قريبا بل وقريبا جدا ستجد سيارتك تتحدث إليك بصوت جهوري يشبه صوت الانسان الالى وتقول : احترس لقد نسيت إغلاق الابواب.. ولن يتوقف الامر عند هذا الحد فبامكانك أنت أيضا أن توجه إليها سؤالا وما عليها إلا أن تجيب فعندما تقول لها مثلا صباح الخير .. كيف يمكنني إضاءة المصابيح الامامية ستجدها تجيبك قائلة أدر المقبض ناحية اليسار. وستغدو قيادة السيارات في عام 2010 أكثر أمانا وسلامة وراحة ومتعة عما هي عليه اليوم. وستزود سيارات المستقبل بكوكبة من الانظمة الحديثة التي تشمل استخدام الموجات فوق الصوتية وأنظمة الرادار والفيديو وغيرها من الاجهزة الاليكترونية الحديثة.
وسيتوافر بسيارات الغد حساسات لمراقبة علامات الطرق واستشعار السيارات المجاورة في الطريق حتى يتسنى لها تحذير السائق قبل أن تواجهه مواقف تحمل في طياتها بعض الخطورة على الطرق. وسيتولى نظام آلي التشغيل مهمة يعتبرها الكثير مربكة ومعقدة ألا وهي وضع السيارة بشكل مناسب في مواقف السيارات حيث يتطلب ذلك في الوقت الراهن الكثير من الجهد والوقت وتحريك السيارة خلفا وأماما حتى تشغل الحيز المناسب في المواقف المخصصة للسيارات.
وظهر بعض من هذه المبتكرات الحديثة في معرض فرانكفورت الدولي لميكانيكا السيارات الشهر الماضي.
وابتكرت شركة فولكس فاجن نظاما للتعرف على اللغة مهمته الاجابة عن أسئلة واستفسارات قائد المركبة كما صممت الشركة شاشة فيديو وضعت بجانب لوحة عدادات السيارة لتوفير معلومات إضافية للسائق. وتمزج هذه التكنولوجيا الجديدة بين نظم التعرف على الصوت والاتصالات اللاسلكية وتكنولوجيا الانترنت.
وكشفت شركة فاليو الفرنسية أثناء المعرض عن نظام جديد يحذر السائق عند مغادرة الحارة التي يسير فيها على الطريق ويتولى النظام مراقبة علامات الطريق بشكل مستمر وبالتالي يحذر السائق من مغبة ترك مساره على الطريق.
وأماطت نفس الشركة اللثام عن نظام آخر ابتكرته من أجل مزيد من الامان والسلامة على الطرق. فصممت مساحات خاصة للواجهة الزجاجية الامامية تغير لون الواجهة الزجاجية إلى اللون الازرق بمجرد أن تستشعر انخفاض درجة الحرارة خارج السيارة تحت درجة 3 مئوية محذرة السائق من انزلاق الطريق كما تتلائم الاضاءة الداخلية آليا لمنع نفاذ الاضاءة المبهرة من الخارج.
ويقول ماتياس راب رئيس إدارة البحوث في فولكس فاجن إن الانظمة المساعدة لقائد السيارة ستحدث انقلابا في أنظمة السلامة والامان في غضون الخمس أو العشر سنوات المقبلة.
وأدخلت بعض شركات السيارات عددا من تلك الانظمة المستحدثة على طرازاتها الجديدة فهناك نظام التحكم الالي في المسافة الذي أدخل بالفعل على سيارات "أودي إيه 8" الجديدة و"بي إم دبليو -7 " و"مرسيدس فئة إس" حيث يمسح الرادار الموجود في السيارة عدة أمتار أمامها ويخفض من سرعتها آليا إذا اقتربت من السيارة التي تسبقها.
وتطور شركة "بوش" لقطع غيار السيارات نظاما جديدا سيتولى زمام الامور بدلا من السائق في المناطق المزدحمة مروريا التي يتطلب فيها تكرار الوقوف. ومن المتوقع أن تجنى شركات قطع غيار السيارات ثمار هذه النزعة الجديدة وهذا ما كان واضحا أثناء فعاليات معرض فرانكفورت الدولي لميكانيكا السيارات حيث وصل عدد العارضين إلى أكثر من 4500 عارض من كافة أنحاء العالم بزيادة قدرها أربعة في المئة عن العام الماضي.
ويؤكد فرديناند دادينهوفر الخبير في تطوير صناعة السيارات إن سوق أنظمة مساعدة السائق وحدها تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.