البداية كانت تعتمد على مبدأ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، ولكن يبدو ان هذه الحوائج كبرت والطموحات اختلفت والمصالح تداخلت. ولم تعد الامور تسير بالهمس او اللمس فارتفعت الاصوات وسمع الجيران جزءا مما يدور، واصبح الخلاف على عينك يا تاجر بعد ان فتح الجماعة سوق الحراج وتحول بعضهم الى بائعين او لنقل مسوقين لبضاعة لا يملكونها بل هي امانة لديهم. وعندما كثر المشترون اتفقوا على الجلوس على طاولة واحدة ليوزعوا حقوق التسويق بينهم حتى لا يصبح الشق اكبر من الرقعة، واكتشفوا ان الكبير والصغير لهم مصالح وحسابات واهداف يريد كل منهم الوصول اليها، وعندما فاحت الرائحة بحثوا عن المفتاح لاغلاق الباب لكنهم فوجئوا ان من تقدم للشراء اكبر منهم واقوى من كل مفاتيحهم واكتشفوا انهم في ورطة اوقعتهم بين المطرقة والسندان. وعندما التفتوا من حولهم وجدوا اصدقاءهم في غيبوبة المفاجأة فلاهم يعرفون ما يدور حولهم ولا هم قادرون على تصديق ما يسمعون او يشاهدون.
طبعا ما قرأتموه الآن هو الجزء الاول من السيناريو المتوقع لقصة جديدة اسمها (امسك لي واقطع لك). اما الجزء الثاني فقد يبدأ في أي لحظة وقد لا ينتهي الا بعد اشهر، فالمخرج محتار بين ان يكمل الطبخة على نار هادئة ام يدخلها الميكرويف منعا للقيل والقال وكثرة السؤال، الذي يعكر المزاج ويغير الحال.
يقول المقربون من كاتب السيناريو ان البطل في هذه القصة يريد التخلص من المنتج الذي مول (بتشديد الواو) المسلسل الذي يحكي فصول هذه القصة، ويقول اولئك ان المنتج قد اكتشف اللعبة متأخرا وانه اوعز للمقربين منه بانه لم يكن يتوقع ان يكون هذا هو حاله بعد كل الذي قدمه للبطل الذي ينوي ان يكون هذا الدور البطولي هو آخر دور له في اي قصة او مسرحية قادمة، خاصة ان محبيه والمعجبين به يقولون انه اختصر المسافات وحقق الشهرة والنجومية ووصل الى اهدافه في وقت اقصر بكثير مما توقعه. انه ربما يختار التوجه للتأليف وكتابة القصص للاخرين استنادا لخبرته بدلا من الاستمرار في لعب دور البطولة في هذه المسلسلات التي تعتمد على البيع والشراء. الا ان آخرين يرون انه قد يحقق نجاحا كبيرا لو افتتح مكتبا للتسويق والسمسرة يعتمد في ادارته على علاقاته المميزة مع اطراف كثيرة تهتم بنشاطات التسويق خاصة السلع النادرة.
ومع ان الجميع يتوقع سيناريو اليما لبقية الاطراف الا ان الكاتب لم يلمح للطريقة التي سيختارها لوضع النهاية لبقية الممثلين والمنتج الممول السابق. وحتى انتهاء الكاتب من ذلك ستبقى القصة مشوقة وسيتابعها الكثير من الناس كما تابعوا مسلسلي (الحاج متولي) و(اولا الاكابر) ومن قبلهما (ليالي الحلمية).
ولكم تحياتي