DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. طلال ضاحي

د. طلال ضاحي

د. طلال ضاحي
د. طلال ضاحي
أخبار متعلقة
 
افترقنا في مقالة الاسبوع المنصرم على وعد بلقاء نقلب من خلاله بعضا من السطور البيضاء من تاريخنا العربي - الاسلامي الذي كان هذا الشهر الكريم زمانا لها وان كنت اعترف مسبقا بان هذا الاستعراض سيشوبه حتما الكثير من النقص والقصور الذي يمكن ارجاعه لوهن الذاكرة اولا, ثم لضخامة الاحداث, واخيرا للحيز المساحي المخصص لهذه المقالة. @@ انني وانا اجتر ذكريات الماضي عن سبق اصرار وترصد ليحدوني الكثير من الامل والرجاء في ان تكون تلك الاحداث الجسام زادا لنا خلال رحلة المستقبل التي لا يلوح في افقه كثير من الامل, وبالذات بعد ان اصبحت امتنا العربية - الاسلامية بكل تاريخها وما قدمته للانسانية من منجزات حضارية لا ينكرها سوى جاحد مجرد موقع جغرافي على خارطة العالم بعد ان فقدت هذه الامة - ولشديد الاسف - كل قدرة لها في الفعل والتفاعل مصرة اصرارا عجبيا على نكران حقها في ان يكون لها موطئ قدم تحت شمس عالم لايعترف الا بمنطق القوة. @@ ففي السنة الثامنة من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم, وفي هذا الشهر المبارك كان كان للمسلمين الاوائل موعد مع التاريخ هو الفتح العظيم الذي فتح فيه الموحدون من المهاجرين والانصار, وتحت راية لا اله الا الله وقيادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بيت الله الحرام في مكة المكرمة ليطهره من رجس الاصنام, والاوثان ليعود بعدها مثابة للناس وامنا وقبلة للمسلمين في شتى انحاء المعمورة. @@ وبعد ذلك التاريخ المجيد بثماني سنوات دك المسلمون معاقل الشرك في ما كان يعرف ببلاد فارس في معركة القادسية الشهيرة الخالدة بقيادة الصحابي المسلم سعد بن ابي وقاص فكان النصر المبين للمسلمين على دولة يمكن ادراجها ضمن فئة ما يسمى بالقوة العظمي ضمن التصنيف المعاصر لتتحقق من خلالها نبوءة ووعد الرسول الكريم لسراقة بن مالك, وكذلك نبوؤته وبشراه للمسلمين خلال ايامهم العصيبة اثناء غزة الاحزاب, وخلال بناء الخندق. @@ وفي رمضان من العام 361 هجرية بنى المسلمون في عهد الدولة الفاطمية الجامع الازهر الذي كان ولايزال احدى منارات العلم والمعرفة في عالمنا العربي - الاسلامي المعاصر. @@ وفي العام 584 من رمضان استطاع القائد المسلم صلاح الدين الايوبي تخليص دمشق وصفد من قبضة الصليبيين لترجعا الى مكانتهما المعروفة حصنين للاسلام والمسلمين, ولتصبحها بالتالي قاعدة الانطلاق لتحرير المسجد الاقصى المبارك الذي اراد له ان يرجع ثانية الى حضن دولة الاسلام حتى جاء زمننا العربي التعيس الذي اصبح فيه ثالث الحرمين, واولى القبلتين اسيرا في يد جماعة من شذاذ الافاق الذين اعملوا, ولايزالون فيه هدما وتخريبا بحثا عن هيكلهم المزعوم في ظل صمت عربي - اسلامي يشبه صمت الاموات تجاه ما يحدث سواء للمسجد الاسير, او لاخوة الدم والعقيدة في فلسطين. فلا حول ولا قوة الا بالله. وفي رمضان من العام 591هـ استطاع الملك يعقوب بن يوسف بن عبدالمؤمن سلطان المغرب بسط سيطرة المسلمين على بلاد الاندلس لتصبح قاعدة انطلاق للحضارة الاسلامية الى اوروبا.. ولو انكر المنكرون. وللقائد المسلم الظاهر بيبرس صولات وجولات في رمضان.. فقد هزم في هذا الشهر من العام 658 هجرية جموع التتار في مرج دابق, وهاجم في العام666 هجرية من ذات الشهر انطاكية واستولى عليها واسر الالاف من التتار, وهاجم في رمضان من العام 669 حصن عكا مطهرا اياه من الصليبيين. .. وفي رمضان سنة 587 فتح الله على يد السلطان العثماني محمد الفاتح بلاد الكرم التي ظلت بلادا ترفرف عليها راية الاسلام حتى قيام الحرب العالمية الاولى التي تبعها تفكك الدولة العثمانية. وهكذا - اعزائي - تتجلى جسامة وضخامة الاحداث التي مرت على الامة العربية - الاسلامية والتي كان هذا الشهر الكريم زمنا لها وكان المسلم الصائم الذي امن برسالته في الحياة هو فاعلها الحقيقي. فهل يعيد التاريخ نفسه؟