يجب ان يرفض كل منا ان يكون صفرا على الشمال، لا احد يسمعه او يهتم بما يقوله او يسأل عنه، وسواء كنا صحفيين او كتابا او حتى قراء عاديين فان كلا منا له الحق في ان يطالب بالاجابة عن كل سؤال او تساؤل يطرحه خاصة أن الطرح سواء كان عبر الصحف أو حتى في المجالس فانه يصل للمسؤول, وعلى هذا المسوؤل ان يوضح ويقدم ما لديه من معلومات حتى لو كانت في نظره غير مهمة او مؤثرة.
ولعلنا عندما طرحنا موضوع عدم نقل مباراتنا امام تركمانستان نؤكد ان الموضوع متعلق باكثر من 8 او 9 ملايين من الشباب ممن يهمهم الامر وتهمهم معرفة ماذا دار؟ ولماذا حرموا من متابعة منتخب بلادهم في الوقت الذي تابع القاصي والداني في قارات العالم منتخباتهم. وكنا بذلك الطرح نتحدث عن معاناة هؤلاء المواطنين ونعكس غضبهم وتذمرهم من تلك التصرفات غير المقبولة, وطرح مثل هذه القضية عبر وسائل الاعلام لم يكن للتسلية او تعبئة فراغ، بل كان للرغبة في البحث عن المتسبب وتوضيح الصورة كاملة للناس حتى لا يتكرر ما حدث في عشق اباد.
وبعيدا عن تلك القضية اسأل ايضاعن قضية ديمبا والتقرير الذي ظلل الاتحاد السعودي واقنعه بأن ذلك اللاعب لن يتمكن من لعب الكرة في يوم من الايام فاذا بنا نقرأ انه يمارس هوايته ويبدع فيها ويتصدر قائمة الهدافين في اهم مناطق العالم كرويا.
ومن جديد اقول: ان طرح هذه القضية لا يختلف عن طرح قضية النقل التليفزيوني الذي اوضحته في بداية هذا المقال من حيث اننا بحاجة الى اجابة وتوضيح ومحاسبة للمتسبب. فبغض النظر عن النادي الذي كان يلعب له ديمبا فان القضية تتجاوز هذا النادي ولا تحمله اي مسؤولية باعتبار ان المسؤول الاول والاخير هو من كتب التقرير وصدق عليه وخدع الاتحاد السعودي الذي لم يكن امامه خيار سوى تصديق ذلك التقرير.
الآن نحن امام قضيتين والشارع الرياضي يرفض ان تكون هاتان القضيتان مجرد زوبعة في فنجان، ويتمنى هذا الشارع العريض ان يفهم ما الذي حدث؟ ومن المسؤول؟ وما الاجراء الذي سيتم اتخاذه ضد المتسبب؟ ويكفي اننا كنا سنجد انفسنا في مأزق كبير لو ان الشباب خسر المباراة النهائية او ان اللاعب البديل (الارجنتيني زاراتي) سجل في تلك المباراة ورجح كفة الاتحاد حيث ان الشباب لو حدث ذلك فلن يسكت عن حقه ولو بعد حين.
ان التزام الصمت وعدم وضع النقاط على الحروف في هاتين القضيتين او غيرهما من القضايا والمراهنة على الزمن والنسيان سيشجع الآخرين على ارتكاب الاخطاء وهضم الحقوق دون وجه حق. اما المكاشفة والمصارحة فانهما بلاشك ستقويان العلاقة وتؤكدان الثقة بين الناس والجهات ذات العلاقة... ولكم تحياتي،،،