قد تصنع الحياة انسانا.. قد تجبره على البحث عن نفسه بين زواياه.. هربا مما يعكر صفوة النفس. ليجد نفسه بعد ذلك قد حقق ما يصبو إليه، وإن لم يكن كل ما يتمناه، لكن نصف الطريق يعطي الشخص دافعا قويا للمسير والمسير.
أجبرت ظروف الحياة أم محمد على دخول معترك التسويق، حبا في التجربة والمغامرة، وتحسين مستوى المعيشة، بالإضافة إلى الهروب من مشكلات الحياة التي لا تنتهي، رغم ما تجده من صعوبات في التسويق، إلا أنها تعتبره أضاف الكثير لحياتها البسيطة.
درست عند المطوعة، وعندما أرادت دخول المدرسة رفض والدها، أدخلت واسطات أعمامها لإقناع والدها بضرورة الدراسة، وبعد المحاولة رضخ الوالد، فأكملت المرحلة الابتدائية فقط، وتزوجت وهي لم تتجاوز 11 عاماً. ولكن دراستها فتحت المجال لبقية العائلة للدراسة.
لدى أم محمد 4 بنات، و4 أولاد. (اليوم) استضافتها في هذا الحوار: @ حدثينا عن بداياتك التسويقية؟
ـ كانت عن طريق صديقة، تسوق بعض أنواع الأعشاب، وتشتريها من امرأة مغربية، فأعجبتني الفكرة، ثم بدأت التعامل مع المغربية لفترة من الزمن، ثم توسعت في التسويق للمنتجات الشعبية، فتعاملت مع بعض المحلات، تارة أشتري منهم على حسابي الخاص، وتارة أتعامل معهم بالنسب (15 أو 20 بالمائة)، كل على حسب المنتج ومدى مبيعاته.
@ ما الأشياء التي يتم تسويقها؟
ـ القناع الطيني، زيت القشرة، زيت خاص للشعر، زيوت خفيفة، زيت الكسيرة، أنواع مختلفة للصابون خاص بالبشرة، خلطة 26 للشعر، زيت الريحان، زيت الحية، زيت العروس، شامبو بالأعشاب، زيت بالأعشاب المحروقة، زيت لإزالة الشحوم.. وغيرها.
@ خلال تجربتك التسويقية للأعشاب استطعت خلالها معرفة الزيوت الطبيعية وغير الطبيعية، ما الفرق بينهما؟
ـ الخلطات أو الزيوت الطبيعية تكون مركزة، وذات رائحة تدل على نوع الزيت، إذا كان مثلا ريحان فرائحته ترتكز على الريحان، أما الزيوت أو الخلطات غير الطبيعية فتكون الزيوت فيها غير مركزة، وليس لها رائحة كالزيت الطبيعي، كما أن لونها يختلف عن اللون الطبيعي، وكذلك السعر يكون منخفضاً جدا، بالمقارنة مع الزيوت غير الطبيعية، فما يباع بـ 5 ريالات يباع في المقابل ذلك الزيت الطبيعي بـ20، 15، 25 ريالا. لذلك لابد للمرأة من الحذر.
@ أين تسوقين منتجاتك؟
ـ بين الأهل والأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى المشاغل التي تتعاون معي في تسويقها، سواء بنسبة أو لا.
@ هل يجد ما تسوقينه من الأعشاب الطبيعية إقبال النساء؟
ـ نعم يجد إقبالا، ولكن في المواسم، مثل موسم الصيف، حيث تكون المبيعات أكثر من أيام الدراسة، بسبب قلة تردد النساء على المشاغل. بالإضافة إلى عدم مقدرتي على ترك بيتي وأبنائي خلال فترة الدراسة كل يوم.
@ كيف تسوقين منتجاتك العشبية؟
ـ أقوم بإعطاء الزبونات ورقة مكتوب عليها كل منتج وفائدته وسعره، وعندما تقرأ الزبونة المنتجات تسألني عما تريد، وأنا أعطيها الإجابات الشافية، فالبعض يسأل ويشتري، والبعض الآخر يقرأ فقط، ثم يتصل بي، ليتعرف بشكل أكبر على المنتج.
@ هل المنتجات العشبية الطبيعية التي تسوقينها خاصة بالنساء فقط، أم لديك زبائن من الرجال؟
ـ لديّ زيوت تناسب الرجال أيضا، ولكنهم أقل اهتماماً بأنفسهم من النساء، بسبب طبيعتهم.
@ ماذا أضافت لك تجربتك التسويقية؟
ـ أضافت لي ولحياتي الشيء الكثير، فقد تعرفت من خلالها على الناس بشكل أكبر. كنت في بداياتي التسويقية أخجل من محادثة الزبونات، أما الآن فأصبح لديّ القدرة على الحوار والتعامل، كما أن للأوراق التي أوزعها على الزبونات أثرا بليغا علي في اختصار الوقت.
@ حدثينا عن الصعوبات التي تلاقينها؟
ـ التسويق ليست مهنة سهلة، بل صعبة للغاية، لأن المرأة المسوقة تضطر إلى ترك بيتها وأولادها لفترة طويلة، والتجول بين المشاغل. كما تكمل الصعوبة أيضا في المشاغل نفسها، فبعضها يرفض رفضا تاما تسويق أي منتج، والبعض الآخر يفتح المجال للمسوقات بنسبة أو لا. كما تكمن الصعوبة في خوف بعض النساء من تجربة بعض الأعشاب، فأنا عندما أصادف مثل تلك النساء أنصحهن بعدم الشراء، لأن للنفسية دورا في نجاح الأعشاب، أو عدم نجاحه.
@ هل صادفك أن منتجا من منتجاتك العشبية حقق نتائج عكسية؟
ـ لم تصادفني ولله الحمد هذه المشكلة، لأنني أجرب كل منتج أسوقه قبل تسويقه على زوجي وأبنائي وصديقاتي.
@ أين تجدين المتعة؟
ـ أجد نفسي أما أولا، لأن الظروف المحيطة بي هي التي أجبرتني على الدخول في معترك العمل.
@ ما موقف الأبناء من عملك؟
ـ بناتي يتضجرن من عملي، كوني أتركهن من العصر إلى الساعة الحادية عشرة ليلا، دون أن يرونني، ويكون جلوسي معهن قليلاً، خصوصا في فترة الدراسة، حيث أعباء المنزل والدراسة ترمى على كاهلهن، عدا نومهن المبكر للمدرسة، مما يحول بيني وبينهن، أما في الصيف فيكون جلوسي معهن أكثر الأوقات، لأنني أحاول السهر معهن. ونحرص على أن نلتقي دائما في فترة الغداء والعشاء. لكنهن متفهمات للوضع، لأن الظروف هي التي أجبرتني على ذلك.
@ هل يعتبر التسويق عائقا لك عن ممارسة حياتك الأسرية؟
ـ أنا أحاول بشتى الطرق أن أعطي حياتي الأسرية وعملي حقه، بحيث لا يطغى مجال على آخر. وأجد الصعوبة فقط في فترة الدراسة.
@ كم تكسبين جراء التسويق؟
ـ أكسب في الصيف أكثر من فترة الدراسة، حيث يصل ما أكسبه في الصيف في الشهر لما بين 500 إلى 600 ريال، حسب البيع، أما في فترة الدراسة فيصل ما أكسبه إلى 400 ريال أحيانا.
@ ما الطريقة المثلى للتسويق؟
ـ طريقة توزيع الورق المدون عليه كل منتج وفائدته وسعره، لأنه يختصر الوقت على المسوقة في شرح كل منتج وفائدته وسعره على الزبونات.