ماذا لو اقبل بعض الشباب السعودي من الجنسين على تغيير أسمائهم لتتناسب مع متطلبات الحياة العصرية والعولمة (على حسب زعمهم) لاسيما ممن اضطرتهم ظروف الحياة للانتقال إلى المدن الكبيرة للدراسة أو العمل !!... هل يعتقد هؤلاء أن الأسماء (الغريبة) التي أطلقها الآباء والأمهات عليهم صغارا لم تعد تناسبهم، وتسبب لهم الكثير من المشاكل والسخرية من قبل الآخرين . ام ماذا !!.
وقد أكدت إحصائية حديثة أن عدد الأسماء التي طالها التغيير في منطقتي (الرياض والشرقية) منذ بداية هذا العام وحتى نهاية الشهر الماضي وصلت إلى أكثر من 250 اسما ومن بينها أسماء يتم تغييرها رغم أنها شائعة ولائقة إلا أن أصحابها يفضلون تغييرها لمجرد التغيير.
كما أشارت الإحصائية الصادرة عن إدارتي الأحوال المدنية في الرياض والدمام إلى أن الفتيات دون العشرين عاما هن الأكثر إصرارا على تغيير أسمائهن كـ(عذاري) التي تحولت إلى (شمس) رغم تداول وشيوع اسمها السابق إلا أن (ريوف) حولت اسمها إلى اسم غريب وهو (ايرايم) ليس إلا من باب عولمة اسمها.
بينما يغير الرجال أسماءهم لغرابتها كــ(عوضة) لـ(تركي) و(هتان) الذي يعتقد صاحبه أن اسمه يليق بمرأة أكثر من الرجل، خاصة بعد اكتشافه أن هناك إحدى الشاعرات السعوديات اختارته اسما مستعارا لها وهي الشاعرة المعروفة (هتان)، فاختار (عبدالرحمن) بديلا له و(مقعد) الذي احتار في اسمه طوال أعوام دراسته وحوله الآن لـ(عبدالمجيد)، كما ارتاح (ذيب) بعد أن أصبح الجميع ينادونه بـ(سعود). وأوضحت الإحصائية أن النساء يقمن بتغيير أسمائهن بسبب طرافتها أو تكون على أسماء مدن عربية كـ(صنعاء) تحولت إلى (أمل) و(سامراء) إلى (هداية) إلا أن أكثر الأسماء طرافة التي تم تغييرها في الرياض هي (صائمة) التي غيرت اسمها إلى (سامية).أما (فوطة ) و(سله)هما الأكثر طرافة فاختارت الأولى لنفسها اسم (نورا) واختارت الثانية بدل (سله) (ساره) وفضلت (مرعية) أن يكون اسمها رسميا (رهف) بينما حولت (رباحه) اسمها إلى (ساره).
أما (عبار) وهو اسم لرجل فقد اختار له اسما جديدا هو (عبد الله) واختار (علي) لنفسه اسما مميزا بين أصحابه كما يقول فقد حوله الى (عالي) بالرغم من شيوع الاسم الأول كثيرا وخاصة في شرق المملكة.
ربح الاسم وخسر الوالد
ولا يخلو الأمر من نوادر وطرائف تحدث هنا أوهناك فقالت (نوارة) التي غيرت اسمها إلى (نور): إنها كانت قانعة باسمها القديم خاصة انه يعود لجدتها لأمها، ولكن بمجرد دخولها الجامعة بمدينة الدمام أصبحت مثارا للتندر والسخرية من جميع زميلاتها لدرجة أنها كرهت الاسم وحبست نفسها 3 أيام بالغرفة حتى وافق والدها على تغييره.
أما (برازه) فتاة من حفر الباطن فتقول إن حياتها تحولت إلى جحيم لايطاق بمجرد انتقالي أنا والعائلة لمدينة جدة لدخولي الجامعة قاطعتني الطالبات وحولنني إلى مادة للسخرية من العيار الثقيل والغريب أنني لم أكن أعرف معنى الاسم ولما قالت لي والدتي معناه (الفتاة القوية) كرهته أكثر، وتضيف تلك الفتاة تقدم لخطبتي أحد الشباب طلب مني أن أغيره، لأنه يخجل من هذا الاسم ولا يعرف كيف يناديني (باسم الدلع)على الفور طلبت من والدتي التوجه إلى مصلحة الأحوال وغيرته الى (نبيلة) اما الشاب (حديد) من منطقة عسير فله قصة اخرى حيث ذكر انه تهيأت له فرصة السفر للخارج ولم يكن من الممكن ان اسافر حاملا هذا الاسم فغيرته دون علم والدي واخترت (عبد الله) بدلا منه وكانت المفاجأة عندما علم والدي طردني من البيت باعتبار ان الاسم يعود لوالده، وفي الختام ذكر (فلطوح) ان تغيير اسمه جاء بناء على طلب من ابنه الصغير الذي يعايره زملاؤه في المدرسة باسم ابيه وتحول بعد ذلك الى (مشاري).