واصل المنافسان الرئيسيان في انتخابات الرئاسة الأمريكية الرئيس الجمهوري جورج بوش والسيناتور الديمقراطي جون كيري كيل الاتهامات إلى بعضهما البعض مساء أمس الأول في مناظرة حاسمة هي الثانية بينهما ضمن المناظرات الثلاث قبل إجراء الانتخابات في 2 نوفمبر.
وأتهم كيري بوش بأن سياساته جعلت العالم مكانا أكثر خطورة.
وعقدت المناظرة في جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري وكانت في شكل حوار شفوي وأسئلة موجهة من الصحفيين والجمهور تناولت السياستين الخارجية والداخلية.
وتبادل المرشحان هجمات لفظية تركزت حول الوضع في العراق وسياسات الرئيس بوش تجاه الحلفاء. وأتهم كيري بوش بعدم القدرة على جمع الحلفاء حول أمريكا.
وقال كيري العالم أكثر خطورة اليوم .وأضاف العالم أكثر خطورة اليوم لان الرئيس لم يتخذ التقييم السليم .
وبسؤاله عن إيران وبرنامجها النووي قال كيري إن إيران تشكل خطرا كبيرا.
وقال كيري و الشيء المهم هنا أن هذا الخطر يزداد بينما الرئيس مازال مشغولا بالعراق حيث لا يوجد خطر.
ونتقد بوش منافسه كيري بشأن ما ذكره في المناظرة الاولى الاسبوع الماضي لقوله إن الولايات المتحدة يجب أن تجتاز اختبارا عالميا قبل الذهاب إلى الحرب. وقال بوش إنه بعد هجمات سبتمبر عام 2001 كان علينا أن ننظر إلى العالم بشكل مختلف . وأضاف بعد 11 سبتمبر كان علينا أن ندرك بأننا عندما نرى تهديدا يجب أن نأخذه بمحمل الجد قبل أن يأتي ليؤذينا. وفيما مضى كنا نرى التهديد وكنا نتعامل معه سواء شعرنا به أم لا . ولكن بعد 11 سبتمبر تغير كل شئ . ورد كيري قائلا الدبلوماسية الناعمة كان من الممكن أن توفر 200 مليار دولار أنفقت في الحرب على العراق.
وأضاف إن الحرب على العراق كانت انحرافا عن الحرب ضد الارهاب ولولا ذلك لكان زعيم القاعدة أسامة بن لادن في السجن. كما أتهم كيري الرئيس بوش بتحويل حملته الانتخابية إلى أسلحة الخداع الجماعي عقب عدم عثوره على أسلحة الدمار الشامل في العراق. ورد بوش بأن السيناتور كيري يغير رأيه كثيرا حول الموضوعات الحيوية مثل الحرب في العراق. وقال بوش إن ذلك يبعث بإشارة مشوشة إلى الناس . ورد كيري بقوله إن بوش ونائبه ديك تشيني هما أخر شخصين على وجه الارض لا يواجهان الحقيقة بشأن العراق . ووقف المرشحان بعد يومين من قيام كبير مفتشي الاسلحة الامريكي في العراق تشارلز دولفر بنشر تقريره النهائي الذي قال فيه إن الرئيس العراقي صدام حسين لم يكن لديه أسلحة دمار شامل في الوقت الذي ذهبت فيه الولايات المتحدة إلى الحرب في العراق في مارس عام 2003. ودافع بوش في المناظرة الثانية عن قراره بالذهاب إلى الحرب في العراق رغم نشر التقرير السابق. وتأتي المناظرة أيضا في نفس اليوم الذي أعلنت فيه وزارة العمل الامريكية عن أن الاقتصاد الامريكي أضاف 96 ألف فرصة عمل الشهر الماضي وهو رقم أقل من المتوقع. وظل معدل البطالة ثابتا عند 4.5 في المائة. وقال بوش إنه لا يخشى اتخاذ قرارات لا تلقى شعبية حول العالم ولكنها تحقق أفضل مصلحة للولايات المتحدة. وتطرق بوش لاسرائيل وذلك عندما حاول أن يعطي مثالا حول سبب عدم موافقة الشعب الامريكي على انتخاب رئيس يتخذ قرارات فقط بسبب الشعبية التي تتمتع بها. وقال بوش: بخصوص إسرائيل اتخذت قرارًا بعدم إجراء أي اتصالات مع الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات . وأضاف بوش: أنا لا اعتقد أن عرفات هو الشخص الذي بإمكانه أن يقود شعبه نحو إقامة دولة فلسطينية. في أوروبا لم يرق هذا للكثيرين لكن هذا القرار كان صائبا. الفلسطينيون يحتاجون لقيادة تقودهم نحو الحرية والديمقراطية . و اتسمت المناظرة الثانية بالسخونة عند تناول موضوع التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية إلى جانب إيران وأيضا عندما تطرقا للموضوعات الداخلية. وأجمع المحللون على أن كيري حقق فوزا على الرئيس بوش في المناظرة الاولى في الاسبوع الماضي الامر الذي أدى الى قفزة حاسمة في استطلاعات الرأي ليتساوى بل ويتفوق على منافسه.