لم أصدق ماقالته إحدى المعلمات حين أتت لموعد متابعة الحمل الروتيني وهي تطلب من الطبيب الذي يتابعها أن تحصل على إجازة مرضية إسبوعين مشترطة أن تبدأ من الأسبوع القادم وليس الحالي نظراً لأن الدراسة لم تبدأ بعد والإسبوع الأول من الدراسة غير جاد وسيضيع في الترتيب وتوزيع الكتب والمناهج !! , بمعنى أنها تحتاج إلى راحة من العطلة الدراسية الطويلة التي تمتعت بها مع نهاية العام الدراسي الماضي!!!.
الغريب فعلاً أن تجد أشخاصاً في مجتمعنا وقد بلغت بهم الجرأة حداً غير مألوف فلا يرف لهم جفن حين يطلبون مثل هذه الطلبات الغريبة والمخجلة والتي لا تمت إلى المنطق والعرف السائد بصلة.
التلاعب من قبل الموظفين والموظفات وتهاون الأطباء في هذا الجانب ليس بالأمر الجديد , فالنفس البشرية دائماً ما تركن الى حب الراحة والخمول , لذلك يلجأ هذا الصنف من الموظفين الى المستشفيات والمستوصفات الحكومية والخاصة طمعاً في الحصول على إجازة مرضية وإن كانت حالاتهم المرضية لا تستحق ذلك , ودائماً ما تنتهي زيارة أحدهم للطبيب بتوسلات لمنح الأجازة ونادراً ما تواجه هذه التوسلات برفض الطبيب الذي قد يجد نفسه محرجاً من حجم التوسلات أو أنه غير مبال بما يترتب عليه غياب الموظف والموظفة من إرباك للعمل , والمشكلة الحقيقية هي أن هذه الفئة من الموظفين يتسببون في أكثر الأحيان بحرمان زملاء لهم من إجازات هم في أمس الحاجة لها لظروف صحية أو خلافه , فأغلب الأطباء أصبح ينظر الى شريحة الموظفين المرضى نظرة شك وريبة ولا يتعامل مع شكاواهم الصحية بجدية كاملة خصوصاً حين يتزامن المرض مع مناسبات عدة كبدء الدراسة أو الاختبارات وغيرها من المناسبات الاجتماعية.
بقي أن نقول : إنه من الصعب حقاً تقنين مثل تلك الإجازات المرضية ولسنا من يحكم على المراجع لأي منشأة طبية إن كان مريضاً حقاً أو متمارضاً, ويبقى الضمير هو الفيصل وما من شك بأن صاحب الضمير الحي تأبى نفسه الحصول على أشياء ليس له حق التمتع بها وعليه حين يهم بصرف راتبه أن يتساءل إن كان حلالاً أم لا.