رصدت الهيئة العليا للسياحة 89 موقعا قابلا للتطوير السياحي في منطقة تبوك التي تعد من أغنى مناطق المملكة بالمواقع القابلة للتطوير السياحي وتنوعها منها 26 موقعا في مدينة تبوك و 16 موقعا في ضباء و 14 موقعا في الوجه فيما بلغت المواقع في حقل وأملج وتيماء 11 موقعا في كل محافظة.
جاء ذلك في التقرير الذى أعدته الهيئة العليا للسياحة عن المنطقة بعد الدراسة التي قامت بها عن المواقع القابلة للتطوير السياحي.
وأشار التقرير إلى أن المشروع يأتي ضمن برنامج شامل لتحديد المواقع القابلة للتطوير السياحي في مناطق المملكة ودراستها وتنفذه الهيئة العليا للسياحة بالاشتراك مع ممثلين من الجهات الحكومية والقطاع الخاص بالمناطق لتوفير المعلومات المطلوبة لانجاز المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع تنمية السياحة الوطنية في المملكة على المستويين الاقليمى والمحلى والاعداد لتحديث مخططات استعمالات الاراضى والمخططات الهيكلية لمدن المنطقة التي تقوم على اعدادها بلديات المنطقة وذلك وفقا لنتائج المسوحات الميدانية وتضمينها في نتائج ومخرجات التقارير المزمع اعدادها للمواقع السياحية اضافة إلى حماية المواقع القابلة للتطوير السياحي وتهيئتها للاستخدام الامثل وفقا لاولويات مشروع تنمية السياحة الوطنية استعدادا لطرحها للاستثمار السياحي من قبل القطاع الخاص.
وبين التقرير أن الدراسة حددت سبع مناطق للتنمية في منطقة تبوك منها 3 مناطق واعدة للتنمية السياحية هى تبوك وضباء وحقل بالاضافة إلى أربع مناطق تنمية جديدة هى أملج والوجه ومقنا وشرما وقيال .
وحددت أعمال المسح الميدانى والدراسات الميدانية للمنطقة التي قامت بها الفرق التابعة لادارة تخطيط وعلاقات المناطق في الهيئة العليا للسياحة بالاشتراك مع ممثلين من البرامج الاخرى في الهيئة ومشاركة بعض المختصين من هيئة المساحة الجيولوجية بالاضافة إلى الفرق المحلية بالمنطقة هذه المواقع وصنفتها في مجموعتين رئيسيتين تضم المجموعة الاولى المواقع القابلة للتطوير السياحي في مناطق التنمية السياحية. أما المجموعة الثانية فتشمل المواقع القابلة للتطوير السياحي خارج مناطق التنمية السياحية وتشمل المواقع القابلة للتطوير السياحي في مناطق التنمية السياحية على المواقع الطبيعية والثقافية والتراثية في مناطق التنمية السياحية الجديدة في كل من أملج والوجه وشرما ومقنا وقد بلغ عددها 37 موقعا.
وأضاف التقرير ان الدراسة بينت المواقع الموجودة في تبوك منها المنطقة المحيطة بمسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي يقع في قلب السوق بالقرب من المدينة القديمة وقد صلى الرسول - عليه الصلاة والسلام - بضع عشرة ليلة اثناء غزوة تبوك المباركة ويعرف ايضا بمسجد التوبة وقد بني بالطين وسقف بسعف النخيل وقد تم تجديده خلال الفترة العثمانية بالحجر وتمت اعادة بنائه مرة أخرى في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - بمواصفات تشبه الحرم النبوى الشريف بالمدينة المنورة وموقع متنزه الملك عبدالعزيز الذى يقع في منتصف المدينة وقلعة تبوك الاثرية التي جدد بناؤها عدة مرات كان آخرها على أيدى العثمانيين عام 967هـ وأمر بتجديدها ابن السلطان محمد خان وتقدر مساحتها بـ 2500 متر مربع ومحطة الخط الحديدى الحجازى وهى احدى المحطات الواقعة على الخط الحديدى الذى كان يصل بين دمشق والحجاز لنقل الجنود والآليات والمؤن والمنشأة في عهد السلطان عبدالحميد الثانى وتم افتتاحها في عام 1906 م ودمرت خلال الحرب العالمية الاولى وقد رممت هذه المحطة عدة مرات وتقدر مساحتها بنحو 80 ألف متر مربع.
وفي محافظة ضباء حددت الدراسة مواقع أبرزها الكورنيش الجنوبى بطول 8 كيلومترات وجزيرة النعمان التي تعد أكبر الجزر بالمنطقة وقلعة الملك عبدالعزيز التي بنيت عام 1352هـ وشاطئ القف والمنطقة القديمة بضباء وحددت الدراسة المواقع القابلة للتطوير السياحي في منطقة التنمية السياحية في حقل وتشمل مواقع منها بئر الماشى.. وشاطئ السلطانة وموقع النجلة اللذان يطلان من الجهة الغربية على السواحل المصرية وتفصلهما عنها قرابة 10 كلم وشاطئ الضيقات الشهب وجزيرة أم قصور التي تتميز بتنوع البيئة البحرية المحيطة بها اضافة إلى قصر الملك عبدالعزيز. وفي محافظة الوجه بين التقرير أن الدراسة حددت مواقع قابلة للتطوير السياحي منها متنزه الامير فهد بن سلطان كورنيش زاغم وشاطئ خليج ميناء الوجه وكورنيش البلد وشاطئ الدرر قلعة السوق والسوق القديم ومبنى الامارة وبعض الدوائر الحكومية.
