يؤكد خبراء التسويق أن هذا القطاع قد شهد في السنوات القليلة الماضية تغيراً كبيراً في الانماط والمفاهيم وصار الكثير منها ابتكاريا وخلاقاً حتى تتواكب هذه الوسائل التسويقية مع التغيرات التي طرأت على الحياة ووسائل المعيشة وعادات واحتياجات المستهلك وتطلعاته.
وقال مروان رزق الرئيس التنفيذي لشركة انترماركتس إن الإعلان وهو أحد أقسام التسويق قد شهد هو الآخر تطوراً كبيراً ولم يعد يقتصر على الوسائل الاعلانية التقليدية كاعلانات الصحف والمجلات والطرقات وأجهزة الراديو والتلفزيون وأضيف إليه الإعلان الالكتروني على مواقع الانترنت والهواتف المتحركة. وغير ذلك، وقال: ان وسائل الاعلان التقليدية نفسها قد شهدت تغيراً كبيراً حيث أصبحت كثيراً من المنتجات يتم ربطها بنجوم سينما مثلاً ومخيمات في الشوارع حتى أنك أصبحت ترى اعلانا يزين وجه بناية بالكامل هذه أنماط جديدة في الإعلان.
واضاف مروان رزق على هامش مشاركته في منتدى التسويق الخليجي السنوي الخامس الذي بدأت أعماله أمس في فندق جميرا بيتش أن التسويق الالكتروني قد اضاف اعباء على الميزانيات الاعلانية للشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة. وقال: صحيح انه استحوذ على حصة من نصيب ميزانيات الاعلانات التقليدية لكنه من المؤكد زاد من مصروفات وميزانيات الاعلان بوجه عام.
واشار إلى أن حجم الانفاق الاعلاني الذي يتم قياسه وحصره في المنطقة العربية من المتوقع أن ينمو هذا العام بنسبة تتراوح ما بين 7 ـ 10بالمائة عما كان عليه في عام 2003 والذي كان يقدر بأكثر من 3 مليارات دولار مقابل 1.2 مليار دولار في عام 2001 وهو ما يعكس الطفرة الاعلانية والتسويقية والميزانيات التي ترصد لها وبما يواكب طرق ووسائل الابداع في التسويق.
وقال: إن قطاع الصحف والمجلات واعلانات الشوارع تستحوذ على 60بالمائة من هذا الانفاق فيما تستحوذ المحطات التليفزيونية والفضائيات على النسبة المتبقية واشار الى ان المصروف الاعلاني داخل الدولة ـ الانفاق المحلي ـ اكثر منه في الانفاق الخارجي وقال ان المملكة تتصدر قائمة دول المنطقة في حجم الانفاق الاعلاني.
وفيما يتعلق بالاعلان الالكتروني، قال مروان رزق انه مازال ضعيفاً ووجد فجوة كبيرة عما ينفق عليه في الدول الغربية والتي تعودت مجتمعاتها سواء من المستهلكين او المنتجين على هذا النمط الاعلاني، وهو الأمر الذي أكد عليه أيمن ابويوسف مدير التسويق للشرق الأوسط وافريقيا في شركة أوراكل الذي قال اننا مازلنا في البداية على هذا الطريق لكن هناك محاولات جادة لشركات ومؤسسات حكومية في الاتجاه نحو التسويق الالكتروني.
وقال ربما لم تصل للصورة التي تمكننا من الوصول لدراسات تتيح لأي مدير تسويق الفرصة لاتخاذ قرار بشأن المردود من الاعلان الالكتروني لكننا في طريقنا لهذا. ولكن أيمن أبويوسف قال ان التسويق الالكتروني اقتطع من حصة التسويق التقليدي وان كان الأمر يختلف من دولة لأخرى ومن شركة لأخرى فشركات الكمبيوتر مثلاً توجه جزءاً كبيراً من حجم الانفاق الاعلاني لديها للتسويق الالكتروني.
وأكد مدير التسويق في أوراكل أن التسويق الالكتروني يتميز بالعديد من الأمور عن التسويق العادي فهو يتميز مثلاً بالسرعة وهو ما يعطي الفرصة للشركات لعمل حملات تصحيحية سريعة إذا كان رد الفعل ضعيفاً على هذا النوع من النمط التسويقي.
وفي تصريحات له على هامش المؤتمر أكد دون بيبرز مؤسس مجموعة بيبرز وروجرز لاستراتيجيات الادارة ان مستوى الحوار حول قضايا الأعمال في الامارات يتزايد بوتيرة سريعة وأصبح الناس هنا مهتمون كثيراً بقضايا الأعمال والتسويق مثل اي شيء آخر له رواده واستراتيجياته الخططية، وقال ان ما يميز المنطقة هنا هو أنها غير مضطرة لتكرار اخطاء استراتيجيات التخطيط فهي تحاول وضع الأمور في نصابها عندما تطبق هذه الاستراتيجيات.
وأكد على تعاظم دور المستهلك وتركيز المؤسسات عليه مشيراً الى وأن استراتيجيات التسويق الحديثة تركز على 4 أمور هي تعريف العميل وتمييزه والتفاعل والتعامل معه بالطرق الملائمة له. واضاف ان انفاق الشركات على استراتيجيات التسويق قد يصل الى 25بالمائة من رأسمالها وربما تنفق بعض الشركات أقل أو اكثر من هذه النسبة لكن الانفاق المناسب على ابحاث التسويق والعملاء يتراوح بين 10 ـ 20بالمائة.
وبالمقارنة مع أسواق أوروبا وأميركا فإن اقتصادات المنطقة ليست بمستوى التقدم في هذه الأسواق لكنها تعتبر متقدمة بالقياس لاقتصاديات دول كالهند والبرازيل، واشار ان السوق هنا متعطش لتطبيق الممارسات الحديثة في التسويق حيث ان تعدد جنسيات العملاء يؤدي الى تقبل اكبر لهذه الاستراتيجيات اكثر من اي مكان آخر، وعزا هذا الى سياسات السوق المفتوح.
وكانت فعاليات منتدى التسويق الخليجي السنوي الخامس قد بدأت بحضور اكثر من 250 شخصية محلية واقليمية وعدد من الخبراء البارزين في مجال الأعمال والتسويق. ويناقش الخبراء خلال المنتدى الاستراتيجيات المبتكرة الناجحة بهدف تحقيق التطور المستمر للمؤسسات في الشرق الأوسط وتمكينها من منافسة الشركات عالمياً.
