بالأمس، عاد الرئيس عرفات إلى وطنه، ليس كمثل العودة الأولى عقب اتفاقات أوسلو، ولكن جثة هذه المرة، وفي نفس توقيت مغادرته منذ أسبوعين للعلاج من المرض الغامض الذي داهمه فجأة. وتزاحم الآلاف في مبنى المقاطعة برام الله، بشكل أعاق هبوط المروحيتين المصريتين اللتين أقلتا جثمان الرئيس الراحل، حيث شيعه العالم رسمياً في القاهرة بحضور كبير لقادة عرب وأجانب، يتقدمهم الرئيس المصري حسني مبارك، حيث لف الجثمان بالعلم الفلسطيني وحمل على أكتاف جنود من حرس الشرف المصري، ومر أمام زعماء وقادة الدول العربية والإسلامية والأجنبية الذين اصطفوا على ارض المطار لتوديع الزعيم الفلسطيني.
وسار الجنود المصريون بالنعش في خطى بطيئة على وقع الموسيقى الجنائزية التي تلاها عزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني والمصري، وفي السرادق، تقبل كبار المسؤولين الفلسطينيين ومن بينهم محمود عباس الذي تولى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية العزاء من كبار الزعماء والقادة الذين حضروا للمشاركة في التشييع.. قبل أن تحمل الجثمان مروحية مصرية إلى رام الله حيث انتظره عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمام مقر المقاطعة التي سبق أن ودعت في مثل هذا اليوم منذ أسبوعين بالضبط زعيمها الوداع الأخير في رحلة العلاج إلى فرنسا، التي خصته بوداع رئاسي في مطار فيلاكوبليه العسكري قرب باريس حيث شارك في المراسم رئيس الوزراء جان - بيار رافاران ووزير الخارجية ميشال بارنييه. وأكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي ألقى النظرة الاخيرة على الجثمان في المستشفى، ان عرفات جسد آمال الفلسطينيين وطموحاتهم الوطنية.
مشاهد من الجنازة
أمنية
شوهدت مروحيتان مصريتان تحلقان ببطء حول رام الله، ابتعدت إحداهما (يبدو أنها تحمل الجثمان) قليلا في محاولة للدخول في أجواء القدس المحتلة، ربما تحقيقاً لأمنية عرفات بالتحليق فوق المدينة التي رفضت إسرائيل أن يدفن فيها.
تأخير
استغرق انزال الجثمان من المروحية أكثر من 35 دقيقة، لصعوبة الموقف، واختراق الحشود للحاجز الأمني، رغم الاستعدادات الأمنية المكثفة، وشوهد محمود عباس وهو يلوح بيديه من الطائرة راجياً من المواطنين الابتعاد قليلا. رصاص
عقب هبوط المروحيتين، أطلق فلسطينيون الرصاص في الهواء تحية لفقيدهم الكبير.
زهوة
شوهدت ابنة الزعيم الفلسطيني الوحيدة زهوة، في مراسم التوديع بالقاهرة، رغم الأنباء التي قالت إنها لن تحضر باعتبار صغر سنها، وصعوبة الموقف بالنسبة إليها. بالروح
هتفت الجماهير المحتشدة في مقر المقاطعة للرئيس الراحل، خلال حمل جثمانه على العربة خارج المروحية، وقالت مصادر إن عدد المودعين، يفوق كثيرا الذين استقبلوه عند عودته للمرة الأولى عقب اتفاقيات أوسلو.