زادت الدول المنتجة للنفط الأعضاء في منظمة أوبك إمدادات المعروض مرة اخرى في اغسطس، اذ أسهمت الزيادة في الإنتاج التي بادرت اليها المملكة في تعويض النقص الناشئ عن هجمات تخريبية في العراق.
وحسب النتائج التي خلص اليها مسح أجرته رويترز وشمل مستشارين ومسئولين في مجال النقل البحري والصناعة ومصادر في اوبك فان مجمل انتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك في اغسطس ارتفع مئة ألف برميل يوميا الى 29.6 مليون ب ـ ي. موضحا أن انتاج الدول العشر الاعضاء في اوبك الخاضعة لنظام الحصص الانتاجية باستبعاد العراق بلغ 27.85 مليون ب-ي مرتفعا 300 الف ب-ي عن الرقم المعدل لشهر يوليو.
و كانت المملكة من اكبر المساهمين في زيادة الانتاج من بين الاعضاء العشرة في اغسطس باعتبارها العضو الوحيد في اوبك الذي يملك فائضا في الطاقة الانتاجية والتي رفعت انتاجها الى 9.5 مليون ب-ي اي ما يزيد بمقدار 250 الف ب-ي عن الشهر السابق.
وقالت مصادر الصناعة انه من المتوقع ان تزيد المملكة انتاجها الى نحو عشرة ملايين ب-ي في سبتمبر بالمقارنة بحصتها الانتاجية الرسمية 8.45 مليون ب-ي وقريبا من طاقتها الانتاجية القصوى 10.5 مليون ب-ي. فيما يرجح المراقبون رفع السقف الرسمي لانتاج نفط اوبك قريبا من المعروض الفعلي منه في الاجتماع الوزاري لاوبك في 15 من سبتمبر.
وفي نفس الوقت قال روي ماسون من مؤسسة (اويل موفمنتس) الاستشارية وهو محلل بارز في صناعة النقل البحري ان متابعة حركة استئجار ناقلات النفط تظهر ان صادرات كل أعضاء منظمة أوبك الأحد عشر من النفط الخام هبطت 480 ألف برميل يوميا خلال فترة الأسابيع الأربعة التي تنتهي في 11 من سبتمبر.
مبينا ان مجمل صادرات أوبك متضمنة الشحنات التعاقدية المنتظمة والشحنات الفورية ومنها مبيعات العراق هبطت الى 23.47 مليون ب/ي من 23.95 مليون ب/ي في الفترة حتى 14 من اغسطس.
وأشار ماسون الى ان شحنات النفط القادمة من الخليج في السوق الفورية واصلت الهبوط لفترة الأيام العشرة الثانية من سبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من اغسطس، رغم اشارته في وقت سابق الى ان مجمل صادرات أوبك حتي الرابع من سبتمبر هبط 380 ألف ب/ي الى 23.47 مليون ب/ي مقارنة بفترة الاسابيع الاربعة حتى السابع من اغسطس.
وتهدد أسعار النفط المرتفعة بإبطاء معدل نمو الاقتصاد العالمي بما يصل الى 0.2 بالمائة مما زاد من المخاوف التي عبر عنها صندوق النقد الدولي. في الوقت الذي أكد فيه فرنسوا بورجينيون كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي على ان أسعار النفط بلغت أعلى مستوياتها منذ 21 عاما في بورصة نايمكس الامريكية وسجل سعر البرميل من الخام الامريكي الخفيف 49.40 دولار يوم 20 من أغسطس. مشددا على أنه "اذا ظل السعر ما بين 40 و50 دولارا للبرميل لمدة عام فاننا نعلم أن النمو العالمي سيتراجع بنسبة 0.1 بالمائة أو 0.2 بالمائة". مضيفا: "اذا ارتفع السعر مرة أخرى فسيكون الامر أكثر خطورة". ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بأكثر من 4.6 بالمائة هذا العام حسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
ومن المتوقع أن يقوم صندوق النقد والبنك الدوليان ومقرهما واشنطن بتحديث تقديراتهما للنمو العالمي خلال اجتماعهما الذي يعقد كل عامين في أوائل أكتوبر.
ومن جانبه قال رودريجو راتو رئيس الصندوق متحدثا في سانتياجو بتشيلي ان نقص إمدادات المعروض من النفط الخام يعني "زيادة بعض الضغوط النزولية للنمو العالمي والضغوط التضخمية". قائلا "انه أمر خطير الان (اذا ظلت أسعار النفط) عند مستوياتها هذه لفترة طويلة".
وحذر المستشارون الاقتصاديون للرئيس الامريكي جورج بوش الشهر الماضي من أن ارتفاع أسعار الطاقة أصبح معوقا للاقتصاد الامريكي، خصوصا حينما قال وزير الخزانة الامريكي جون سنو: "نشهد بعض التباطؤ في الولايات المتحدة يمكن إرجاعه مباشرة الى ارتفاع أسعار الطاقة".
ويتوقع البيت الابيض عجزا قياسيا يبلغ 445 مليار دولار في ميزانية السنة المالية 2004 التي تنتهي بنهاية سبتمبر.