بغض النظر عن مشاعر الناخب الامريكي المحب او الكاره للرئيس الامريكي جورج بوش او منافسه الديمقراطي السناتور جون كيري فانه بنهاية الامر وكما يظهر التاريخ سيتوجه اليوم الثلاثاء الى صناديق الاقتراع للادلاء بصوته لاختيار واحد منهما ولو على مضض.وهذا لا يلغي وجود احزاب اخرى في السباق الانتخابي الا ان معظم الناخبين الامريكيين يدركون ان اعطاء صوتهم الى الحزب الثالث سيضيع سدى.
ويخوض السباق الرئاسي الى جانب مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي 17 مرشحا اخرين من احزاب امريكية اخرى.ومن بين المرشحين مايكل بادناريك وهو المرشح عن حزب التحرير للسباق الرئاسي لايملك حتى رخصة لقيادة السيارة لانه واجه لدى رغبته بتجديدها بسلسلة من الاجراءات والمعلومات الشخصية الكثيرة المطلوبة لتجديدها في ولايته وهي تكساس الامر الذي جعله يتخلى عن فكرة التجديد.
وبسبب عدم حيازته رخصة للقيادة تعرض بادناريك الى الاعتقال اكثر من مرة ولايبدي ممانعته قضاء ليلة او ليلتين داخل السجن طالما انه في نهاية الامر سيخرج في الوقت المناسب للمشاركة في الانتخابات ومناصرة القضايا التى يؤمن بها وهي عدم وضع قوانين تحظر من امتلاك السلاح ووجود تشريعات لكل المخدرات من بينها الكوكايين والماريجوانا والتخلص من ادارة خدمة العائدات الداخلية وهي الجهة التى تقوم بجمع الضرائب وغيرها من القضايا.
وعندما يحين الوقت للسياسة قال انه لن يصوت لاي من المرشحين بوش او كيري ولكن هذا لايعني انه لن يصوت بل على العكس سيمارس حقه في التصويت وسيصوت لنفسه كرئيس للبلاد.
وقال بادناريك في حديث لوكالة الانباء الكويتية انه ترشح للسباق الرئاسي لايصال رسالة الى الناخبين بانه ليس مطلوب منهم التصويت لاسوأ السيئين.
واضاف ان هناك نسبة عالية من الامريكيين يفتشون بجد عن مرشح اخر فان أي شخص يصوت للديمقراطيين او الجمهوريين مرة أخرى و يأمل بحدوث تغيير فهو غير عاقل.
ولكن حتى الحصول على الدعم المطلوب ليس بالكافي لانه يوجد في الولايات المتحدة نظام الرابح يأخذ كل شيء حيث تذهب جميع اصوات المجمع الانتخابي للولايات باستثناء ولايتين الى المرشح الحاصل على اغلب الاصوات.
وهذا يعني انه في حال حصول بادناريك الذي ترشح حزبه في 48 ولاية على اصوات قليلة وليست ببعيدة عن كيري او بوش في ولاية واحدة فانه سيخسر الولاية كلها.
وبهذا الصدد قال البروفسور في العلوم السياسية في جامعة سوثرن ماثوديست الدكتور دينس سيمون (كونا) ان فرص فوز اي مرشح حزب ثالث في السباق الانتخابي ضئيلة وذلك بسبب قوانين اللعبة الانتخابية مبينا انه ما لم يفز بغالبية اصوات الولاية فانه لن تحصل على شيء.
ومن بين المرشحين ايضا مرشحة عن الحزب الاخضر تدعى باتريسيا لامارش وهي ام لطفلين امضت اسبوعين في احد مراكز ايواء للمشردين للتعرف على حياة الامريكيين الذين يكافحون من اجل الحياة مع انها تعلم ان النضال لتنتخب هو نوع اخر من عدم الراحة.
وحزب الخضر من الاحزاب الاخرى التى دخلت السباق الانتخابي غير المستقلين من امثال رالف نادر رئيس سابق للحزب ويحظى الحزب بدعم من المحليين مدججين بالارادة الكافية للحصول على ادنى حد من الشروط الاساسية لقوانين دخول الاقتراع لكل ولاية.
الا انه على عكس الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين انفقا ما يقارب الملياري دولار وفقا لتقديرات على حملتهما الانتخابية الحالية فان الاحزاب الاخرى تحصل على اموالها من تبرعات شخصية وفردية وليس من الحكومة وهذا وفقا للمرشحة لامارش يجعلنا متسولين محترفين.
وقالت ان حزبها يقوم بجمع الاموال من الافراد وليس من المؤسسات بحيث لا تتجاوز الالفي دولار ولكن المال يوسع من صوتك وهذا ليس بمتوفر لنا.
ويعتقد الدكتور سيمون بوجود مشاكل اخرى غير الاموال لدى الاحزاب الاخرى تقلل من فرص نجاحها واهمها شخوصهم المغمورة اي ان الامريكيين لم يسبق ان سمعوا بهم من قبل.
وتابع ان الاحزاب الاخرى المرشحة للانتخابات لا تعمل على جذب انتباه وسائل الاعلام والصحافة وتفتقر الى احد اسس الحملات وهي النظام التمويلي لحملاتهم الانتخابية مثل الديمقراطيين والجمهوريين.
واضاف قائلا: ولهذا السبب يسري اعتقاد بين الامريكيين بان الادلاء باصواتهم للاحزاب الاخرى لن يحدث اختلافا وبنفس الوقت يتساءلون لماذا بعد كل هذه المشاكل والعقبات تخوض الاحزاب الاخرى السباق.
فان معظم الاحزاب تترشح للانتخابات بهدف ابراز قضايا معينة الى الضوء وليعلم الناخب بوجودها مثل حزب بروهيبيشن التحريم وهو ثالث اقدم حزب سياسي في امريكا ويخوض حملته الانتخابية مطالبا بوقف مبيعات الخمور في الولايات المتحدة.
وقال مرشح الحزب جين اموندسون (كونا) نعلم اننا لن نفوز ولكننا نسعى الى ايصال رسالة ما وهي ان الاغبياء فقط هم من يشربون.
ومن الاحزاب الاخرى المرشحة في 36 ولاية للاقتراع حزب الدستور الذي يريد مساواة الانجيل بالدستور في الولايات المتحدة.
وقال الدكتور سيمون انه حتى لو لم تفز هذه الاحزاب بشيء فان بعضا من افكارها اذا لقت شعبية كافية ستقع في حضن الحزبين الرئيسيين وبطبيعة الحال فان الحزب صاحب هذه الفكرة سيختفي ويتفكك بنهاية الامر.
ومضى قائلا الا ان هناك امرا واحدا مشتركا بين هذه الاحزاب وتختلف عن الحزبين الرئيسيين وهي معارضتهم للحرب في العراق والانحياز الامريكي لصالح اسرائيل. وفي الوقت الذي لم يتطرق كل من بوش وكيري في مناظرتهما الثالثة التى لم يدع اليها المرشحون الاخرون الى الشأن الفلسطيني اكدت لامارش اعتقاد حزبها بحق وجود الفلسطينيين وان الجدار خطأ كما ان انحياز امريكا الى جانب واحد خطأ ايضا.
وتلبي هذه الافكار احيانا أهواء العديد من الأمريكيين في حين تكون بعضها صعبة الهضم للناخب العادي والبعض الآخر يعتقد ان إعطاء هذه الأحزاب أصواتا لا فائدة منه.