طالب وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الكونجرس الامريكي بتوخي الحذر الشديد فيما يتعلق باجراء اصلاحات مقترحة في المخابرات الامريكية وتجنب وضع الحواجز بين قادة الجيش والوكالات التي تقوم بجمع المعلومات.
وكانت هذه أول مرة يحضر فيها رامسفيلد واحدة من عدد من جلسات الاستماع التي تدرس إعادة تنظيم المجتمع المخابراتي قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية التي تجري في نوفمبر.
ومن بين الاسئلة الاساسية المطروحة أمام المشرعين التوصية باستحداث منصب مدير الاستخبارات القومية وما اذا كان هذا المنصب الجديد سيتمتع بسلطة على الميزانية. وتسيطر وزارة الدفاع الامريكية حاليا على 80 في المائة من ميزانية المخابرات.
وقال رامسفيلد للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ امس الاول في مسعى لتعزيز قدرات المخابرات في بلادنا أود أن أوجه تحذيرا.
من المهم أن نتحرك بكل السرعة الممكنة. نحن بحاجة الى أن نتذكر أننا نبحث هذه الامور المهمة في الوقت الذي نشن فيه حربا. اذا تحركنا بشكل لا يتسم بالحكمة وأخطأنا فالعواقب ستكون وخيمة.
وكانت اللجنة التي أجرت تحقيقا في هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة قد أوصت باستحداث منصب مدير الاستخبارات القومية للاشراف على الوكالات المخابراتية الخمس عشرة وهو الامر الذي أيده بشكل عام الرئيس الامريكي جورج بوش.
غير أن بوش لم يكشف عن السلطة التي سيتمتع بها المدير الجديد على الميزانية وعلى العاملين في أجهزة المخابرات وهي اجراءات اساسية تحدد حجم السلطة التي سيتمتع بها المدير الجديد.
وأعرب رامسفيلد الذي قد تنقل سيطرته على نصيب الاسد من ميزانية المخابرات الى مدير جديد عن قلقه ازاء حصول القادة في ميدان القتال على المعلومات في الوقت المناسب ما لم يتحكموا في تدفق المعلومات الاستخباراتية.
وقال رامسفيلد للجنة لا نريد أن نقيم حواجز جديدة أو فواصل بين القادة العسكريين المقاتلين وهذه الوكالات في حين انها تقوم بدور داعم للقتال. ويتعجل اعضاء الكونجرس الواقعون تحت وطأة ضغوط العام الذي يشهد الانتخابات الاستجابة لتوصيات لجنة القوات المسلحة وتمرير تشريع قبل انتخابات الثاني من نوفمبر.
وعقد مجلسا النواب والشيوخ أكثر من عشر جلسات استماع خلال شهر اغسطس الحالي وهو شهر عطلات عادة.
وانضم القائم بأعمال مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي.اي.ايه جون ماكلوخلين وريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الى رامسفيلد في تحذير لجنة القوات المسلحة قائلين ان حصول القادة في الميدان على المعلومات في الوقت المناسب مسألة حياة أو موت.
وقال مايرز بوصفي رئيسا لهيئة الاركان المشتركة أعي بشكل مستمر أن القدرات الاستخباراتية لوزارة الدفاع جزء مهم من المجتمع الاستخباراتي الكامل في البلاد وكل هذا يدعم الامن القومي بمعناه الاشمل.
في الوقت نفسه وبالنسبة لمن يخوضون الحرب... من القائد الميداني وحتى جندي الدورية.. وصول المعلومات الاستخباراتية الدقيقة في وقتها المناسب هي مسألة حياة أو موت كل يوم بالمعنى الحرفي للكلمة. وفي الوقت الذي طالب فيه رامسفيلد ومسؤولون آخرون ببحث الامر بعناية امام لجنة القوات المسلحة قال أهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن للجنة أخرى هي لجنة الشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ ان هناك حاجة الى اصلاح المشاكل الامنية التي تجري بشكل متكرر على وجه السرعة.
وقال ستيفن بوش الذي لقيت زوجته حتفها حين كانت على متن الطائرة التي صدمت مبنى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون اتضحت مشكلات المجتمع الاستخباراتي بشكل مؤلم للجماهير منذ الحادي عشر من سبتمبر. الوقت ليس في صالحنا.