هانحن نبدأ أول انتخابات بلدية ، حدث سيضع أقدامنا على أول خط المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرة البناء الوطني وهو مع بدايته يعزز مفهوم المواطنة الحقة في نفوس أفراد المجتمع إذ من المسلم به أن المساهمة والمشاركة الانتخابية تعززمن قيمة الفرد في مجتمعه وتصنع له اعتبارا . قريبا ، سنكون وجميع جماهيرنا الشعبية على المحك ، ومع أملي أن نوفق وأن نكون على مستوى الحدث فيكون المنتخب على وعي تام بقيمة مشاركته فلا ينتقي للعضوية أو الرئاسة إلا بناء على مصلحة وطنية تتغلب لديه على أي دافع آخر . وإذا كنا نخوض تجربة ليست من بنات أفكارنا وقد سبقنا الى تمثلها آخرون فحري بنا أن نستفيد من الخبرات المتراكمة لديهم وأن نكون على مستوى من الوعي يحول بيننا وبين الوقوع في ماثبت عندهم بالتجربة خطؤه ، أي بمعنى أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون ، وليس هذا فحسب بل إننا معنيون بأن نهضم تلك التجربة البشرية ونصوغها صياغة تتلاءم مع معتقدنا ، وهو مايثبت تميزنا وفرادتنا ، نعم ، لسنا إمعات إن أحسن الناس أحسنا وإن أساؤوا أسأنا بل نحن مع انفتاحنا على العالم أجمع أيا كان معتقده فنحن جبال - بحمد الله - راسية لا تضيرها هوجات الريح وتقلبات الأجواء إلا بقدر مايعين على الاستواء ويجمل الظاهر . وإذا كانت عملية الانتخاب برمتها مرهون أمر صلاحها بالناخب ، وهو ماتسيره كما نرى في بقاع العالم أهواء شتى يعطي من أجلها للمرشح صوته ، فإنه - الناخب- عندنا - وكما اطلعت عليه في سالف وقت ليس بالقريب من خلال أحد مقالات كاتب اسلامي - يعد مؤتمنا شرعا فليس له أن ينتخب إلا وفق مصلحة الدين والوطن . وإذا كان لي أن أعطي من الآن صوتي لأحد فإني سأهبه - ممتنا - لرجل أعطى بلدته ومنطقته من ماله فابتنى بها- لوجه الله - مشفى ومدرسة ومنتزها ، واعجبوا معي أيها الأكارم من رجل ماعرفت يده في سبيل الانفاق طريقا ، وعلى الرغم من ثرائه لم ير له في بلده مساهمة خيرية ، ومع ذلك يأمل أن يحوز الرئاسة أو على أقل تقدير أن ينال عضوية ! . أيها المرشح نفسه ...سل نفسك ماذا قدمت لوطنك - وهو ليس بالضرورة مالا أو اسهاما ماديا - ، أقل لك مامصيرك ! ، على أني أقول ذلك بناء على ثقة بوعي جمعي ، عدا ذلك فارموا بحديثي عرض البحر ولا تحدثوا به أحدا !.