يجمع كتاب (تقرير الأعمال الليلي للقيادة المستديمة) للناشر كلية وارتون لإدارة الأعمال لمؤلفيه صحفيي موكول بانديا وروبرتا شيل وسوزان وارنر وسانديب جوناركار وجيفري براون يجمع دروسا من أهم قادة الأعمال خلال ربع القرن الماضي. وكلها دروس حول القيادة تساعدك على تنمية مهاراتك القيادية وصقلها وتغذيتها واكتشافها، لتحقيق نتائج خارقة للعادة، وللإسراع بتقدم حياتك العملية وتطورها.
أما فريق العمل المسؤول عن الدراسة التي يقوم عليها هذا الكتاب فهو فريق (تقرير الأعمال الليلي)، الذي يعد أشهر برنامج تلفزيوني في الولايات المتحدة حول أخبار عالم المال والأعمال والاقتصاد، بالتعاون مع فريق من كلية وارتون، أشهر كليات إدارة الأعمال، جنبا إلى جنب مع كلية هارفارد لإدارة الأعمال. ومعا يقدمان هذه الخلاصة القيمة من وجوه إدارية مألوفة لنا جميعا، تتميز بالنجاح المستمر عبر السنين، حتى أصبحت من علامات إدارة الأعمال في العالم أجمع. من بين تلك الأسماء اللامعة: أهآندي جروف، تشارلز شواب، لو جرستنر، ريتشارد برانسون، وهيرب كيليهر، أوبرا وينفري، وجاك ولش وغيرهم. تحدثنا هذه الدراسة عن شخصياتهم القيادية الفذة، ومهاراتهم الإدارية المتعددة، وثقافة الشركات الناجحة التي زرعوها في مؤسساتهم، وإدارتهم الناجحة لماركاتهم الشهيرة، وكم المخاطرات التي تحملوها، وغيرها من الموضوعات التي تهم كل قائد ومسئول عن مؤسسة.
يحدد الكتاب خلاصته منذ البداية من خلال مقولة (يصبح الأفراد قادة لأنهم يقررون أن يصبحوا كذلك). فالقيادة الناجحة إذن ليست موهبة نولد بها أو لا نولد. بل هي أولا وأخيرا اختيار شخصي حر. فهذا هو الأساس الذي ينبني عليه كل ما يأتي بعد ذلك، من موهبة أو كفاح أو دراسة أو صقل أو غير ذلك.
حقيقة أخرى يقررها الكتاب، وتتضح بجلاء من خلال تلك الدراسة، هي أن القادة قد يشتركون في نقطة أو اثتنين. لكن بالتأكيد لكل منهم أسلوبه القيادي المميز الخاص به. فرغم أن وارن بافت وجون بوجل مثلا يعملان في نفس المجال - وهو مجال الاستثمار، ويحققان تقريبا نفس الدرجة من النجاح - إلا أن أسلوبهما القيادي يختلف تماما عن بعضهما. وآندي جروف وبيل جيتس: كلاهما رئيس شركة تقنيات متقدمة لها وزنها في السوق. ولكن في حين نشأ بيل جيتس وفي فمه ملعقة من ذهب، كابن مدلل لمحام شهير، تحمل آندي جروف مشاق الستالينية في المجر في شبابه. وقد انعكس ذلك التباين في الخلفية والتنشئة الاجتماعية على أسلوب إدارتهما لشركتيهما وقيادتهما لهما.
الدرس الأساسي هنا إذن هو أنه لا يوجد أسلوب قيادي ناجح واحد. وأن لكل بيئة وظروف وثقافة مؤسسية إطارا قياديا مناسبا لها. وان النجاح هنا يكمن في التعرف على اسلوب القيادة المناسب لكل هذه الظروف. وينتج عن ذلك منطقيا أنه لا يصلح كل أسلوب قيادي لكل موقف وظرف وبيئة أعمال. فمجرد التقليد الأعمى لأحد الأساليب لا يضمن لك النجاح أبدا. بل على العكس، قد يصبح وبالا على من يحاول التقليد وعلى مؤسسته. فالعبرة بدراسة شخصيات وأساليب القادة ليس تقليدهم، بقدر ما هو التعرف على السمات المشتركة أو اقرب البيئات لمؤسستك، ثم استخلاص درس مستفاد منها لصالحك وصالح مؤسستك، وتنمية مهاراتك القيادية في نفس الاتجاه. وقد لا تحقق رغم ذلك نفس النتائج التي توصلوا إليها. لكنك بالتأكيد ستصبح قائدا أفضل عما كنت من قبل.
وقد اختار فريق البحث آندي جروف ليرأس قائمة هؤلاء القادة المختارين. أما أهم ميزة اختير على أساسها فهي تفكيره غير التقليدي، الذي وصم كل خطوة قام بها - سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى شركته - بوصمة شخصيته وتفكيره. فعندما حصل على الدكتوراه بتفوق، انفتحت أمامه أبواب معامل بيل التي كانت حلم كل خريج عندئذ، والتي كانت لا توافق إلا على تعيين قلة قليلة متفوقة منهم. لكنه اختار شركة ناشئة مغمورة ليعمل بها. وفي هذه الشركة ترقى في المناصب وتمكن من العمل بقدر من الحرية لم يكن ليتاح له في معامل بيل. كما تمكن من صبغ الشركة بشخصيته، لا أن ينصهر في شخصيتها.
وكانت منتجات شركة انتل تلك جزءًا أساسيا من مكونات منتجات آي. بي. إم ومايكروسوفت، أشهر شركتين في مجال الحاسب الآلي. لكن لا أحد كان يعرف بها. فقاد جروف حملة (انتل بالداخل) التي نراها على كل حاسب آلي حتى اليوم، معرفا الجمهور بالشركة، ومنتقلا بها إلى أجواء وآفاق أوسع تماما.
التفكير خارج الصندوق إذن هو سمة آندي جروف المميزة لنجاحه. لكن هذا سر واحد فقط من أسرار القيادة الناجحة التي يكشفها لنا هذا الكتاب القيم.
Nightly Business Report Presents Lasting Leadership:
What You Can Learn from the Top 25 Business People of our Times
By: The Journalists from Knowledge@Wharton: Mukul Pandya, Roberta Shell, Susan Warner, Sandeep Junnarkar, Jeffrey Brown
288 pp. - Wharton School Publishing