تطبق هذه النظرية الاقتصادية في كل شئون الحياة.. فحينما يكون الطلب على الشيء اكبر والعرض اقل.. تخفض بعض الشروط لسد الحاجة الملحة إليه اضطرارا.. حتى يتوار الشيء المطلوب.. وفي مجال التعليم.. مرت مديرية المعارف ثم وزارة المعارف بتجربة شح كبير في عدد المعلمين الذكور.. فلجأت المديرية ثم الوزارة الى توظيف المعلمين الموجودين سواء من حملة الشهادة الابتدائية او ممن درس في حلقات العلم المنتشرة في البلاد.. لسد الحاجة الملحة اليهم.. ومثل ذلك فعلت رئاسة تعليم البنات خاصة في السنوات العشر الاولى من تأسيسها حيث استقطبت المعلمات ممن يحملن الشهادة الابتدائية.. او ممن درسن في مدارس الكتاتيب.. هذا بالاضافة الى التعاقد مع المعلمين والمعلمات من الدول الشقيقة.. حيث كانت اعداد الخريجين من الجنسين سواء من الكليات التربوية او من غير التربوية وهم الغالبية.. يتم توظيفهم بدون معايير وشروط تربوية.. ولكن حينما تضاعفت اعداد الخريجين من مؤسسات التعليم الجامعي التربوية وغيرها.. خاصة في السنوات العشر الأخيرة.. برزت ظاهرة بطالة الخريجين وخاصة في التخصصات التي لاتسمن ولاتغني من جوع في كليات البنات غير التربوية.. والكليات الجامعية الاخرى للبنين والبنات. وصار ما تم انفاقه على تلك المؤسسات خسارة مالية وبشرية ضخمة.. وحينما تم دمج تعليم البنات مع تعليم البنين في وزارة التربية والتعليم.. وهو اجراء حكيم.. بدأت هذه الوزارة في هذا العام 1425هـ برنامج اختبار الكفايات للمتقدمين للوظائف التعليمية.. وقد نشرت صحيفة (اليوم) في عددها رقم (11372) ليوم الثلاثاء 17/6/1425هـ اسماء الناجحين بالشرقية.. هذا البرنامج هو الاول من نوعه.. الذي يطبق في مجال اختيار المعلمين.. ومهما جاء متأخرا.. فانه تطور تربوي كان من الافضل ان يأتي منذ عقد من الزمن.
ان انتقاء المعلمين والمعلمات يتطلب وضع آلية تشتمل على ثلاثة جوانب: اولها: المقابلة الشخصية واختيار المعلمين والمعلمات ممن تتوافر فيهم المقومات الشخصية المطلوبة تربويا ونفسيا واجتماعيا.. وثانيها: اختبار القدرات الذهنية والعصبية.. وثالثها: اختبار المعلومات والمهارات السلوكية.
ولما كان العرض من الخريجين أضعاف العدد المطلوب منهم لشغل الوظائف التعليمية.. فان اختبار الكفايات ينبغي ان يكون متطورا بكل المقاييس بحيث يضمن اصطفاء افضل العناصر التي يمكن ان تلعب دورا فاعلا في تحسين وتطوير العملية التربوية.. ويجدر بالذكر في هذه المقالة البرنامج الذي تطبقه (ولاية كاليفورنيا بامريكا بالتعاون مع جامعة بيركلي) فقد اطلعت عليه وتجاذبت الحديث عنه مع المختصين في كلية الدراسة التربوية العليا.. حينما كنت في اجازة علمية عام 1986م هناك.. حيث توجد ثلاثة اختبارات للمتقدمين لوظائف التعليم:
@ اختبار على مستوى متطلبات الدولة الامريكية بحيث يتم ذلك من خلال استمارة تحتوي على اسئلة تتمحور حول اهداف الولايات المتحدة وخصائصها.
@ اختبار على مستوى ولاية كاليفورنيا وشروطها التي ينبغي توافرها في المعلم المرشح بما يحقق اهدافها.
@ اختبار على مستوى المنطقة التعليمية يتضمن معايير تربوية وشروطا فنية.
وبالاضافة الى هذه الاختبارات الثلاثة.. فإن المعلم المتقدم عليه ان يقابل ثلاث لجان لدراسة شخصيته على نفس المستويات الثلاثة. واذا اجتاز كل ذلك بنجاح يتم تعيينه معلما ذكرا كان او انثى.. ويقال: (اعطني معلما اعطك امة).
وحيث ان وزارة التربية والتعليم في المملكة تبذل قصارى جهدها في تطوير المناهج والمقررات.. فانه من الحقيقة بمكان ان المعلم الكفء هو الذي يفعل تلك المناهج وهو الذي بيده تحقيق اهدافها.. وهو الذي يجعلها قادرة على افادة الوطن من خلال الاجيال التي تتلقى على يديه العلم والخلق الكريم والسلوك الحسن.. وهذا المعلم يجب ان يتم اختياره على افضل حال.. والمعلم هو اخطر عنصر بشري في اطار القوى البشرية العاملة في اي مجتمع:==1==
واذا المعلم ساء لحظ بصيرة==0==
==0==جاءت على يده البصائر حولا==2==