ولا ألوم الشجرة، إن هي أسلمتني الى سرير أوراقها، ولا ألوم الندى حين يبكي على عريها.
أنا الواحد في نظري؛ ألاحق الأغصان، الى عيونها، الى ثوبها الذي تركته، لخطى الهواء.. للواحد في نظره يقرأ في سقوطها، ان الورقة هيأت لفؤادها أن يفر... ولا ألوم الأغصان حين تذهب بلا ثوب ولا غطاء؛ جاهلة أن ذهاب أوراقها، واحدة من درجات اندحارها، أن تجردها من قناديلها بوصلتها الخاطئة...
ولا ألوم الهواء، إن مر بين أغصانها دون صعوبة، بلا ورق يهذب حراشفه، بلا أخضر، يهدئ وحدته، ولا ألوم الهواء الذي أعشاه الضوء الحادث من نحولها.
ولا ألوم الشجرة ان هي، قتلت أوراقها، أو تركتها دون زاد، ولا ان هي انتفضت كي تتخفف من التراب، الذي ضيق عليها الخناق، ولا ألوم الغصن، حين يغلق شفتيه، لأن الماء بات عكرا أوغير صالح.
لا أستطيع لوم شجرة تنظر الى نحول ظلها، فتمعن في النحول. ولا أستطيع أن ألوم نفسي التي تنظر الى شجرة، تسقط أوراقها، ثم تمضي وكأن الأمر لا يعنيها.
