تمتلئ بهم شوارع وحواري المدن والمتنزهات انهم حليقو الرؤوس شباب يحمل مفاهيم جديدة لا يرضاها المجتمع المحافظ ذلك لانها افكار مستورة تروج لها بعض الفضائيات في عصر الاعلام المفتوح.. لكن فيم يفكر هؤلاء الشباب والى اي مدى يتقبلهم المجتمع واين دور الآباء في كل هذا؟.. ذلك ما حاولنا الاجابة عنه في المساحة التالية:
يرى محمد ع. ان طريقة حلق شعر رأسه شأن خاص به لكنه لا يمانع في اخبارنا بان في ذلك وسيلة تحقق له الراحة النفسية وتخلصه من الاحساس بالكآبة.. ويقول: انه بذلك يطلق نوعا من الاحتجاج والتحدي والتمرد على عادات المجتمع.
سألته: وهل ثمة علاقة بين حلق شعر الرأس (على الزيرو) او تقليد المستورد وبين الطمأنينة النفسية؟ الا يعد الامر نوعا من تغيير المظهر الخارجي للفت الانظار فقط؟
فاجاب: ان ازالة شعر الرأس بالكامل او (التقريع) يعد نوعا من الوجاهة ولفت الانظار باعتبار ذلك يميز الشاب عمن حوله.
اما علي ص. فيقول: لم يكن (التقريع) مقبولا في الماضي وكان الكثير من الشباب يغضبون عندما يجبرون على ازالة شعرهم ولكن بعدما اصبح اشهر نجوم الرياضة والفن يظهرون في (ستايل التقريع) انتشر الامر كثيرا بين الشباب خصوصا بين من يمارسون رياضة رفع الاثقال وكمال الاجسام.
وحسب علمي فان الاسواق والمجمعات التجارية اصبحت المكان المناسب لاستعراض موديلات (قصات الشعر) بين الشباب الذين يرتدون عادة (تي شيرتات) للفت الانظار اليهم.
وعن نفسه يقول علي: شخصيا اصبحت لا احتمل ظهور الشعر في رأسي على الاطلاق, لان (التقريع) يشعرني دائما بانني خفيف الوزن والحركة بالاضافة الى الارتياح النفسي.
ولا يعدو الامر في رأي خالد اكثر من رغبة في التمرد على الواقع وتغييره. ويقول موضحا: هناك الكثير من الامور في حياتنا تحتاج الى التغيير ونحن غير قادرين فعلا على تغييرها لاسباب يطول شرحها, عملية ازالة شعر الرأس بهذه الطريقة ترمز الى ذلك اي انها اشبه بالتنفيس وتفريغ الشحنات, وقد يكون فيها شيء من الجنون او التمرد, لكنها في النهاية تسبب نوعا من الارتياح في كل شيء, كما ان انعكاسات عملية (قصة الشعر) تؤثر كثيرا في الناحية المزاجية للشاب خصوصا ان كل من حوله يتحدث عن شكله الجديد ووسامته او ثقل دمه, الامر الذي يشعره بانه ذو قيمة في المجتمع مهما كان الموضوع لا يستحق, ولكن هذه هي الحقيقة.
ويوضح سامي م. وجهة نظره في الامر قائلا: غالبية حالقي الرؤوس وانا منهم يكون له هدف معين من هذا السلوك, فاما انه يريد تقليد ابطال السينما والرياضة من المشاهير, او يرغب في لفت انظار الناس او يرى في هذا السلوك استعراضا للقوة وهذا هو الاكثر انتشارا.
ويصف سامي هؤلاء الشباب بانهم الاكثر سعادة بعملية (الحلاقة) من غيرهم لانهم يعبرون من خلالها عن انفسهم ويشعرون بانهم مميزون ويشير الجميع اليهم لمجرد انهم ازالوا شعر رؤوسهم.
ويعتبر عادل أ. ان القصات التي يختارها انما تشعره بنوع من الارتياح النفسي بالاضافة الى انه يعتبر (لوك) للمشاهير.
وفي البداية كنت اقوم بعملية (القص) من دون معرفة سبب لذلك لكنني وجدت ان الكثير من الفنانين المشاهير يقومون بذلك, فبدأت اواظب على ازالة الشعر من دون تأخير.
ويعتبر صالح م. انه سلوك جميل غير مزعج لاحد, يشعر عبره الانسان بالراحة وبانه خفيف الوزن والظل. لكن المشكلة التي تسببها ظاهرة (القص على الموضة) هي عملية (التهكم) علينا سواء من قبل الاهل او الاصدقاء لكن في النهاية تبقى عملية (التقريع) مزيلة للاكتئاب النفسي.
يقول عبدالرحمن غ. كثيرا ما اشعر بعدم الراحة عندما يطول شعري, كما ان (التقريع) في حد ذاته (لوك جديد) وفلسفته هي التجديد الدائم, ولذلك فان معظم من يزيلون شعر رؤوسهم حتى لو كانت اعمارهم كبيرة, يشعرون بالتجديد والشباب وصغر السن, بالاضافة الى ان (التقريع) يجعلك متميزا عن الموجودين حولك.