أظهرت صور القمر الصناعي التي بثتها وكالة الفضاء الأوروبية أن ثقب الاوزون الذي يظهر في نهاية كل عام عاد للظهور مرة أخرى.وجمعت البيانات بواسطة إنفيزات التي أطلقت عام 2002 وهي أكبر سفينة فضاء تشيد بغرض المراقبة الارضية. وأوضح خوسيه أشاش رئيس برامج المراقبة الارضية بالوكالة أنه "منذ اكتشاف تلك الظاهرة في منتصف الثمانينيات كانت الاقمار الصناعية وسيلة مهمة لرصدها." وتفيد بيانات إنفيزات بان ثقب الاوزون عام 2004 ظهر في بداية شهر سبتمبر أي تأخر ظهوره أسبوعين عن العام الماضي لكنه في متوسط نفس الفترة الزمنية خلال العقد الاخير. وتعتمد بداية ظهوره على أحوال الجو.ويستمر ثقب الاوزون خلال شهري نوفمبر وديسمبر عندما ترتفع درجات الحرارة مسببة ضعف الرياح المحيطة بالقطب الجنوبي فيختلط الهواء قليل الاوزون داخل المنخفض بالهواء كثير الاوزون خارجه.وثقب الاوزون الذي ظهر عام 2002 هو استثناء حيث أدى بطء المنخفض الجوي في نهاية سبتمبر إلى انقسام الثقب واختفائه مبكراً.وقال هينك إسكس العضو بمعهد هولندا الملكي للارصاد الجوية "إن التئام طبقة الاوزون أحد أهم القضايا المطروحة حالياً." ،وتحمي طبقة الاوزون الحياة على الارض من ضرر الاشعة فوق البنفسجية.ويرجع تآكل طبقة الاوزون إلى ما صنعه الانسان من ملوثات منها الكلور الناتج عن الغازات الكلوروفلورية.وحظر استخدام مثل هذه الغازات بمقتضى بروتوكول مونتريال بعد أن كانت تستخدم على نطاق واسع في الثلاجات والمبيدات الحشريةلكن مجرد الحظر لا يعني أن هذه الكيماويات ممتدة المفعول قد اختفت من الهواء. ويتوقع العلماء أن يستمر ظهور ثقب الاوزون فوق القطب الجنوبي لعدة أعوام مقبلة.وخلال شتاء النصف الجنوبي للكرة الأرضية تنعزل الكتلة الهوائية فوق القارة القطبية الجنوبية عن الرياح المتوسطة بواسطة رياح تعرف بالمنخفض الجوي القطبي.وفي الغلاف الجوي المظلم والبارد يدخل الكلور كأحد العناصر المكونة للسحب القطبية.وبحلول الربيع القطبي تتحد أشعة الشمس العائدة مع السحب القطبية لتحول الكلور إلى مركبات تتفاعل مع غاز الاوزون وتفتته إلى جزيئات أوكسجين منفصلة.إن الجزيىء الواحد من الكلور يمتلك القدرة على تفتيت آلاف الجزيئات من غاز الاوزون. واجتمع أكثر من 700 عالم من 50 دولة في السادس من سبتمبر بسالزبورج بالنمسا لمراجعة النتائج التي توصل إليها القمر الصناعي وتقديم أبحاثهم الخاصة بناء على بيانات إنفيزات.