لا اعرف ما الذي حدث لقناتنا الرياضية التي كنا نعلق عليها آمالا كبارا لسد الفجوة بين حاجات ورغبات المشاهد السعودي وبين الابتزاز الذي يمارس عليه دونما غيره من بني البشر من قبل بعض القنوات المتسلطة تحت شعار التشفير, او لحماية رياضتنا السعودية من بعض المرضى والذين يتصلون بالقنوات الفضائية ويحولون النقاش الى تهم وشتائم بين مشجعي هذا النادي او ذاك حتى وان كانت المباراة تخص المنتخب الوطني الذي يفترض ان يصهر ذاك التعصب الاعمى.
الحقيقة ان قناتنا العزيزة نجحت في الموسم الماضي نجاحا كبيرا واستطاعت ان تستقطب عددا كبيرا من المشاهدين من مختلف شرائح المجتمع عبر نقل حي لاحداث كثيرة وبوجود استديو تحليلي جيد، ناهيك عن تلك البرامج الحوارية المثيرة لدرجة ان بعض القنوات الفضائية المتخصصة التي اشتهرت بكثرة الثرثرة والتنظير وجدت نفسها في مأزق هذا التفوق رغم فارق الامكانات المالية بينها وبين قناتنا الرياضية.
ولكن ما يحدث الآن مثير للدهشة والاستغراب فلقد اثبتت كفاءاتنا السعودية قدرتها على التفوق والابداع رغم ضعف الامكانات، ومع ذلك بدأت هذه القناة في التراجع وبدأ جمهورها الابتعاد عنها والبحث عن تلك القنوات التي مارست الابتزاز واذلال المشاهد السعودي دون غيره واصبحت هي اكبر الكاسبين من هذا التراجع حيث عادت حليمة لعادتها القديمة لتساهم في اوقات كثيرة في اثارة التعصب للاندية على حساب المصلحة الوطنية بفتحها خطوطا مباشرة يقول فيها المتصل ما يريده دون ادنى مسؤولية او رقابة او تقنين يحفظ المصالح العليا للرياضة الوطنية.
الآن تقام المباريات بدون استديو تحليلي وبصورة باهتة وتذاع برامج بين شوطي المباراة لا قيمة لها ولا علاقة لها بالدوري السعودي ناهيك عن الفريقين المتباريين. فكيف يطلب عاقل من الجماهير السعودية الاستمرار في المتابعة وعدم الانتقال للقنوات الاخرى؟
ان اذاعة برامج عن سباق السيارات او عن مباريات واحداث عالمية ارشيفية امر غير مقبول في ظل الطفرة والمنافسة التي تشهدها الساحة الاعلامية (الرياضية) في كل دول العالم. ولا افهم كيف سيستمر المشاهد في المتابعة وهو على اعصابه يريد مزيدا من التحليل او النقاش عن احداث الشوط الاول خاصة اذا كان مشجعا لاحد الفريقين بينما تذيع قناتنا مثل تلك البرامج؟
لقد اوردت ما يحدث بين شوطي المباراة وهو امر بالتأكيد ليس كل شيء انما مثال سقته للتأكيد على تراجع اداء هذه القناة التي شجعناها ووظفنا معها ودعمنا كوادرها لانها وطنية تهمها مصلحة الوطن ورياضته وشبابه. فهل تعود هذه القناة للمستوى المطلوب ام تستمر في هذا التراجع لمصلحة قنوات الثرثرة والابتزاز؟
ولكم تحياتي