احتدام المنافسة على انتخابات الرئاسة الأوكرانية هو أبرز ما يميزها في العام الحالي في ظل تضارب نتائج استطلاعات الرأي الاخيرة واختلاف آراء الخبراء بشأن مدى تأثير عمليات تزوير الأصوات على نتيجة الانتخابات، ويخوض السباق على مقعد الرئاسة غدا الاحد كل من رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش والسياسي الشعبي الداعي للاصلاح فيكتور يوشينكو، وكلاهما حصل على أكثر من 39 في المئة بنسبة ضئيلة من الاصوات في الجولة الاولى التي جرت في الشهر الماضي ولكنها كانت نسبة أقل من الاغلبية التي ينص عليها دستور البلاد لاعلان الفائز بمقعد الرئاسة، وأما باقي المرشحين في تلك الجولة التي جرت في 31 أكتوبر الماضي وعددهم 24 مرشحا فقد تقاسموا فيما بينهم باقي الاصوات التي شاركت في الانتخابات، وقال المحلل السياسي فولوديمير بولوهالو من الصعب التوقع بنتيجة منافسة تجري وجها لوجه..هناك الكثير من المتغيرات في المعادلة (السياسية)، يذكر أن استطلاعات الرأي التي تجرى قبل الانتخابات في أوكرانيا تعتبر غير دقيقة. فقد أظهرت معظم استبيانات الرأي التي أجرتها مؤسسات الاستطلاع المستقلة في أوكرانيا خلال أوائل الشهر الجاري حصول يوشينكو على 47 في المائة من الأصوات مقابل 40 في المائة من الأصوات للمرشح يانوكوفيتش،ويقدر هامش الخطأ في الاستطلاعات بنحو 3.2 في المئة. إلا أن تلك المؤسسات كانت قد توقعت في تشرين الاول/أكتوبر الماضي بأن يوشينكو سيفوز في الجولة الاولى بفارق يتراوح بين خمسة وثمانية في المائة عن أقرب منافسيه ولكن ما حدث في الواقع كان تفوق رئيس البنك الوطني السابق على يانوكوفيتش بأقل من نقطة واحدة في المئة. كما أنه يوجد في أوكرانيا مؤسسات إجراء استطلاعات تلقى تمويلا من الحكومة الاوكرانية أو الروسية. وأشارت استبيانات الرأي لتلك المؤسسات خلال أوائل الشهر الجاري الى أن يانوكوفيتش سيحصل على 40 في المئة من الاصوات مقابل 38 في المئة لصالح يوشينكو مع هامش خطأ يبلغ 3.2 في المائة، ويوجه معسكر يوشينكو الاتهامات لمعارضيهم بتزوير نتائج الانتخابات لصالح رئيس الوزراء. يذكر أن منظمة الشفافية الدولية ترانسبيرنسي انترناشيونال صنفت موظفي الحكومة الاوكرانية في تقريرها العالمي لعام 2004 بأنهم الأكثر فسادا في أوروبا وأنهم أكثر جشعا من الكونغو الديمقراطية ولكنهم في نفس الوقت أفضل حالا بنسبة قليلة من باكستان.