أكد الشاعر محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي أن الميزانية المخصصة لمهرجان "وليلي الدولي" الخامس تناهز مليونا و700 ألف درهم مغربي ستغطي جميع النفقات التي تتطلبها هذه التظاهرة الفنية والثقافية .
وأوضح الأشعري في مؤتمر صحفي عقده صباح يوم الخميس الماضي بمقر وزارته في العاصمة المغربية الرباط خصصت لتقديم برنامج الطبعة الخامسة لهذا المهرجان من27 إلى31 أغسطس الجاري, أن هذه الطبعة انفتحت على ضيوف شرف من دول آسيوية عريقة بهدف ملامسة تجارب مغايرة مع الحفاظ على الطابع المتوسطي لهذا الموعد منذ تأسيسه وعلى الحضور المغاربي القوي.
وأعرب وزير ثقافة المغرب عن سعي وزارته بتنسيق مع وزارة السياحة والمكتب المغربي للسياحة إلى إيجاد أفضل السبل لتسويق المنتوج السياحي والثقافي لهذا المهرجان الذي ينظم بمدينة "وليلي" أحد أهم المعالم الأثرية بالمغرب ـ وأقدم مدينة في المغرب حيث يعود تاريخها إلى العصر الروماني ـ والتي صنفتها اليونيسكو كتراث إنساني لتوافرها على كل أسباب العناية والصيانة ورد الاعتبار لتاريخها العريق.
وأضاف ان أهداف الوزارة تكمن أيضا في الربط بين المنتوج الثقافي والإمكانيات السياحية والتاريخية التي يتوافر عليها الموقع الأثري لمدينة وليلي ومدينة مولاي إدريس زرهون حتى تصبح المنطقة بأكملها قطبا سياحيا مهما وفضاء لدعم منتوج مدينتي فاس ومكناس وسط المغرب.
وحول ما إذا كانت الوزارة تفكر في اعتماد نظام التباري في هذا المهرجان أعرب الأشعري عن الرغبة الأكيدة في تنظيم مهرجان بمواصفات دولية لها بعد فني ثقافي محض لا علاقة له بأجواء المنافسة وذلك وفق الإمكانيات المتوافرة للوزارة وشركائها وما يقتضيه الحفاظ على روحه وهدوئه وانسجامه مع محيطه حيث توجد مدينة مولاي زرهون واختيار تعبيرات تتماشى مع طقس المنطقة.
وبخصوص اعتماد التذاكر لحضور أمسيات المهرجان أوضح الأشعري أن تذاكر الاستفادة من الأمسيات التي تؤثت برنامج المهرجان حددت لها أثمنة رمزية لا تحتسب على الكلفة الحقيقية لثمن السوق معتبرا في هذا الصدد أن المغرب شهد تأخرا على مستوى استهلاك المنتوج الثقافي الذي يتعرض للإساءة والاستصغار إذا ما قدم بالمجان مما يؤدي في غالب الأحيان إلى إهدار كل المجهودات المبذولة، موضحا في هذا الصدد أن عائدات تذاكر الدورات السابقة للمهرجان سجلت رقما ضئيلا جدا لم يتجاوز واحدا في المائة من مجموع النفقات مشيرا إلى أن الوزارة تفكر جديا في توسيع حجم هذه العائدات حتى يصبح لها موقع مهم ضمن الميزانية المرصودة للمهرجان الذي يتوخى تحقيق مصاحبة سياحية واقتصادية في المستوى.
وفيما يتعلق بإخفاق بعض المهرجانات في بداية الطريق قال الأشعري إن المغرب يعرف حاليا تنظيم أكثر من سبعين مهرجانا وهو رقم مرشح للارتفاع في إطار تشجيع المبادرات والجمعيات التي لا ترتبط بالإدارة وتستفيد من دعم المؤسسات العمومية خاصة بعد ظهور قانون الفنان الذي ينظم المهرجانات الفنية ويعطيها الحق في تنظيم تظاهرات ذات طابع فني وهو ما يعرض بعضها إلى انزلاقات ترتبط بخلل في صرف النفقات، لذلك يلح الأشعري على ضرورة بحث آليات لتمويل تظاهرات فنية وثقافية وصرف المال العام في إطار من الشفافية لحماية مصداقية المهرجانات.
وللإشارة فإن حفل افتتاح هذا الموعد السنوي يشمل مختارات من الموسيقى الأندلسية المغربية تقدمها فرقة شباب الأندلس بصحبة الفنان محمد أبا جدوب ومقطوعات قديمة من "القوال"، الباكستاني لمجموعة "فارد آيز قوال وإخوانه" الذائعة الصيت في مختلف أنحاء العالم.
ويقترح برنامج هذه التظاهرة حفلات غنائية وموسيقية يحييها يوم 28 أغسطس ابتداء من الساعة التاسعة ليلا من تونس الفنان صابر الرباعي ويوم 29 أغسطس في نفس الموعد , من الصين الشعبية مجموعة "أوشاشي للغناء" ومن إيطاليا مجموعة "القنطرة" التي تمزج في موسيقاها بين ألوان متوسطية وعربية وشرق أوسطية .
وسيتميز يوم30 أغسطس بإحياء ليلة فن غرناطية تنطلق الساعة التاسعة ليلا بمشاركة الفنانة الإسبانية الأندلسية تاتيانا غاريدو غاوارديا ومجموعتها بحفل غنائي ممزوج بلوحات فنية وفرقة نجمة للطرب الغرناطي من الجزائر إلى جانب مجموعة "زرياب " للطرب الغرناطي من مدينة وجدة شرق أقصى المغرب.
وتحضر إيران من خلال المجموعة الموسيقية "توربي س الجام خرسان" التي ستقدم يوم31 أغسطس ابتداء من الساعة التاسعة ليلا لوحات من الموسيقى التي تشتهر بها منطقة "توربي س الجام" الى جانب الفرقة العيساوية من مدينة مكناس.
وينظم بموازاة مع هذه التظاهرة برواق باب المنصور بساحة الهديم بمدينة مكناس معرض للفنون التشكيلية الصينية.