نزل الفنزويليون الى شوارع العاصمة كاراكاس صباح امس الاثنين للاحتفال بنتيجة الاستفتاء الذي اعلن المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي فوز الرئيس هوغو شافيز فيه بينما رفضت المعارضة هذه النتائج الجزئية.
وبعد فرز معظم الاصوات، ابدى 58.25% من الناخبين تأييدهم لبقاء شافيز في السلطة فيما صوت 41.47% لمصلحة انهاء ولايته كما اعلن فرانشيسكو كاراسيكيرو رئيس المجلس الانتخابي الوطني.
ولم يكن متوقعا ان تعلن السلطات المشرفة على الاستفتاء عن النتيجة قبل الساعة 13.50بالتوقيت المحلي (5.30 تغ) من اليوم الاثنين بعد ان فرضت حظرا على نشر اي نتائج غير رسمية (اولية).
وفي هذه الاثناء، هتف مئات من مؤيدي شافيز وهم يرتدون قمصانا حمراء اللون "لن يخرج"، وهم يتوجهون لمركز وسط كاراكاس للاحتفال.
وشكل الاقبال الكبير للفنزويليين للادلاء بأصواتهم وعملية التصويت بحد ذاتها مفاجأة للمسؤولين عن الاستفتاء الذين مددوا التصويت مرتين كما قرروا منتصف ليل الاحد الاثنين (الرابعة بتوقيت غرينتش) ابقاء مكاتب الاقتراع مفتوحة بينما كان الناخبون يصطفون خارج المكاتب بانتظار الادلاء بأصواتهم.
وكانت هناك مخاوف من ان يؤدي تعادل في الاستفتاء الى اعمال عنف واشتباكات بين مؤيدي شافيز ومعارضيه والذين ادت المواجهات بينهم الى عشرات منهم خلال العامين الماضيين. وبينما كانت عملية الاستفتاء على بقاء شافيز او خروجه من السلطة تجري الاحد، قام مسلحون مجهولون باطلاق النار على الناخبين المصطفين بانتظار الادلاء بأصواتهم في منطقة خارج كاراكاس. واسفر الحادث عن مقتل شخص واصابة عشرة أخرين بجروح، طبقا لرئيس جهاز المطافىء في كاراكاس رودولفو بريسينو. لكن المراقبين شعروا،اجمالا، بالرضا من عملية الاقتراع مساء الاحد، فيما هنأ الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر السلطات المشرفة على الانتخابات لادائهم البطولي.
من جانبه رحب شافيز وقد بدا مبتسما بابتهاج في تصريحات للتلفزيون الرسمي، باقبال الفنزويليين بحشود كبيرة العدد للادلاء باصواتهم. وقال انه مهرجان ديموقراطي فعل.
كما شكل الاستفتاء اختبارا لمدى الصبر الذي يتمتع فيه الناخبون الذين وقفوا في طوابير لمدة زادت عن عشر ساعات. وبدأت اعداد من الناخبين المسجلين الذين يقدر عددهم بنحو 14 مليون شخص، والمتحمسين للادلاء بأصواتهم بالتوجه لمراكز الاستفتاء قبل بزوغ الفجر، فيما دوت اصوات الابواق والالعاب النارية في انحاء كاراكاس لتعبئة الناخبين. وحظيت شعبيته بدفعة قوية بزيادة الانفاق على البرامج الصحية التي تتمتع بشعبية كبيرة واصبحت ممكنة مع ارتفاع اسعار النفظ لمستويات قياسية. وحذر شافيز ان فوزه في الاستفتاء فقط هو الذي سيضمن استمرار شحنات النفط من بلاده التي تصنف خامس دولة مصدرة للنفط في العالم. واضاف ان فوز المعارضة سيؤدي الى نقل ملكية الشركة الحكومية الضخمة للنفط للقطاع الخاص مما سيدفع العاملين في ذلك القطاع الى تنظيم اضراب يشل حركة القطاع النفطي. وسادت الاسواق مخاوف من ان يؤثر فوز المعارضة التي نظمت في العام الماضي اضرابا لمدة شهرين شمل قطاع النفط، على صادرات النفط، خصوصا للولايات المتحدة. وتبلغ نسبة الواردات النفطية من فنزويلا 15% من واردات الولايات المتحدة النفطية. يذكر ان المعارضة الفنزويلية وهي تحالف يضم احزابا يمينية ويسارية ومدراء ورؤساء الاتحادات النقابية وعسكريين سابقين وجماعات مدنية، تجتمع على كراهية شافيز لكن قضايا اخرى عديدة تفرقها.
ولانهاء الولاية الرئاسية لشافيز يتعين على المعارضة الحصول على غالبية الاصوات وان يتساوى عدد الاصوات التي تحصل عليها مع 3.75 ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسين صوتا حصل عليها شافيز في انتخابات 2000 الرئاسية. وجرت تلك الانتخابات بعد عامين من انتخابه للمرة الاولى وبعد نحو ثماني سنوات من محاولته بلوغ السلطة في انقلاب عسكري فاشل.