شهد سوق العطورات في المنطقة الشرقية خلال الاسابيع الماضية اقبالا ملحوظا من قبل المستهلكين لاقتناء احتياجاتهم من العطورات ذات الماركات العالمية تزامنا مع اجازة الصيف التي تنتهي مطلع الاسبوع المقبل وشهدت الفترة الماضية تزايد الطلب على العطورات خاصة ان السوق السعودية تستحوذ على ما يفوق 18 في المائة من حجم السوق العالمي للعطورات.
وقد سارعت الوكالات العالمية للعطورات عبر معارضها المنتشرة في السوق السعودية والخليجية الى توفير نوعيات جديدة من العطورات بهدف جذب اكبر عدد ممكن من المتسوقين في وقت ابدت كثير من الوكالات العالمية المشهورة تخوفها من تسريب كميات كبيرة من العطورات المقلدة والتي يتم تهريبها لاسواق المنطقة خلال هذه الفترة وتباع هذه الكميات بأسعار زهيدة لا تتناسب مع التكلفة الحقيقية لصناعة العطور من الماركات العالمية.
وحذرت مصادر عاملة في اسواق العطورات بالشرقية من ترويج منتجات مقلدة تباع بأسعار زهيدة لا تناسب سمعة وقيمة عطورات عالمية مشهورة.
وبينت المصادر ان الموزعين للعطور المقلدة يستغلون الوضع الحالي للسوق مع قرب حلول كل مناسبة لطرح عينات من العطور المقلدة باسعار زهيدة لا تتناسب مع شهرة الماركات العالمية خاصة في ظل تهافت المستهلكين على شراء العطورات. وبينت المصادر ان حجم سوق العطور في السعودية بلغ اكثر من مليار ريال سنويا حيث تبلغ نسبة العطور المقلدة المهربة نحو 30 في المائة من اجمالي حجم السوق من العطور الراقية الذي يقدر بأكثر من 775 مليون ريال في حين يبلغ حجم سوق ادوات التجميل الفاخر بأكثر من 250 مليون ريال سنويا تبلغ نسبة المقلد منها 15 في المائة وتباع بربع سعرها الاصلي كونها غير مضمونة الجودة.
واوضحت المصادر ان حجم الخسائر المالية لوكلاء العطورات الاصلية بسبب تزايد ظاهرة تهريب العطور المقلدة يقدر بحوالي 35 في المائة من اجمالي مبيعاتهم خلال الاشهر الستة الماضية.
ويرى عدد كبير من وكلاء العطورات في سوق المنطقة الشرقية ان هناك بعض المحلات التجارية والمجمعات في الدمام والخبر والاحساء بدأت تدخل سوق المنافسة على العطورات ومستحضرات التجميل حيث عمدت العديد من المحلات التجارية لعرض كميات كبيرة تفوق 15 نوعا من ماركات العطورات العالمية بأسعار ثابتة لا تتجاوز خمسة ريالات للقارورة الواحدة.
وقد وجدت تلك العطورات اقبالا منقطع النظير من قبل المستهلكين خاصة العمالة الوافدة وتعمل على شراء كميات كبيرة لتقديمها هدايا في الاعياد والمناسبات العامة كما حظيت تلك العطورات باقبال كبير من المواطنين الذين عرف عنهم في السابق اقتناؤهم لاجود العطورات المصنعة عالميا.
ودعا اصحاب المحلات التجارية المتخصصة في بيع العطورات في المنطقة الشرقية وزارة التجارة والصناعة للتحرك السريع لمصادرة العطورات المقلدة والتي تروج في المحلات التجارية بأسعار زهيدة.
وفي المقابل يرى اصحاب المحلات التجارية التي تقوم بعرض عطورات بأسعار منخفضة جدا ان ما يتم عرضه من عطورات ومستحضرات تجميل لديها تجد اقبالا كبيرا من قبل المستهلكين وذلك بفضل جودتها وتناسب اسعارها مع مداخلهم الشهرية مشيرين الى ان هذه العطورات يتم استيرادها من عدد من الاسواق الخليجية وتخضع للمراقبة والاشراف من الجهات المعنية في السعودية.
ويشير عبدالرحمن السلامة احد المتسوقين الى انه يحرص على ان تكون عطوراته مميزة ومناسبة لعمره وذوقه وانه لا يبالغ اذ يقول ان مصروفاته على العطورات تتجاوز 700 ريال شهريا لكنها مميزة وغير مغشوشة حيث يوجد في اسواق العطورات الكثير من الماركات المقلدة التي لا يكشفها الا متخصص في العطورات. واضاف السلامة ان العطورات الرجالية الاكثر مبيعا هي لماركات مشهورة محدودة وتتراوح اسعارها مابين 100 و200 ريال لكل 100 ملم اما العطورات النسائية فهي كثيرة نظرا لان النساء تحب التنويع ويتراوح سعرها من 200 الى 230 ريالا . وعن العطورات المقلدة قال اننا لا نبيعها ولا نشتريها.
من جهته اكد مصدر بوزارة التجارة والصناعة في المنطقة الشرقية ان هناك حملات مكثفة في المنطقة للقضاء على هذه العطورات وغيرها خاصة في الفترة الماضية مضيفا ان العقوبات التي ستطبق على المحلات المخالفة والمتعاملة بالعطورات المقلدة تصل الى الغرامة او الانذار وفي اغلب الاحيان الى الاثنين معا.