تحققت آمال السياسيين في فرنسا وأسبانيا مع اعتقال زعيم منظمة ثوار الباسك الانفصاليين الباسك من أجل الحرية والاستقلال(إيتا) إلى جانب 20 شخصا آخرين في فرنسا أول أمس الاحد.
وأهم هذه الامال هو أن خاتمة المنظمة التي اوجدت حالة من الهلع في أسبانيا في شكل هجمات انتحارية على مدى ثلاثة عقود اقتربت.
وأشاد السياسي القطالوني خوسيب ماريا خينارت بالخطوة مؤكدا أنها الضربة القاصمة لايتا لكنه حذر في الوقت نفسه من المبالغة في الشعور بالنصر.
أما زعيم أقصى اليسار جاسبار ياماثاريس فقال إن أسبانيا تتقدم نحو نزع أسلحة إيتا في حين وصف وزير داخلية أسبانيا خوسيه أنطونيو ألونسو الاعتقالات بأنها"مهمة للغاية".
وأكدت الشرطة الفرنسية أن من بين المعتقلين مايكل ألبيسو إرياتي /43 عاما/ الملقب ب"مايكل أنتزا" الذي يعتبر منذ سنوات الزعيم البارز للمنظمة وعلى رأس قائمة المطلوبين في أسبانيا. ويعتقد أن كاتب القصة القصيرة والمسرحية والحائز على جوائز أدبية كان يقود إيتا على مدى الاعوام الاثنى عشر الماضية رغم عدم توجيه أي تهم له بالمشاركة المباشرة في أي من عمليات القتل المئة والعشرين التي تمت خلال هذه الفترة. واعتقلت الشرطة أيضا أنتزا أم ابنه سوليداد إيباراجيري الملقبة بـ "أنبوتو". وينظر إلى سوليداد في أسبانيا على أنها إحدى أكثر الشخصيات تعطشا للدماء في قيادة إيتا وهي متهمة بالتورط في 14 جريمة ارتكبت ما بين عامي 1984 و 1993.
وعندما نفذت المنظمة سلسلة من التفجيرات الصغيرة في منتجع سياحي صغير هذا الصيف اعتبره الكثيرون تذكيرا ضعيفا بأن المنظمة لاتزال موجودة.
ورغم ذلك تعهدت"ايتا"في شريط ظهر أخيرا بأن تواصل الصراع المسلح وحذر الخبراء من أنها دائما ما تبعث من جديد.
وتأسست هذه المنظمة التي يعد اسمها اختصارا لاسم"الباسك من أجل الحرية والاستقلال"عام 1958 وأطلقت حملة منظمة من الاغتيالات السياسية بعد ذلك بنحو عشر سنوات مطالبة بدولة مستقلة ذات سيادة لاقليم الباسك بشمال أسبانيا وجنوب فرنسا يقيم به ثلاثة ملايين شخص.
واشتهرت هذه المنظمة خلال فترة حكم الديكتاتور فرانكو في أسبانيا التي امتدت ما بين عامي 1939 و1975 وكان فرانكو تعهد "بأسبنة" الاقليات ومنع التحدث بالباسكية علانية.
ولكن بعد وفاة فرانكو منحت أسبانيا الديمقراطية تدريجيا حكما ذاتيا واسع النطاق للباسك هو الاوسع بين أقاليمها الـ17 بما في ذلك سلطة فرض الضرائب وقوة شرطة مستقلة ولكن ايتا واصلت القتال من أجل الاستقلال الكامل عن مدريد وقتلت بداية من 1968 وحتى الان 850 شخصا.
وفي إقليم الباسك يرفض أصحاب الاتجاه القومي العنف الذي تمارسه ايتا ويحمل لواء المطالبة بتقرير المصير رئيس وزراء الاقليم خوان خوسية اباريتكس الذي يطرح خطة مثيرة للجدل بشأن الحكم الذاتي.
ونجح التعاون المثمر بين الشرطة الاسبانية والفرنسية الذي بدأ عام 1996 في اعتقال أكثر من 1000 يشتبه في انتمائهم لايتا اعتقل معظمهم في جنوب فرنسا حيث تتمركز البنية التحتية الاساسية للمنظمة. واعتقل معظم قادة ايتا بعد فترة قصيرة من تولي القيادة ولكن"مايكل أنتزا" كان الوحيد الذي أمضى هذه المدة الطويلة في قيادة المنظمة.
وحظر حكم قضائي الجناح السياسي لايتا المعروف باسم باتاسونا مما أخرجه من الساحة السياسية الاسبانية كما انخفضت حالات العنف في شوارع الاقليم فيما يعد دلالة جديدة على أن ايتا ضعفت بشدة.
ووجهت حكومة المحافظين الاتهامات إلى المنظمة بالمسؤولية عن تنفيذ تفجيرات القطارات التي وقعت في مدريد في مارس الماضي وأسفرت عن مقتل 191 شخصا وهو ما ظهر بعد ذلك عدم صحته حيث اتضح أن منفذيه من الاسلاميين مما دفع الكثير من المتخصصين في الشأن الاسباني إلى اعتبارهم تهديدا أكبر لاسبانيا من ايتا.