أعلن التقرير الطبي الرسمي الأول، عن صحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عدم إصابته بسرطان الدم، في حين أشار مسؤولون فلسطينيون الى أنه يتعافى ببطء من مرض شديد لكنه قد يبقى في المستشفى العسكري الفرنسي لعدة أسابيع وحالته تسمح له بمتابعة انتخابات الرئاسة الأمريكية يمشي ويتناول قليلا من الطعام ويجري اتصالات مع قادة آخرين.وتلت مندوبة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد نص التقرير الطبي امام مستشفى بيرسي العسكري في ضواحي باريس الذي يرقد فيه عرفات، وجاء فيه ان التحاليل الاولية اتاحت ازالة فرضية الاصابة بسرطان الدم. وقالت انها تعلن هذا التقرير بالاتفاق مع ادارة المستشفى لقطع الطريق على كل التكهنات حول صحة عرفات (75 عاما). واضافت ان المستشفى وضع التقرير وتم الاعلان عنه بالاتفاق مع الرئيس الفلسطيني وعائلته. وأوضحت أن الفحص الاكلينيكي والفحوص الاولية أشارت الى شذوذ في اعداد مكونات دم عرفات وارتفاعا في عدد الكرات الدموية البيضاء وانخفاضا في عدد الصفائح الدموية، في حين تتحسن حالته مع العلاج على مدى الساعات الاثنتين والسبعين الاخيرة بما في ذلك تحسن عدد كرات الدم البيضاء. وقرأت ليلى شهيد البيان يرافقها الكولونيل كريستيان استريبو كبير الاطباء في مستشفى بيرسي العسكري حيث تجرى فحوص لعرفات منذ يوم الجمعة. واضاف البيان ان عرفات في حالة تسمح له بالحديث مع اطبائه وزملائه واقاربه وزعماء الدول لكن لا يسمح له بعد باستقبال زوار خارج نطاق اسرته المباشرة. ونقل محمد رشيد المستشار الاقتصادي للزعيم الفلسطيني عنه قوله أنه لا يؤيد أيا من جورج بوش وجون كيري في سباقهما نحو الرئاسة الأمريكية. وأضاف ان عرفات يتابع الانتخابات الأمريكية بكل اهتمام لكنه قال ردا على سؤال عن موقفه من الفائز: لست مع بوش أو مع كيري .. إنني مع الله.
وقال رشيد: ليس هناك من لا يتابع هذه الانتخابات .. والرئيس يتابعها باهتمام كبير خصوصا وانه سيكون لها انعكاس كبير على وضعنا. الرئيس سيحترم ساكن البيت الابيض كائنا من كان. وقال رشيد ان عرفات اجرى 12 اتصالا هاتفيا منذ الاثنين وتحدث بصورة خاصة الى عاهل الاردن الملك عبد الله وعقيلته الملكة رانيا. وتلقى اتصالا من الرئيس المصري حسني مبارك ومن ولي العهد السعودي سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز. كما تحدث الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وبعث حاخام يهودي من مستوطنة في الضفة الغربية عرف بمواقفه غير المألوفة في صفوف السمتوطنين، برسالة الى ياسر عرفات يتمنى له فيها الشفاء العاجل.
وكتب الحاخام مناحيم فرومان في رسالته الى عرفات: من واجبنا باحترام الرب تنبثق ضرورة احترام جميع المؤمنين، لذا فنحن الحاخامات نقوم بواجبنا باحترام الشعب الفلسطيني القيم عبر التمني لرئيسه ان يعود بسلام الى ارض السلام.
