إن حملة انتخابات الرئاسة اتسمت بشق الصف الاميركي بمرارة لم تعهدها البلاد من قبل في تاريخها. إذ إنها عكست كيف أن الشعب الأميركي نفسه أصبح منقسما على نفسه بمثل هذه المرارة إزاء هويته، وطبيعة الدور الذي ينبغي أن يقوم به في العالم. ومن المسائل التي برزت خلال الحملة دور كيري المرشح الديموقراطي للرئاسة في حرب فيتنام.
فقد هاجمت مجموعة المحاربين الذين كانوا مع كيري في تلك الحرب والموالية لبوش، سجل كيري في فيتنام. وأثارت القلق من معارضته للحرب كمدني وأغفلت سجله كمحارب في البحرية الاميركية خلال تلك الحرب.
إن الرئيس بوش يخوض حربا في العراق بطريقة رخيصة. ذلك أن الجيش مستنزف ودون مستوى قوته. ويتشدق الرئيس بوش بالطريقة التي ساند بها القوات الاميركية في العراق وتزويدها بكل احتياجاتها، ولكنه، لم يدعم تلك القوات بأكثر احتياجانها الماسة من التعزيزات. ولذلك، فإن نوبات عمل الجنود تُمدد باستمرار في ظروف مزعجة وخطرة.
المهم أن الحرب ضد الارهاب ليست في العراق بل في افغانستان، حيث لم يتم العثورعلى أسامة بن لادن ولا تزال افغانستان في وضع من البلبلة والاضطراب. وحولت حكومة الرئيس بوش تركيزها إلى العراق الذي لم يكن ضالعا بصفة اساسية في الارهاب ولكن الولايات المتحدة غزته لاسباب مزيفة. فلم يثبت امتلاك صدام حسين للاسلحة النووية أو اسلحة الدمار الشامل التي كانت تؤرق الرئيس بوش.
إن الرئيس بوش قد وسّع من نطاق الحرب ضد الارهاب بحيث لم يعد ذلك يشكل ردا مشروعا على خطر ما أو هجمات قد تشن على الولايات المتحدة. وحملة عالمية لنشر الديموقراطية في جميع الدول أمر صعب التحقيق واهدار شديد لمصادر الولايات المتحدة.
إن الرئيس بوش يشبه، في إطار مفهوم الحملة الانتخابية الراهنة وحدها، الرئيس الأسبق "ودرو ويلسون". إذ يقول النقاد إن النهج العنيد للرئيس الاسبق ويلسون في إتباع قيم مستحيلة جعل تحقيق سلام ذي مغزى، أمرا غير ممكن عقب الحرب العالمية الاولى . وإن هذا هو ماينتهجه الرئيس بوش منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 . غير أن ويلسون على عكس بوش، كان يعلم بأنه غير مدرك لشئون السياسة الخارجية.