واشتملت المواقع القابلة للتطوير السياحي في منطقة التنمية السياحية في محافظة أملج على جزيرة جبل حسان وهى جزيرة جبلية من أكبر جزر المنطقة حيث تقدر مساحتها بـ 100 كلم مربع والكورنيش وشاطئ ومتنزه الدقم وحديقة الامير فهد بن سلطان والمنطقة القديمة وشاطئ الحرة. كما اشتملت المواقع القابلة للتطوير السياحي في منطقة التنمية السياحية بمقنا على مواقع عين مقنا وراس حميد وشاطئ مقنا ووادى ضم الذى يتصل مع وادى رم في الاراضى الاردنية وشرما وقيال وحددت المواقع القابلة للتطوير السياحي في منطقة التنمية السياحية مواقع هى وادى قيال وشاطئ قيال وشاطئ شرما. واشار التقرير إلى الدراسة التي قامت بها الهيئة على المواقع القابلة للتطوير السياحي خارج مناطق التنمية السياحية والتي يبلغ عددها 52 موقعا منها جزر الثغا وجزيرة صنافير وجزر تيران وقلعة ذات الحاج ومحطة الخط الحديدى اضافة إلى آثار روافة والمنطقة المحيطة وقلعة المعظم ومحيطها وقلعة الاخضر ومحيطها التي شيدت خلال الفترة العثمانية عام 1308هـ وتعتبر من أكبر القلاع العثمانية بالمنطقة. بالاضافة إلى موقع قرية الاثرى والمالحة والملقطة والبرج الذى يعد موقعا تاريخيا من زمن غزوة تبوك في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكذلك عين السكر التي جفت في عام 1382هـ وهى عين قديمة كانت موردا مهما للمياه في عصر الجاهلية وشملت المواقع أيضا الشق وجبل الشاطئ ونفق البغار.
وفي محافظة ضباء اشتملت المواقع على وادى عينونة وطعس الحنان ومرسى الخريبة وقلعة الارلم التي تعد اطلالة لقلعة تقع جنوب المحافظة وتم بناؤها بالطين والحجارة وكذلك قلعة المليح وجبل شار.
وفي محافظة حقل أوضح التقرير أنها اشتملت على مواقع مدين مغاير النبى شعيب عليه السلام وهى منطقة جبلية تنتشر فيها مقابر محفورة في الجبال تشبه واجهات مقابر مدائن صالح وجبل اللوز الذى يعد من أعلى وأشهر الجبال في منطقة تبوك حيث يبلغ ارتفاعه 2400 متر عن سطح البحر وممر طيب الاسم ومنطقة الزيته وفى محافظة الوجه مواقع منها شاطئ خليج حواز وحوييز وشاطئ خليج عنتر وشاطئ الدميغة وقلعة الزريب التي تعود للعهد العثمانى وجزيرة بريم وجزيرة أم رومة كما اشتملت المواقع في محافظة أملج على شاطئ الحسى الذى يمتاز بكثافة الشعب المرجانية وشاطئ رأس الشعبان وآثار الحوراء وهى مواقع أثرية قديمة يعود تاريخها لما قبل الاسلام لقبيلة جهينة وجزر أم سحر وجزيرة شيبارا. وفي محافظة تيماء حددت الدراسة مواقع هى سور تيماء ورجوم صعصع وتضم آلاف المقابر الركامية المبنية من الصخور التي يعود تاريخها لما قبل الميلاد ورحى قريان وقصر الابلق وقارة الحيران التي تضم نقوشا ثمودية ورسومات لجمال ضخمة وقصر الحمراء الذى يعود بناؤه لمنتصف القرن السادس قبل الميلاد وآثار الضاعية. وأكدت الهيئة في دراستها على أهمية المحافظة على هذه المواقع كمقومات سياحية مهمة لمستقبل التنمية السياحية في منطقة تبوك وتخصيص هذه المواقع للاستثمار السياحي.
وأضاف التقرير ان منطقة تبوك التي تقع في الجزء الشمالى الغربى من المملكة تعد البوابة الحدودية الشمالية الرئيسية للبلاد وتضم المنطقة مواقع سياحية تتنوع بين الشواطئ الرملية الجميلة على شواطئ خليج العقبة والبحر الاحمر بالاضافة إلى العديد من المعالم الاثرية كالمساجد والقلاع والقصور والموانئ القديمة وتتوافر في المنطقة خدمات سياحية منها 20 فندقا من مختلف الدرجات أغلبها في مدينة تبوك ووحدات سكنية مفروشة بمختلف الاحجام والدرجات اضافة إلى بيت واحد للشباب وبيتين للطلبة طاقتهما 150 سريرا وكذلك متحفان احدهما حكومى في محافظة تيماء والآخر خاص في مدينة تبوك وأكثر من 14 وكالة للسفر والسياحة تتوزع في المدن الرئيسية في المنطقة ومركز للمؤتمرات بمنطقة تبوك يعرف باسم مركز الامير سلطان الحضاري بتبوك.
وتشغل المنطقة بمساحتها المقدرة بـ 95 ألف كيلو متر مربع تقريبا نحو 402 في المائة من إجمالي مساحة المملكة وتتألف من خمس محافظات وهى تيماء وحقل وضباء والوجه وأملج وتضم 62 مركزا اداريا يتوزع فيها 96 مدينة وقرية ومقرها تبوك.