قد يجتمع الفقر والجهل ليشقيا صاحبهما ويوقعاه في امور لا طاقة له بها من حيث لا يشعر حتى تطوقه ديون لاطاقة له بسدادها فيقذف في غياهب السجون مخلفا زوجة ضعيفة وابناء لا عائل لهم.
هذا ما حدث مع (ابي مناع) حارس مكتب الاشراف التربوي بالخبر، الذي تم ايداعه السجن قبل اسبوع تقريبا، بعد ان تراكمت عليه ديون يصل مقدارها الى مليون وستين الف ريال.
وتروي (أم مناع) قصة الديون منذ بدايتها ذاكرة بان زوجها (اعاده الله بالسلامة) منذ تزوجته قبل حوالي 23 عاما وعليه دين مقدارة 55 الف ريال، وقد اسكنها المنطقة الشرقية، رغم ضآلة راتبه الذي لا يتجاوز 3 آلاف ريال، وسكنا في بيت مستأجر، وما ان وصل عمره الاربعين حتى تقاعد من العمل عام 1415هـ ثم تنقل بين عدة مدارس دون ان يجد سكنا بالمدارس فعمل في مكتب الاشراف التربوي بالخبر مع توفير السكن له ولاولاده.
وكان ابو مناع يحاول تجاوز الديون عن طريق شراء سيارات بالدين وبيعها، لتسديد الديون السابقة، مما جعله يعجز اخيرا عن سدادها وزج به في السجن.
وتقول ام مناع والعبرة تكاد تخنق صوتها: لدى 5 اولاد اكبرهم عمره 22 عاما ويعمل براتب 1000 ريال باحدى الشركات بينما الولد الثاني بلا عمل، وقد تم خلع ابنتها الكبرى من زوجها قبل فترة ودفع لها والدها 40 الف ريال، ثم تزوجت بعد ذلك والحمد لله كما ان لديها ولدا في الثامنة عشرة من عمره وابنة في الخامسة عشرة ورفضت الثالثة ذات 13 عاما الذهاب للمدرسة لاصابتها بحالة نفسية شديدة.
وتضيف: سبب سجن زوجي الآن 160 الف ريال طالب بها المدين وشكا عليه بسبب تعسره عن السداد.
وانا اعول ابناء اختي الايتام السبعة وامهم الارملة منذ توفي والدهم قبل عدة اشهر بينما لم يبلغ اكبرهم عامه الخامس عشر، وتدفع لهم جمعية البر ايجار منزلهم، وتوفر لهم بعض الاحتياجات مع ما استطيع توفيره بواسطة اهل الخير.
وعن عدم تمكن زوجها من القيام باي عمل اخر لسداد ديونه تقول ام مناع: زوجي لا يستطيع قيادة السيارات، لذلك لم يستطع العمل كسائق مثلا خارج وقت العمل، ولديه مرض السكر والضغط وقد تقدم ولدي الى المحكمة طالبا اخراج صك اعسار لوالده الا ان ذلك يستلزم اجراءات طويلة بين الشرطة والامارة والمحكمة.
وتساءلت ام مناع في ختام حديثها ان كان سيأتي رمضان وهي وحدها مع اولادها بلا عائل، مع ثقتها بالله سبحانه وتعالى ورحمته الا انها تخشى على ابنائها من الضياع بلا أب.