وفاة العم الشيخ عبدالرحمن المنصور الزامل مثل أي ميتة في مجلبة الحزن، لكنها تختلف لكل من عرفه ( وهم كثيرون) حيث شعروا فجأة وكأن الأرض سحبت من تحت أقدامهم. كنت سأورد خواطري الدامعة، لولا أن العم أحمد العبد الله العثمان الزامل، وهو من كتابنا ومفكرينا الكبار والذي احتبست كتاباته من معرفته الموسوعية منذ أربعين عاما حتى ظننت أنه لن يكتب ما عاش، إلا أن وفاة العم الكبير والذي عاش العم أحمد تحت كنفه وعمل معه طويلا في الكويت والرياض كتب هذه العبارات، أول ما يكتب من أربعين عاما.. لله درك يا عم عبدالرحمن .. حتى في وفاتك تفعل ما لا يستطيع فعله أحد.. كتب العم أحمد:
" شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن ينتقل إلى جوار ربه الكريم الشيخ عبدالرحمن المنصور الزامل. وقد آلم هذا النبأ جميع من عرف الرجل الفذ.
لقد كان أبو منصور من الرجال القلائل الذين لم يتوقفوا طيلة حياتهم عن العمل البناء وخدمة الوطن ومؤازرة كل من يحتاج إلى العون والتشجيع والسير على نهج الجد والعصامية.
ومن ملامح شخصية هذا الرجل الفاضل الكثير من الخصال التي لا يتسع المجال لسردها، فهو دائما هاش باش وجم التواضع، وله شخصية محببة لدى الجميع لما عرف عنه من حسن الخلق وكرم الضيافة. وقد جمع هذه الخصال الحميدة عقلا راجحا يزن الأمور ويتصرف بحكمة ويصل كل من يعرفه.
وكانت جميع تصرفاته النبيلة محكومة بما عرف عنه بتمسكه بأهداب الدين الحنيف مما أدى به إلى عمل الكثير من أعمال الخير في جميع المناسبات والأماكن التي حل بها.
هذه الشخصية الفذة، شخصية لا تتكرر فهي مدرسة تعلم منها الكثيرون طرق الخير وأعمال التجارة والدبلوماسية. كل ذلك بروح تتصف بالحكمة والمرح والحث للعمل والكفاح.
ولعل من علائم الخير واختيار الله وفاة هذا الرجل في الشهر الكريم، ونرفع أيادي الضراعة إلى الله أن يتغمده بالرحمة ويدخله فسيح جناته. توقف سيل قلم العم أحمد سنينا.. حتى على العم أبو منصور سال دمعه. اللهم تقبل الفقيد العظيم بفسوحات رياضك، فقد كان قلبه بحب عبادك فسيحا.