على الرغم من أن كينيا ونيجيريا تقعان على جانبين متقابلين من القارة الافريقية حيث تقع كينيا على الساحل الشرقي لافريقيا ونيجيريا تقع على الساحل الغربي لها إلا أن هناك على الاقل شيئا واحدا يجمع بينهما. خطوط الهاتف العادية (الثابتة) فهي مكلفة جدا ولا يعتمد عليها وأحيانا غير متاحة. لذلك إن أي شخص يريد امتلاك وسيلة اتصال مع العالم يلجأ إلى الهاتف المحمول الذي أصبح منتشرا بشدة في كل من نيجيريا وكينيا. فمنظر المواطن الافريقي الذي يتحدث في المحمول أصبح معتادا بشدة سواء في المدن أو في القرى في هذه الدول. وحتى في مناطق وجود اللاجئين الفقراء أصبح الحصول على خط هاتف محمول متاحا. ففي نيروبي على سبيل المثال تستطيع الاتصال عبر الهاتف المحمول من أكشاك الاتصالات المنتشرة في شوارع المدينة مقابل حوالي 35 سنتا أمريكيا للدقيقة. وتدرك شركة خدمات الهاتف المحمول العالمية العملاقة إيكونت وايرلس إنترناشيونال (إي دبليو آي) هذا لذلك فهي ترى سوقا ضخمة لخدمات اتصالات الهاتف المحمول في الدولتين وبالتالي فهي تحاول بأقصى طاقتها الوصول إلى هذا السوق الذي أتضح أنه أصعب مما كانت تتخيل. فهناك قضية الان تنظرها لجنة الامم المتحدة لقانون التجارة الدولية والتي تحاول فيها (إي دبليو آي) منع منافستها الجنوب إفريقية فوداكوم من السيطرة على شركة إيكونت ويرلس نيجيريا (إي دبليو إن) ثاني أكبر شركة لتشغيل خدمات المحمول في نيجيريا. ويبدو ستريف ميازوايا رئيس (إي دبليو آي) واثقا من نتيجة القضية. وقال: نحن سعداء بسبب قبول اللجنة لفكرة التحكيم بيننا وبين المساهمين إيكونت ويرلس نيجيريا. تمتلك (إي دبليو آي) خمسة في المئة من أسهم إيكونت ويرلس نيجيريا وكانت قد وقعت اتفاقا لزيادة الحصة إلى 33 في المئة. وإذا تمكنت فوداكوم من الاستحواذ على الشركة النيجيرية فلن يلغى هذا الاتفاق فقط ولكن يمكن أيضا أن يطيح بشركة (إي دبليو آي) من السوق الكبير. قبل نحو عامين وقبل دخول شركات المحمول الكبرى إلى نيجيريا كان عدد خطوط الهاتف الارضية في نيجيريا لا يزيد عن نصف مليون خط تخدم أكثر من مئة مليون نسمة. ويقدر عدد العملاء المحتملين لشركات المحمول في نيجيريا حاليا بحوالي عشرة ملايين عميل. وتحقق شركة إم تي إن لخدمات المحمول في نيجيريا أرباحا من مجرد خدمة واحد في المئة فقط من إجمالي سكان الدولة.