بيع وتأجير فساتين الزفاف والخطوبة ظاهرة جديدة بدأت تغزو المجتمع القطري بصفة خاصة والخليجي بصفة بصفة عامة، وهو ما ظهر من خلال ما تنشره الصحف من إعلانات أو عبر تتبع لوحات الإعلانات في المراكز التجارية الكبرى. والأكثر إثارة للدهشة في الأمر ان المعلنين من الاشخاص العاديين.. مما يستلزم طرح السؤال عن مدى تمسك واعتزاز السيدة القطرية بفستان ليلة العمر، وما الذي يجعلها تعرضه للإيجار، وأحيانا للبيع.الإعلانات كثيرة ومتعددة وتحمل صيغا مختلفة، وتتضمن اسم الموديل وبلد الصنع، والبعض يحمل أسماء مصممي أزياء مشهورين ، هناك إعلان يقول: للبيع أو الإيجار فستان زفاف تصميم الفراشة أو للبيع فستان زفاف راق بكامل اكسسواراته.. تصميم لبنان.
إحدى السيدات قالت إن فستان زفافها ثمنه عشرة آلاف ريال وتعرضه لـلبيع بـ 4500 وعن اسباب بيع الفستان رغم انه يمثل ذكرى غالية لدى أي عروس قالت: الفستان انتهت مهمته.. وبالتالي يمكن الاستفادة من ثمنه، ولا داعي لتركه طوال العمر في دولاب الملابس دون استعمال خاصة انه يستعمل مرة واحدة.. مشيرة الى ان نسبة كبيرة من السيدات يلجأن الى بيع فساتين زفافهن بسبب الاحتياج للمادة وهو ما اعتبرته تفكيرا عمليا يؤكد وجود تحول في المجتمع.
وبسؤال صاحبة الفستان إذا ما كان يمكنها تأجيره تقول: لا.. مسألة الإيجار صعبة.. من قبل أجرنا بعض الفساتين لي ولأخواتي، وكانت تحدث مشاكل مختلفة منها حدوث تلفيات في الفستان .. أو عدم الالتزام بإعادته بعد انتهاء العرس مباشرة.. رغم اننا كنا نحصل على ضمانات كافية تصل الى خمسة آلاف ريال كما ان الإيجار يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف، لكن ثمن الفستان يصل في العادة إلى خمسين ألفا، فإذا عاد وبه تلفيات لا يمكن إصلاحها فقد ضاع الفستان.. وبهذه الطريقة خسرنا أكثر من فستان نهائيا.. إذن ماذا يفيد الضمان؟ سيدة أخرى قالت إن الزمن اختلف .. وهناك أولويات أهم من الفستان.. أما الذكرى فتبقى في القلب مشيرة الى أن السعر المعروض في فستانها يبلغ عشرة آلاف ريال، فيما كان ثمنه الأصلي 16 ألفا، والفستان موديل حديث جدا، وقد تم زفافها منذ أسبوعين فقط.. وهو من تصميم أحد المحال الشهيرة في الدوحة.. وقالت: الصور الفوتوغرافية للعرس وشريط الفيديو تكفي.
سيدة أخرى رفضت محاولتنا تصوير فستان زفافها المعروض للبيع وقالت انه فريد في تصميمه، ولو رأى أحد صورته فسيتم تقليده قبل أن تبيعه.. والفستان على حد قولها تم تصميمه وتنفيذه في أحد محلات الخياطة الشهيرة بالدوحة وتطلب (30) ألف ريال سعرا له بينما ثمنه الأصلي(60) ألفا، وفي حالة الإيجار فإن إيجار الليلة يبلغ أربعة آلاف.. وارجعت صاحبة الفستان الظاهرة إلى ارتفاع أسعار الفساتين وقالت: الفستان الجديد ثمنه يصل إلى 60ألف ريال والكثيرات لا يردن دفع هذه المبالغ فيكون إيجار أو شراء فستان مستعمل هو الحل الأنسب. ورغم أن الإعلانات مصحوبة بأرقام التليفونات ..فإن صاحبة احد الإعلانات رفضت الرد على التليفون وأوكلت المهمة إلى والدتها التي قالت: إن الفستان من تصميم محل لبناني شهير لديه فرعر لديه فرع في الدوحة ومركزه في دبي.. والسعر المعروض به 25 ألف ريال فيما سعره الأصلي 55 ألفا.. وفي اعلان آخر اعلن صالون نسائي عن وجود فساتين للإيجار وسعر الإيجار يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف ريال، والفساتين كلها مستوردة من لبنان، وتقول مسؤولة الصالون: في السابق لم نكن نحصل على ضمان للفساتين المؤجرة لكن حاليا اضطرنا لذلك بعد حدوث تلفيات في بعض الفساتين. مشيرة إلى أن هناك بالفعل طلبا متزايدا على تأجير فساتين الزفاف والأفراح، وارجعت ذلك إلى الرغبة في توفير ثمن هذه النوعية من الفساتين لأنها مكلفة ولا تستعمل سوى ، مما يجعل العروس تفكر في استغلال هذا المبلغ في شراء شيء آخر للمنزل.