تصدرت مكافحة الارهاب مناقشات الجمعية العامة في الامم المتحدة بدفع مباشر من روسيا التي لا تزال ترزح تحت صدمة عملية احتجاز الرهائن المأساوية في بيسلان.
وشغل التطرق الى هذا الموضوع ايضا المداخلات من على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك من قبل دول اخرى مثل الهند و بريطانيا وحتى اسرائيل الملطخة اياديها بدماء الفلسطينيين.
وخصص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القسم الاكبر من خطابه لهذا الموضوع حيث تحدث عدة مرات عن عملية احتجاز الرهائن في بيسلان في القوقاز الروسي التي اوقعت في مطلع الشهر الحالي 339 قتيلا على الاقل بينهم 171 طفلا بالاضافة الى الخاطفين الـ 31 حسب اآخر حصيلة.
ودعا لافروف الى تفاعل اكبر بين الاجهزة الخاصة الدولية. وقال: على التحالف المناهض للارهاب الالتزام بمرحلة جديدة حاسمة لانشطته. ودعا ايضا الى وقف اعتماد سياسة الكيل بمكيالين عندما يضرب الارهاب دولة غربية او روسيا، في اشارة ضمنية للانتقادات التي وجهها اخيرا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للولايات المتحدة والاوروبيين حيث حذر الدول الغربية من اي تنازل للارهاب الدولي منتقدا كل تساهل حيال من سماهم الارهابيين الشيشان ومذكرا باتفاقيات ميونيخ مع المانيا الهتلرية. وقد بدأت روسيا في الوقت نفسه عرض مشروع قرار على اعضاء مجلس الامن يعزز حملة مكافحة الارهاب.
ويطلب مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه من كل الدول تعزيز التعاون مع الدول التي وقعت ضحية اعمال ارهابية لاعتقال المنفذين والمخططين لهذه الاعمال واحالتهم الى القضاء وكذلك الذين يمولون او يدعمون انشطتهم ويوفرون لهم الملجأ.
كما يطلب تكثيف انشطة لجنة مكافحة الارهاب التي شكلتها الامم المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لكي توسع لائحتها بالاشخاص الذين يشتبه في قيامهم بانشطة ارهابية. ولاقت فكرة استصدار قرار حول هذا الموضوع دعم بريطانيا عبر وزير خارجيتها جاك سترو الذي اكد انه يهدف خصوصا لتجنب تمكن منفذي الاعمال الارهابية من الاستفادة من وضع لجوء.
واذا كان كل الخطباء الذين توالوا على منصة الجمعية العامة ذكروا عمليات الارهاب كاحد التحديات الكبرى الحالية فان البعض توقف بشكل خاص عند هذا الملف.
فقد عبر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي تواجه حكومته وضعا صعبا في كشمير حيث تتهم باكستان بدعم مجموعات متطرفة، عن اسفه لنقص التعاون الدولي. وقال: نتحدث عن تعاون لكن يبدو اننا نتردد في الالتزام بشن حملة شاملة لاستئصال الارهاب. واننتهز وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم الفرصة ليصطاد في الماء العكر ويوجه الاتهام الى ايران والفلسطينيين باعدا الانظار عما تمارسة اسرائيل من ارهاب ممنهج ضد الفلسطينيين قائلا: ان ايران اصبحت الان تحتل مكان صدام حسين بصفتها المصدر الرئيسي للارهاب. واضاف ان الارهاب والاصولية الاسلامية والطموحات النووية الايرانية تهدد امن واستقرار العالم باسره متناسيا الارهاب الاسرائيلي وترسانة اسرائيل النووية التي تهدد منطقة الشرق الاوسط بأسرها.