ويقيم فرومان في مستوطنة تكوع بالقرب من بيت لحم، وقد قابل عرفات عدة مرات، وهو يعتبر بان تحقيق السلام ممكن عبر التقارب بين الديانات. وأكد المستشار الرئاسي نبيل ابو ردينة ان الحالة الصحية لعرفات مستقرة وفي تحسن مستمر. وقال أبو ردينة الذي يرافق عرفات كظله، في تصريح للاذاعة الفلسطينية ان ثمة شعورا بالاطمئنان على صحة عرفات بعد أن أثبتت النتائج الاولية للفحوص عدم اصابته بسرطان الدم (اللوكيميا). واضاف ان الرئيس يتلقى بعض المكالمات الهاتفية ويتناول طعامه بشكل عادي وباعتدال ويمشي قليلا. من جانبها أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في بيان أصدرته امس أن عرفات مازال قادرا على الحكم واتخاذ القرارات الحاسمة. وطالبت الحركة التي تعتبر العمود الفقري للسلطة الفلسطينية، جميع هيئاتها التنظيمية والقيادية، بالعمل وفقا للدستور والقانون والمراتب التنظيمية والمؤسسية، محذرة من مغبة الفتاوى والاجتهادات غير المبررة. ودعا البيان جميع المنابر الاعلامية إلى توخي الدقة في نقل الاخبار المتعلقة بصحة عرفات وان لا تتحول الى منابر للطامعين. وشددت فتح على ضرورة عدم الانجرار وراء شائعات مغرضة او طموحات ضيقة وموتورة تأتي من هنا او هناك. وقال محمد دحلان وزير الداخلية الفلسطيني السابق لرويترز في باريس ان هناك تطورا بطيئا غير أنه ايجابي وانه تم التغلب على المرحلة الحرجة في صحة عرفات والان أصبحت مسألة وقت ليتلقى العلاج ويتعافى.
وأضاف دحلان عضو الوفد الفلسطيني المرافق لعرفات في فرنسا أنه ما دام عرفات في مكان صحي ويحصل على الرعاية الطبية الصحيحة فسيتحسن تحسنا كبيرا. واذا عاد الى مجمعه في رام الله سيعاني من انتكاسة. ونقلت رويترز عن مسؤولين فلسطينيين انهم يتوقعون أن يبقى عرفات في المستشفى لثلاثة أسابيع أخرى على الاقل. وقال مساعد بارز لعرفات: بحلول يوم السبت سيكون لدى الاطباء على الارجح تشخيصهم النهائي. ثم سيحتاج بعض الوقت للعلاج، قد يستغرق ذلك ما بين ثلاثة وأربعة اسابيع، لكن كل هذا يتوقف على تشخيص الاطباء. من جهة ثانية، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان مسألة تحمل نفقات العلاج الذي يلقاه رئيس السلطة الفلسطينية في فرنسا سوف تدرس في الوقت المناسب ولكنها ليست مطروحة حاليا.
وقال الناطق ارفيه لادسو: نحن نستقبل رئيس السلطة الفلسطينية في فرنسا لتأمين العلاج الذي هو بحاجة له، اذا انها مسألة انسانية بالدرجة الاولى.
واضاف: في هذه الظروف، ان من الممكن تفهم بأن مسألة تحمل نفقات العلاج ليست مطروحة فعلا .. وسوف تدرس في الوقت المناسب لذلك. وفي جانب آخر ذي صلة، نقل فتحي عرفات شقيق الرئيس الفلسطيني الى احدى مستشفيات القاهرة لاصابته بسرطان في مرحلة متقدمة، حسب ما افاد مصدر فلسطيني امس الثلاثاء لوكالة فرانس برس. وقال المصدر ان فتحي عرفات (17 سنة) وهو من مؤسسي جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني عام 1968 ورئيسها الشرفي حاليا يعاني من سرطان في مرحلة متقدمة. واضاف انه نقل قبل يومين الى احد المستشفيات وشخص الاطباء حالته على انها سرطان في مرحلته الاخيرة.
واوضح المصدر ان فتحي عرفات، وهو طبيب من مواليد القدس عام 1933، يعاني من مرض السرطان منذ عدة سنوات وانتشر الان في جسمه ووصل الى المخ.
وكان فتحي عرفات من مؤسسى جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني عام 1968. وتخرج فتحي عرفات من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1957 وعمل في مستشفيات عدة في مصر وفي الكويت وفي الاردن ثم عمل في مؤسسات السلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاقيات اوسلو وعودة ياسر عرفات الى الاراضي الفلسطينية عام 1994.