العمر للعلاج في مصر حيث اجرى عملية قلب مفتوح قبل اسبوعين ثم توفي بعد عدة ايام ومنذ ذلك الحين بقيت وحدي في المعبر وبانتظار سماح الجانب الاسرائيلي بادخال والدي المتوفى لدفنه في مقبرة خان يونس. واكد زياد العابد مدير عام الارتباط المدني الفلسطيني في المعابر والذي كان قد اشرف على حركة وصول المسافرين ان المعبر اعيد فتحه جزئيا ووعد الجانب الاسرائيلي بان يتم فتحه يوميا من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى السادسة مساء.
وتوقع العابد ان تنتهي معاناة اربعة الاف مسافر عالقين في الجانب المصري خلال عدة ايام موضحا ان الايام الثلاثة الاولى ستشهد فقط تشغيل المعبر للقادمين الى غزة حتى تنتهي معاناتهم وابتداء من الثلاثاء سيتم تشغيله اذا التزم الجانب الاسرائيلي للقادمين والمسافرين .
ومن جهته توقع سعد اسعيفان مدير امن معبر رفح ان يتم السماح لحوالي الف وخمسمائة مسافر في الايام الثلاثة الاولى بالدخول الى غزة اذا قام الجانب الاسرائيلي فعلا بالعمل بطاقة كافية. واشار الى انه من المفترض ان يتم الغاء قيود العمر المفروضة على المسافرين المغادرين غزة الى الخارج ونرجو ان يلتزم الجانب الاسرائيلي بذلك .
وكان الجيش الاسرائيلي يمنع سفر الفلسطينيين الذكور ممن هم بين السادسة عشرة والخامسة والثلاثين.
وقد تجمع مئات الفلسطينيين في الجانب الفلسطيني من المعبر على امل اللقاء بذويهم القادمين من مصر والخارج .
ويضطر القادمون الى السير على اقدامهم مئات الامتار من اخر نقطة تفتيش اسرائيلية في المعبر وصولا الى الجانب الفلسطيني حيث تمنع القوات الاسرائيلية اي سيارة من الدخول الى منطقة المعبر التي اصبحت مكشوفة تماما على مساحة مئات الامتار بفعل اعمال التجريف الاسرائيلية. ويشطر معبر رفح المدينة التي تحمل الاسم نفسه الى جانبين فلسطيني ومصري.