عزيزي رئيس التحرير
المعلم هو اللبنة الاولى والركيزة الاساسية في بناء التعليم وتطويره، والعامل الرئيسي الذي يتوقف عليه نجاح التربية في بلوغ غايتها وتحقيق دورها في تطوير الحياة وهو العمود الفقري الذي لا غنى عنه في انجاح العملية التربوية، وصياغتها الصياغة المناسبة للطلاب بحيث تنتج احسن النتائج واقومها في تثقيف وتشكيل المواطن الكفء.
والعمل في مجال التعليم يعد رسالة ومهنة ـ قبل ان يكون وظيفة ـ لها مكانة خاصة تستوجب على القائمين بها اداء حق الانتماء اليها كما انها تعترض سبيل الوصول الى الغاية المنشودة منها.
ان اعتزاز المعلم بمهنته وتمثله دائما لرسالته يعدان من اهم مؤهلاته الرئيسية ومحور عمله الدائم ومصدرا دافعا قويا له في تعامله مع نفسه وطلابه ومع المجتمع.
ان اشد ما تحتاج اليه مدارسنا في الوقت الحاضر هو المعلم الذي يكون قادرا على ان يكون قائدا تربويا وقدوة حسنة لطلابه وعارفا بالدور المطلوب منه علميا وتربويا يستطيع ان يستخلص اعظم الفوائد من مقومات العملية التعليمية من انظمة ومناهج وكتب وادوات ومواقف ومرافق تعليمية ويستطيع ان يبث روح النشاط في المناهج ويترك اكبر الاثر في سلوك طلابه في نظرتهم للحياة التي يعدون لها.
وعليه فاننا نتوقع من المعلم ان يكون قدوة حسنة لطلابه ومثالا يحتذى به في اخلاقه وسلوكه السوي وتصرفاته وحبه لوطنه واعتزازه بمهنته ومثابرته وامانته وتمسكه بدينه ومبادئه وصدقه.. وان يكون قادرا على غرس العادات الحسنة في طلابه وتكوين الاتجاهات الطيبة لديهم وتثبيت النظرة السليمة عندهم نحو الحياة بوجه عام.
كما يتوقع المجتمع من المعلم ان يكون بشوشا متفائلا متزنا في انفعالاته يتعامل اجتماعيا بسهولة مع الاخرين متعاونا معهم وواقعيا في افكاره ووجهات نظره قادرا على تحويل معلوماته وخبراته وعاداته الحسنة الى اعمال وسلوك في حياته اليومية ويتوقع المجتمع منه ايضا ان يكون متمكنا من مادته الدراسية، واسع المعرفة والثقافة رائدا وفاهما للبيئة المحلية ومشكلاتها متفهما للقيم الاجتماعية قادرا على التكيف الاجتماعي مع محيطه.
كما ان التدريس لم يعد عملية تلقين وحفظ واستظهار بل هو مناقشة وتحليل وتفسير واستنتاج لوسائل وموضوعات متعددة وان كفاءة التدريس اصبحت تتطلب تدريبا متواصلا ونموا مهنيا والمعلم لا يكتسب في الغالب خلال فترة اعداده قبل الخدمة اكثر من الاسس التي تساعده على البدء في ممارسة المهنة وتمنحه صفة المعلم فاذا لم يواصل المعلم تنمية ذاته وقدراته ومعلوماته فان عمله يصبح مكررا ومملا له ولطلابه لا روح للتربية فيه ولا طعم للتجديد في اساليب ادائه ولا في محتواه.
لذا فان تحقيق النمو الشخصي والمهني للمعلم يتوقف في المقام الاول على جهد المعلم الذاتي الذي لابد ان يكون معدا ومهيأ ومتحمسا لمهنة التدريس وان يكون على علم ودراية بكل جديد في مجال عمله لكي يطور مهنته. كل ما تقدم يؤكد الدور الاساسي للمعلم ولكن ماهو دور المجتمع تجاه المعلم فهذه المناسبة والاحتفائية باليوم العالمي للمعلم تأتي من المعلمين والمدارس ولكن اين المجتمع؟ وما الدور المطلوب منه؟ والذي يجب ان يحتفى بالمعلم بجميع فئاته ومؤسساته وشركاته فالمعلم يقوم على تربية وتعليم اثمن ما يملكون فلذات الاكباد.
@@ علي بسان الزهراني ـ مدير الاشراف التربوي بتعليم الشرقية