ما زالت اسرة صالح عيدان المنتشري والمكونة من 9 اطفال يعيشون الحرمان وذلك من ابسط ما يتمنونه في محنتهم وسبق ان نشرت قصة المنتشري في عدد سابق ولكن ومع زيادة الهموم على هذه الاسرة المغلوبة على امرها رأينا ان نعيد النشر. فالاسرة نزلت بها نوائب الدهر وادارت لهم الدنيا ظهرها بالالم والحسرة.
وقصة هذا الرجل انه كان موظفا وبسبب ضغوط رئيسه في عمله ومصاحبة هذه الظروف لتعب نفسي ادى بصالح الى ترك عمله ومن ثم اصبح بلامسكن ولا دخل وبذلك اصبح وكأنه قادم من عالم آخر يشكو من الحرمان وعدم الفهم لما حصل له وبين قصة فصله من عمله وقصة مأساته الانسانية مع اطفاله وفلذات كبده حتى انه في كثير من الاحيان يذهب بعيدا ليحس بانه مكتف من الاكل والشرب وذلك ليوفر لفلذات كبده القوت البسيط واما مسالة ابنه (مشهور) فهي التي تخنق عبرته كونه يحس بألمه ومرضه ولكن من غير حول ولا قوة له في امر ابنه المصاب بالصرع.
وكل ذلك جعل صالح ينسى نفسه فبدلا من ان يفكر كيف يصل الى مقصده لقضاء حاجته يذهب مشيا ويعيش مع مأساته وتراه وكأنه يخاطب اشخاصا بجواره يحاورهم ويجادلهم ويشتكي اليهم. انها مأساة انسان تراكمت عليه الديون واصبح ابناؤه يتمنون ان يفقدوا الذاكرة وذلك لينسوا مأساتهم بعد ان حرمتهم الحياة من كل شيء.