أدى اختصار أسبوع العمل في كوريا الجنوبية إلى خمسة أيام إلى تغيير أسلوب تخطيط الكوريين الجنوبيين لكيفية قضاء نهاية الاسبوع وتمضية أوقات فراغهم حيث يتوقع أن يسفر تخفيض ساعات العمل عن زيادة عدد زوار الاماكن السياحية في الصين واليابان وتايلاند. وأشارت الشركات السياحية الكبيرة في سول مثل شركة الحرية للرحلات السياحية إلى أن معدلات حجز الرحلات السياحية في آسيا ارتفعت بنسبة ثلاثين بالمئة في منتصف عام 2004 مقارنة بالعام الماضي. وترجع أسباب ازدهار حركة السياحة في الآونة الاخيرة إلى شيوع نظام العمل خمسة أيام في الاسبوع الذي بدأ تطبيقه في عام 2003 بالشركات الكبيرة مثل البنوك التجارية.
وقال كيم يون هيو نائب مدير شركة الحرية "لقد أصبنا بالدهشة عندما رأينا المئات يقبلون على حجز رحلاتنا السياحية المخصصة لعطلات نهاية الاسبوع إلى هونج كونج عندما أعلنا عن هذا العرض أول مرة في أبريل الماضي وبالتالي فكرنا في تنظيم رحلات مماثلة إلى بانكوك وتايوان وماكاو". وأوضح كيم أن أسباب الاقبال على الرحلات السياحية في عطلة نهاية الاسبوع ترجع إلى رخص قيمتها وقصر مدة السفر ومرونة برنامج الرحلة. ويمكن للسائح الذي سيقوم بهذه الرحلة أن يغادر سول في الساعة الثامنة والربع صباح يوم السبت على متن طائرة تابعة لشركة طيران ماكاو ويعود إليها في الخامسة مساء يوم الاثنين بعد أن يكون قد استمتع بقضاء عطلة قصيرة في ماكاو.
وتهدف الرحلات الجوية الليلية إلى تواجد السائحين في أماكن عملهم صباح يوم الاثنين. وتبلغ تكلفة الرحلة إلى ماكاو حوالي 300 ألف وون كوري (260 دولار أمريكي).
وبعد خمسة عقود من العمل لمدة 48 ساعة أسبوعيا بموجب قانون العمل الذي صدر عام 1948 تشجع كوريا الجنوبية مواطنيها في هذه الآونة على الاستمتاع بأوقات الفراغ في عطلة نهاية الاسبوع وعمدت إلى مراجعة القانون وتخفيض عدد ساعات العمل إلى أربعين ساعة أسبوعيا وتستمر الحكومة في إرغام مزيد من الشركات على تطبيق نظام العمل لخمسة أيام في الاسبوع. ونتيجة لذلك ارتفعت عائدات قطاع السياحة في الوقت الذي يتوافد فيه الكوريون الجنوبيون على المنتجعات السياحية في جزيرة فوكيت التايلاندية ويزورون المعالم التاريخية في بكين أو ينفقون أموالهم في الملاهي الليلية التي أقيمت بماكاو على غرار مثيلاتها في لاس فيجاس. وبدأت حركة الرحلات السياحية خلال عطلة نهاية الاسبوع عن طريق تنظيم جولات كان يطلق عليها اسم "جولة عفريت الليل" وكانت تجتذب الموظفات الكوريات الجنوبيات لمشاهدة المعالم السياحية في طوكيو.
وكانت الموظفات يغادرن مطار إينشون غرب سول في ساعة مبكرة صباح يوم الجمعة ويصلن إلى مطار هانادا ثم يرجعن إلى سول في ساعة متأخرة مساء يوم الاحد بعد أن يكن قد تسوقن وشاهدن معالم المدينة السياحية. وساهمت زيادة عدد رحلات الطيران العارض في ازدهار الجولات السياحية خلال عطلة نهاية الاسبوع. وأدى بدء تشغيل قطار كوريا الجنوبية فائق السرعة الذي يصل بين المدن الرئيسية في البلاد في الاول من أبريل عام 2004 إلى تراجع عدد المسافرين على الخطوط الجوية الداخلية. واضطرت شركتا طيران كوريتان جنوبيتان هما شركة الخطوط الجوية الكورية وشركة طيران آسيانا نتيجة لذلك إلى تخفيض عدد رحلاتهما الداخلية وزيادة رحلاتهما الجوية العارضة إلى جهات آسيوية. وقال تشو يونج مو المتحدث باسم شركة آسيانا "لقد تمكنا رغم تخفيض عدد الرحلات الداخلية من زيادة الارباح بسبب تزايد الطلب على الرحلات العارضة إلى جهات آسيوية".
