قضية اتهام لاري فرانكلين بتسريب معلومات حساسة عن ايران من البنتاجون لإسرائيل تحث من يدعون مناصرة إسرائيل من المحافظين الجدد على مراجعة سياساتهم التي تزيد من حدة الأخطار المحدقة بالدولة العبرية. وفرانكلين هو أحد المحافظين الجدد ويعمل لدى وزارة الدفاع الأميركية كمحلل في الشئون الإيرانية وقد كشفت وسائل الإعلام مؤخرا عن تسريبه لمسودات سرية تخص سياسة واشنطن تجاه طهران إلى لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (الإيباك) ،كبرى منظمات الضغط لمصالح إسرائيل، من ثم قامت هذه المنظمة بدورها بتمرير هذه الوثائق إلى سفارة تل أبيب في واشنطن.
و أنه بالرغم من أن تهم التجسس لم تثبت بعد، إلا أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة بوش سربوا للإعلام ادعاءات بالتجسس ليس فقط ضد موظف البنتاجون إنما أيضا ضد دولة حليفة لواشنطن ، في إشارة لإسرائيل. وهذه الاتهامات تستدعي التمعن في الذين يتبنون إيديولوجية تغيير الأنظمة في البنتاجون، والتي جعلت إسرائيل عرضة للمخاطر اكثر من أي وقت مضى.
أن إدارة بوش تخلت عن رعايتها لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وبالتالي عن دورها التاريخي كوسيط منصف وعادل بين الطرفين.
كما ان تداعيات ما بعد أحداث 11 سبتمبر حيث سيطر المحافظون الجدد على مفاتيح السياسة الخارجية الأميركية ونفذوا خطتهم بغزو العراق التي خططوا لها لسنوات في كلتا الدولتين، الولايات المتحدة وإسرائيل. أن هذه السياسة أثارت مشاعر الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط ضد إسرائيل ومن ثم عظمت من المخاطر المحدقة بها. تلك السياسة لم تخدم سوى المتطرفين سياسيا ودينيا في إسرائيل والعالم الإسلامي على حد سواء، فضلا عن إضعافها لمواقف المعتدلين من الجانبين.
وفى النهاية نقول ان ليس كل من ادعى دعمه لإسرائيل من صقور إدارة بوش هو بالضرورة صديق صدوق للدولة العبرية.