تتركز المباحثات التحضيرية التي تسبق موعد اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المزمع عقده في فيينا يوم 15 سبتمبر القادم حول البحث في العوامل التي من شأنها العمل على المساعدة والتسريع في خفض الاسعار النفطية التي تشهد ارتفاعا غير مسبوق في الاسواق العالمية.
وقال رئيس اوبك بورنومو يوسجيانتورو ان المنظمة تريد أن ترى تراجعا أسرع في أسعار النفط وأنها ستبحث ما اذا كانت سترفع سقف الإنتاج الرسمي في اجتماعها المقرر في 15 سبتمبر . . مؤكدا بقوله: "اذا رأينا أنه لابد من عمل ذلك فسنحدد الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى كل عضو في اوبك حتى يمكننا زيادة حصته في اوبك".
وأشار الى انه بانتظار الحصول على تقرير من الفريق الاستراتيجي لأوبك بشأن النطاق السعري المقبول لخامات المنظمة اذا ما قررت اوبك تعديل النطاق الحالي الذي يتراوح بين 22 و 28 دولارا للبرميل. مضيفا: "سنجتمع ايضا مع المنتجين المستقلين ومنتجين آخرين لبحث سبل تهدئة أسعار النفط واشاعة الاستقرار في الاسعار". في اشارة الى أن التراجع الحالي في أسعار النفط العالمية لا يحدث بالسرعة الكافية.
وقال بورنومو الذي يشغل ايضا منصب وزير النفط الاندونيسي: "سعر النفط ينخفض ولكن ليس كثيرا في الوقت الحالي. التراجع بطيء. نأمل ان يواصل السعر الانخفاض ونأمل أن يهبط الى نحو 30 دولارا للبرميل. هذا مستوى لا بأس به".
ومضى قائلا: "اوبك تنتج الآن نحو مليوني برميل يوميا فوق السقف الرسمي. هذا هو الخيار المتاح لنا. وسنرى ايضا اذا كان لا يزال لدينا طاقة فائضة لان هذا امر مهم". مضيفا: العراق ينتج نحو مليوني برميل يوميا واوبك لديها انتاج اضافي يبلغ مليوني برميل يوميا ولذا فان اجمالي الانتاج يصل الى 30 مليون برميل يوميا.
وفي هذا الاطار قالت مؤسسة (بترولوجيستكس) الاستشارية التي ترصد حركة الناقلات ان تقديراتها تشير الى أن اوبك رفعت الانتاج في اغسطس الى 29.9 مليون برميل يوميا بزيادة 400 الف برميل يوميا عن يوليو. مبينة في تقريرها أن المملكة عززت الامدادات بواقع 400 الف برميل يوميا في اغسطس لتصل صادراتها الى 9.5 مليون برميل يوميا.
وذكرت المؤسسة أن تقديرات انتاج اوبك تشمل الانتاج العراقي الذي انخفض في النصف الاول من اغسطس بسبب تعرض خط الانابيب الرئيسي في الجنوب لهجوم تخريبي.
هبوط بالصادرات وفيما يتعلق بصادرات أوبك المتضمنة الشحنات التعاقدية المنتظمة والشحنات الفورية فقد أكد محلل بارز في صناعة النقل البحري ان صادرات كل اعضاء منظمة أوبك الأحد عشر من النفط الخام هبطت 380 ألف برميل يوميا خلال فترة الاسابيع الأربعة التي تنتهي في الرابع من سبتمبر بينما هبطت صادراتهم في السوق الفورية في الايام العشرة الأولى لسبتمبر هبوطا حادا مقارنة بما كانت عليه في أغسطس.
وقال روي ماسون من مؤسسة (أويل موفمنتس) الاستشارية ان مجمل صادرات أوبك متضمنة الشحنات التعاقدية المنتظمة والشحنات الفورية هبطت الى 23.47 مليون ب-ي من 23.85 مليون برميل يوميا حتى السابع من اغسطس، مبينا ان معظم الهبوط جاء من منتجين كبار.
وقال ماسون: "التوقعات ليست على الارجح بعيدة عن الواقع من حيث الانتاج والصادرات وترجع في الأغلب الى انقطاعات لإمدادات النفط العراقية".
وأضاف قوله: "واذا تأكد ذلك من مؤسسات أخرى مثل وكالة الطاقة الدولية ومحللين آخرين فانه يخالف ما كان نعتقد انه يجري في اغسطس واعني ان الصادرات كانت تسير بمعدل مرتفع".
وقال ماسون ان شحنات الصادرات النفطية القادمة من الخليج في السوق الفورية وهي مجموع الصادرات مطروحا منه الشحنات التعاقدية خلال الايام العشرة الاولى لسبتمبر سجلت هبوطا حادا. مبينا ان شحنات السوق الفورية هبطت 1.468 مليون ب-ي الى 8.524 مليون مقارنة بالايام العشرة الاولى من اغسطس حينما كانت الشحنات الفورية من الخليج تسير بمعدل 9.992 مليون ب-ي. وخلال شهر اغسطس كله بلغ متوسط الشحنات الفورية 8.860 مليون ب-ي.
وعزا ماسون الهبوط الحاد للشحنات الفورية لمنتجي اوبك خلال الايام العشرة الاولى لسبتمبر الى تغيرات موسمية في نشاط تأجير الناقلات. وقال: "هذا الوقت اغسطس وسبتمبر هو وقت التراجع الموسمي لسوق الناقلات لان السوق تتحول الى موسم صيانة المصافي في امريكا الشمالية".
واستدرك ماسون بقوله: "الهبوط لا يوافق ما جرت عليه العادة فيما مضى والشحنات مقارنة بما كانت عليه قبل عام سواء في السوق الفورية او مجمل الصادرات فانها اعلى".
اسعار النفط والاقتصاد العالمي
وفيما يتعلق بموضوع ارتفاع اسعار النفط وأثرها على انتعاش ونمو الاقتصاد العالمي أكد وزير المالية الكندي رالف جوديل ان أسعار الخام المرتفعة لم تتسبب بعد في عرقلة انتعاش الاقتصاد العالمي. قائلا: "اعتقد ان التفكير على هذا النحو سابق لأوانه ومازلت على ثقة كبيرة بشأن الاقتصاد الكندي لكننا سنراقب بلا شك التطورات الدولية لأننا لا نعيش في فراغ".
واضاف جوديل قوله: "سنحرص على متابعة وثيقة لاثر الاسعار الدولية للنفط لا أثرها على كندا وحدها لاننا منتج ومستهلك في الوقت نفسه ولكن ايضا أثرها على الدول الاخرى ومنها سوقنا الرئيسية (للتصدير) في الولايات المتحدة." وكان بنك كندا قد رفع الشهر الماضي تقديره لسعر نفط غرب تكساس الوسيط وهو خام القياس في امريكا الشمالية الى 38 دولارا للبرميل لبقية عام 2004 من 32 دولارا، وأضاف ان احتمالات التضخم سوف "تتأثر بشدة" بأسعار النفط الخام.