جميل جدا ان لا يضيق صدرك بالحوار .. وان تذوب وتتلاشى تلك الحساسيات المفرطة لدى المسؤولين تجاه النقد وآراء واقتراحات الكتاب التي هي في الغالب تمثل مطالب الناس واحتياجاتهم..
... والاروع ايضا الا تكون هناك لمبات حمراء ولا زرقاء ولا صفراء تمنع دخول المراجعين على مسؤولي الخدمات العامة.. لأن الابواب المغلقة.. تعني وبكل وضوح أن خلف هذه الابواب ضمائر مغلقة لا تهتم بمصالح الناس ومشاكلهم واحتياجاتهم .. وهم بالتالي قد فرطوا في اهم واجباتهم تجاه مواطنيهم التي كلفوا بها من قبل (ولي الامر) وهي امانة بالغة الاهمية يثقل حملها .. الا على اولئك العاملين المخلصين من أجل خدمة هذا الوطن وابنائه.
وعلى العموم في الغالب لا يلجأ المراجع الى (المدير) او المسئول الاول.. الا عندما تعاق معاملته بفعل الروتين او بعض الانظمة المعقدة والبائسة والتي لم تعد صالحة لهذا الزمن اي بمعنى انه لو قضى على البيروقراطية والروتين الممل لما احتاج المواطن الى مراجعة المسؤول الاول في هذه الادارة او تلك لحل مشكلته . واذا اردت الا يطرق بابك صاحب مشكلة فاعمل على حلها قبل ان تراه او يراك.
..ولن يتأتى ذلك الا بتسهيل الاجراءات .. وتدريب تلك الكوادر السعودية المؤهلة .. على التعامل الحسن.. واللبق .. والمؤدب فالمواجهة الصعبة مع الناس تتطلب رجالا ذوي خلق ويملكون المبادأة والصلاحيات في حل تلك المشاكل اليومية في البلديات والمحاكم والجوازات والمرور والاحوال المدنية والمطارات وفي كل المرافق الخدمية بشكل عام.
لقد اسعدني ذلك الحوار الذي جرى بين امين مدينة جدة المهندس عبد الله المعلمي وبعض الكتاب والادباء الذين دعوا اليه.. ومعظمهم من منتقدى الامانة ولديهم العديد من الملاحظات والاقتراحات ... لقد كان حوارا صريحا وصادقا.
.. ولكن الذي اسعدني اكثر هو ذلك الخبر الذي صرح به أمين مدينة جدة عن عزمه على القضاء على الروتين وتحديث اعمال الامانة بواسطة الكمبيوتر . وان مواطني مدينة جدة لن يحتاجوا الى مراجعة البلدية من أجل رخص البناء أو غيرها من المشاكل الاخرى فيكفي ان تبعث بطلبك عن طريق (الانترنت) وتصلك الرخصة الى منزلك.. اي بمعنى ان وجع الدماغ سيزول.. وراجعنا بكرة ستزول ايضا ـ يا ريت ـ وكلمة يا ريت عمرها ما تعمر بيت!!