تصلني الكثير من الرسائل من القراء الكرام عبر البريد الإلكتروني , ونظرا ً لأنني مصاب بمرض التسويف والتأجيل وتعليق الكثير من الأمور على ظهر الغد الذي لا يأتي للكسالى أمثالي , لذلك فأنني وتأثراً بروحانية هذا الشهر الكريم سأجعل موضوع هذه الزاوية كردٍ عام يشمل أغلب مواضيع الرسائل التي تصلني , ففي البداية يجب أن أعترف بانني لا ابذل أي جهد ٍ في ملف ( في وهجير ) وأن كل هذا الشرف الأدبي الذي يرتديه الملف هو من نسج زميلنا سالم صليم , الذي لا يلقى مني سوى العتب والنقد , ولم يسبق أن رفعت روحه المعنوية بكلمة تشجيع واحدة , لذلك أرجو من الجميع أن لا يلبسوني ثوب شرف نزاهة الملف وثناء تميزه , ويجب أن يذهب الثناء لأهله , أما مواضيع زاويتي والتي يغلب عليها النقد الحاد فأنا أعترف بهذه التهمة الأدبية الجميلة , وقد اتخذت هذه المنهجية لأنني أرى أن الساحة الشعبية تعاني من أمراض متعددة بعضها مزمن والبعض الآخر طارئ لا يلبث أن يزول بمرور الزمن , ولكن أود أن يعرف القارئ الكريم أن الأهداف نزيهة والمقاصد حسنة , فلم يسبق أن جعلت الأهداف الشخصية تملي عليّ مادة الزاوية , ثم أنني لم يسبق أن أقحمت القارئ في خلافات شخصية أو الردود على هذا أو ذاك ممن يثيرهم كشف الحقيقة وتشخيص الواقع , كما أنني لم أتخذ من المساحة المتاحة لحرفي منبراً للتكسب وهي عادة شائعة في إعلام الساحة الشعبية غير مستغربة , بل المستغرب والموصوم بالغباء عند أغلب أهل الساحة من لا يستغل الظروف ويحقق مكتسبات شخصية من خلال التمرير واستغفال القارئ حسب زعم المنظرين ( البرغماتيين ) متناسين أن قارئ اليوم لم يعد ذلك الإنسان البسيط الذي يمكن استغفاله وجرجرته على عتبات أصحاب الهبات , لأن قارئ اليوم على درجة عالية من الدراية ولا يمكن لمرتزق أن يمرر عليه ترهاته وأحكامه المقيدة بالمنافع و التطلعات الفردية , لذلك فأنني عندما أجلس لمادة الزاوية أجد حول الورقة الكثير من الضوابط والخطوط التي أصبحت مع الأيام سدودا لا يمكن القفز عليها , لذلك فأنني أكتب زاوية وفق رؤى واضحة النوايا , وقد لا أوفق في الطرح ولكن حسبي أنني مجتهد وأسير في طريق مغمور بضياء النزاهة ..
أنا أدرك أن هناك من يختلف معي في بعض القضايا التي أعالجها في كتاباتي , نتيجة عوامل متعددة , منها ما هو ثقافي ومنها ما هو تربوي ومنها ما هو نفسي , ولكن لنتفق أن نزاهة المقصد هي محرك العمل الكتابي, ولتكن بيننا مساحة من التسامح تتيح لاختلاف الآراء أن أمكنة رحبة تمكنها من أخذ مداها على ابعد نقطة ممكنة طالما أننا لم نمس مقدسا , ولم نصف حسابات شخصية , ولم نمحور الكتابة حول هدف شخصي يجعل الثوابت والقناعات متحركة في الاتجاهات المتعاكسة , فالكتابة التي لا تثير الآخر ولا تستفزه بعقلانية راشدة كتابة لا تستحق الالتفات ولا تحظى باحترام القارئ , ولكن يجب أن أشير إلى نقطة غاية في الأهمية في هذا المجال , فاستفزاز القارئ أمر في غاية السهولة , فالتطاول والمهاترات والسب والشتم كلها تستفز الحجارة وليس القارئ ولكن هذه السلوكيات الممارسة في إعلام الأدب الشعبي هي ليست من الأدب في شيء بل هي من قلة الأدب , لذلك فان أي كاتب أو شاعر ينحى هذا المنحى المخجل , يجب أن يعامل على أنه إنسان مريض ويجب قبوله وفق هذا التصور العقلاني والتعامل معه بأنه إنسان غير سوي حتى يمن الله عليه بالشفاء..
ختاما أود أن أسجل امتناني لكل قارئ ٍ يمنح حرفي مساحة مهمة من وقته الثمين , وليتأكد الجميع أن مفردتي على العهد باقية , وأود أن أضيف أنني أعتبر نفسي تلميذا في مدرسة القارئ فأنا أخاف القارئ بصورة غير متصورة , و أستفيد منه ومن آرائه كل يوم , نقده يقومني وثناؤه يحركني , وملاحظاته تنير في طريقي شموع التنوير .. وفق الله الجميع للعمل الصالح والله يحسن أعمالنا وخواتيمنا أنه سميع مجيب وكل عام والجميع بخير .
@ همسات مكتوبة :
- لعميد المحررين الشعبيين الأستاذ - محمد بن دخيل العصيمي ..
أطلعت على لقائك المثير الأسبوع الماضي , لقد جاء اللقاء كما توقعته , مأساتنا أيها الرجل النبيل أن الأهداف تبدلت , والمسئولية الأدبية ماتت , ليتك تطلع على لقاءات شعراء وكتاب اليوم , لتعرف إلى أي منحدر ٍ نحن ذاهبون .. من خلال اللقاء يبدو أن هناك الكثير مما لم يقل , هل تعدنا بلقاء موسع , فالساحة بحاجة إلى الحديث عن الكثير من المسكوت عنه . تقبل سيدي تقديري واحترامي .
- لكل الزملاء المهنئين بشهر القرآن .
ما أسعدني بهذه المكانة التي أنزلتموني إياها .. هو حسن ظنكم الجميل بأخيكم وإلا والله انني أدرك جيداً أنني اقل مما تظنون بي . لكم مني جميعا ً جميل الثناء , تقبلوا تهنئتي القلبية بالشهر الكريم .