*مضيفة لبرنامج (أفكار كبيرة) بالتليفزيون الكندي و مؤلفة كتاب (مشاكل الإسلام)
الثقافة الفلسطينية مسئولة ومحرضة على العنف الدائر والمستمر فى الضفة وقطاع غزه الدليل عدم التوصل الى حل للقضية الفلسطينية حتى الآن.
إن تزامن العمليتين الانتحاريتين في بئر السبع مع إصرار الحكومة الإسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء أرئيل شارون على الانسحاب من غزة يطرح سؤالا ملحا ألا وهو : لماذا يبدو الأمل في التعايش السلمي في الأراضي المقدسة بعيد المنال ؟
السبب اولا احتلال القوات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى توغل الجدار الفاصل العنصري في تلك الأراضي يزيد من تفاقم المشكلة ومن البغض والكراهية ضد الإسرائيليين.
لكن يجب الإشارة إلى أن في الأراضي الفلسطينية احتلالا أيديولوجيا من نوع آخر يوصف باحتلال القادة الفلسطينيين للشعب الفلسطيني. على مدار أكثر من ستة عقود عرض على الفلسطينيين من قبل البريطانيين والإسرائيليين بالإضافة إلى الأمريكيين والأمم المتحدة العديد من العروض لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، قابلها القادة الفلسطينيون جميعها بالرفض حتى بدون التشاور مع شعبهم.
المشكلة الفلسطينية العظمى الكامنة في ثقافة التحريض التي لا توجد في إسرائيل. التفسير هو ان تلك الثقافة تمجيد الشهادة والشهداء في مختلف أرجاء الأراضي الفلسطينية،و ان صور الشهداء الفلسطينيين تزين مباني ومدارس الضفة وغزة، كما تطلق أسماؤهم على الشوارع والمسابقات الرياضية حتى باتت أمنية أي طفل أو شاب فلسطيني أن يضحي بنفسه على هذا المنوال.
إن ما يدفع الانتحاريين الفلسطينيين لتفجير أنفسهم، ليس ما اخفق العالم المادي في تحقيقه بالنسبة لهم وحسب ، فمعظمهم كانوا من الناجحين في حياتهم الدنيوية، بل يأتي بالإضافة الى ذلك استغلال الثقافة الفلسطينية الأيديولوجي للوعود المذكورة في القرآن بالجنة.
من هنا يجب التأكيد على ضرورة محاسبة المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين على إخفاقهم في التوصل للتعايش السلمي حتى وقتنا هذا، و إلى ان يأتي ذلك اليوم سنظل نرى الفلسطينيين في صورة الضحايا وهو الأمر الذي لا ينقص من قدرهم او كرامتهم كشعب قادر على اتخاذ قرارات أيديولوجية ومصيرية.